تعرف مدينة عين دراهم تساقط كميات هامة من الثلوج غطت أسقف القرميد الحمراء وعطلت أحيانا سير حركة المرور نظرا للانزلاقات التي يشكلها تساقط الثلوج في البداية. التقلبات المناخية بالجهة استعدت لها اللجنة المحلية لمجابهة الكوارث كما يجب خاصة بعد إحداث مركز محلي للحماية المدنية باعتبار أن الجهة تعرف بعض الكوارث الطبيعية، كما أن الفرع المحلي للتجهيز سخر جل إمكانياته المادية والبشرية لإزالة الثلوج بالشوارع والأنهج وتلبية نداء المواطن وقت الحاجة ما دفع بإيواء مرضى تصفية الدم بالمستشفيات، هذا وتعرف مدينة عين دراهم إقبالا هاما من الزوار الذين توافدوا من مختلف الجهات للاستمتاع بهذا البياض الناصع والذي يخفي معاناة المواطن في هذه الربوع. معاناة لا تنتهي لئن تضفي الثلوج مسحة جمالية على مدينة عين دراهم إلا أن خلف هذا البياض يتجرع سكان المعتمدية الأمرين في صمت اذ تعرف أثمان وسائل التدفئة ارتفاعا كبيرا حيث تبلغ حمولة الجرار الواحد حوالي 200 دينار رغم كميات الحطب الميت بالجهة إلى جانب ما تعرفه السوق السوداء من نشاط اذ يشتكي المواطن في الأرياف من غلاء قارورة الغاز والتي يتجاوز سعرها أحيانا 10 دنانير، بالإضافة إلى عجز العديد من الأسر بالشريط الحدودي لمعتمدية عين دراهم على مجابهة موجة البرد سواء من ناحية التدفئة أو توفير المواد الغذائية واستحالة صمود الأكواخ في وجه العواصف الثلجية رغم الهالة التي تتردد على مسامعنا والمتمثلة في تنفيذ برنامج إزالة المساكن البدائية والذي بقي سجين الرفوف. الفقر الذي ينخر العائلات سواء وسط المدينة أو أريافها تجلى حين هبت الأسر لخزن المواد الاستهلاكية ووسائل التدفئة وانتظار البعض المساعدات التي كانت من أهم الأسباب في تذيل الجهة المنوال التنموي على الصعيد الجهوي وانتشار الفقر والأمية في الشريط الحدودي الذي ما زال يرزح تحت وقع البطالة والانقطاع المدرسي وانعدام المسالك الفلاحية أحيانا والجسور. سحر مدينة عين دراهم على مر الفصول يخفي وراءه معاناة المواطن في هذه الربوع.. في معتمدية تفتقر لأبسط الضروريات وحولها بعض المسؤولين منذ فجر الاستقلال إلى وجهة لقضاء مآرب شخصية وترك سكانها يتجرعون التهميش والإقصاء تؤكده اليوم النسبة المرتفعة للبطالة والفقر وانتشار الأكواخ وضعف مؤشر التنمية فمتى ينجلي عن عروس الشمال رداؤها الأسود؟