500 قرص «ايكستازي» المخدّر تم حجزها أمس الأول أعدتها شبكة مختصة في ترويج المخدرات للتلاميذ بالمؤسسات التربوية بجهة سوسة. الفرقة المركزيّة لمكافحة المخدرات للحرس الوطني تمكنت أمس الأول من الإطاحة بعناصر هذه الشبكة التي جاء في اعترافاتها الأولية أنها كانت ستروّج الأقراص المخدّرة للتلاميذ. هذه الشبكة ليست الوحيدة التي تستهدف التلاميذ فقد سبق وأن تمت الإطاحة بالعديد من مروجي المخدرات الذين اتخذوا من التلاميذ زبائن لهم حيث تمكنت الوحدات الأمنية بنابل الأسبوع الفارط من القبض على تلميذ ومروج مخدرات وتلميذة لم تتجاوز ال14 من عمرها استهلكت حبّة «ايكستازي» كان أمّنها لها صديقها وهو تلميذ مما أدخل الطفلة في حالة هستيرية غير عادية وحالتها تلك هي التي كشفت الأمر. وفي نفس السياق تمكنت الوحدات الأمنية الشهر الماضي من حجز 12 ألف قرص مخدّر تم تسريبها في أكياس قهوة هرّبت من بلجيكبا الى تونس وكان مهرّبها يخطط الى ترويجها ليلة رأس السنة في العلب الليلية بولايتي سوسة والمنستير. الايكستازي وخطره على جسم مستهلكه.. حبوب «الإكستازي» أو ما يطلق عليه «عقّار النشوة» و«آدم» و«مخدّر الحب» وعدة أسماء أخرى وهو مخدّر منشّط تم تركيبه أوّل مرّة سنة 1912 في ألمانيا وكان في البداية مخصص لأغراض طبيّة وكان استعماله محدودا الى أن ارتبط بثقافة الرقص والمجون في المملكة المتحدة واوروبا وقد شهد اقبالا كبيرا من طرف متعاطيه بداية التسعينات. وتشير بعض الاحصائيات غير الرسمية الى أنه بين 10 و25 مليون شخص في العالم تعاطوا «الايكستازي» سنة 2008 وهذا النوع من المخدر له اثار سلبية حيث أنه يزيد من طاقة ونشاط زائد لمتعاطيه كما يصبح متعاطيه يشفق على نفسه وعلى الآخرين ويبقى مفعوله على الجسم بين ثلاث وست ساعات ويرتبط «الايكستازي» بعدة اثار جانبية فبمجرد ان ينتهي مفعول «النشوة» تبدأ الآثار الجانبية في الظهور وتشمل الإكتئاب والشعور بالتعب والأرق والدوار وعدم القدرة على التركيز وقد تستمر هذه الأعراض عدة أيام. ويمكن ان تسبب جرعات «الايكستازي» الزائدة تلفا في الدماغ وقد تحدث الوفاة. وكان اول انتشار لهذا المخدر في الولاياتالمتحدة بداية الثمانينات بين مرتادي النوادي الليلية في «دالاس» ثم انتشر استخدامه في أوروبا وأصبح جزءا لا يتجرأ من ثقافة الشباب في التسعينات ويتم انتاجه في مصانع سرية صغيرة في أوروبا ويتم تهريبه الى الخارج في طرود او في الأغراض الشخصية للمهربين. ويعتقد متعاطو هذا المخدر أن له تأثيرا ايجابيا على شخصيتهم ومهاراتهم الإجتماعية لينتهي بهم المطاف الى الاعتماد على المخدر للتعامل مع المواقف الإجتماعية التي يشعرون حيالها بالقلق. وتصل الأقراص المخدرة الى بلادنا تهريبا سواء بحرا من اوروبا وخاصة ايطاليا أو جوا أو برّا من ليبيا باتجاه تونس أو من تونس نحو ليبيا اذا كانت المخدرات قادمة من الجزائر وتتم عملية التهريب عبر المسالك الصحراوية التي تربط بين معبر رأس جدير وبنقردان وبين منطقة ذهيبة والمعبر. وعلى الرغم من أن القوات الأمنية تلاحق مروجي ومهربي المخدرات وأسقطت العديد من أباطرة تهريب البضائع الضالعين في تهريب المخدرات أيضا إلاّ أن ّما تدرّه هذه «الممنوعات» من أموال طائلة جعلت مسألة اجتثاث هذه الآفة من جذورها مسالة معقدة ومستحيلة.