موعد الانتخابات البلدية، قانون المالية ،أداء الحكومة وغيرها من المواضيع التي تصنع جدلا متواصلا ما بين الأحزاب الحاكمة والمعارضة أو تلك التي تدعم تارة وتعارض تارة أخرى حكومة الوحدة الوطنية .. ولكن التكتلات التي تظهر في كل مرة تبرز أن التحالفات والتوافقات تعيد في كل مرة ترتيب الأوراق على الساحة السياسية.. حول الاستحقاق الانتخابي القادم و"الترويكا الجديدة" وغيرهما .حاورت "الصباح الأسبوعي" الناطق الرسمي باسم "نداء تونس." وفي ما يلي نص الحوار: *الهيئة العليا للانتخابات أقرت 25 مارس موعدا لإجراء الانتخابات البلدية، فكيف للأحزاب أن تفرض المواعيد التي تناسبها وتطالب بالتأجيل؟ نحن لم نطلب التأجيل ..نحن طلبنا من الهيئة الجلوس مع جميع الأحزاب والأطراف السياسية التي ستشارك في الانتخابات .. هنالك امتعاض لدى عدد من الأحزاب حول موعد الانتخابات وهناك أحزاب ترفض هذا التاريخ وتعتبر أنها لن تكون جاهزة للمشاركة في الانتخابات .. وهذه الانتخابات هي في غاية الأهمية نظرا إلى أنها تجسيد للحكم المحلي وهذه المرة الأولى التي ستنتظم فيها منذ 8 سنوات.. وإن نظمت في مثل هذه الظروف، فإن ذلك يعني أن تكون هنالك فيما بعد أحزاب سترفض هذه الانتخابات أو تقاطعها أو تطعن في نتائجها.. ونحن كأحزاب حاكمة نرى أنه من الضروري أن نعمل من أجل أن نحافظ على التوافق الذي أنجح المرحلة الانتقالية في تونس. *ولكنكم طالبتم الهيئة بتأجيل هذا الاستحقاق الذي تعتبرونه هاما.. نحن لم نطلب تأجيل الانتخابات بقدر ما طلبنا التوافق الوطني لأن تاريخ 25 مارس موعد رفضته بعض الأحزاب.. *ولكن الهيئة مستعدة لتنظيم الانتخابات .. الهيئة لديها المسألة التقنية الموكولة إليها ولا يمكن لأي طرف أن يزاحمها في ذلك.. ولكن الموعد سياسي وليس تقنيا، يمكن أن تكون الهيئة جاهزة من الناحية التقنية لتنظيم الانتخابات ولكن الجانب السياسي مهم أيضا. يمكننا أن نأتي بهيئة من استراليا أو أمريكا ،ليس المشكل لدى الهيئة.. نحن نسعى إلى مزيد تكريس مبدإ التوافق الذي بدأناه وسنواصل فيه ونحن لا نطالب بالتأجيل إلى موعد غير محدد فلا نريد أن تؤجل الانتخابات مرة أخرى وإنما ارتأنيا مع شركائنا الذين اجتمعنا معهم أن السقف الأقصى هو تاريخ 15 ماي 2017 وأدناه هو تاريخ 25 ديسمبر. لا يمكن أن نؤجل أكثر من ذلك. *دخول الاتحاد الوطني الحر على الخط في إطار ما سمي ب"التروكيا الجديدة" يؤشر على أن تحالف النهضة والنداء لم يعد كافيا لإدارة البلاد؟ لا الأمر على خلاف ما تروج له بعض الأحزاب السياسية المنافسة التي تريد استنساخ تجربة "الترويكا" والصورة السلبية التي التصقت بها. "الترويكا" كانت تحكم في حين أن ما بين نداء تونس وحركة النهضة والاتحاد الوطني الحر هو تنسيق سياسي لتوفير حزام سياسي قوي لحكومة الوحدة الوطنية من أجل دعمها ودعم الانتقال اليوم. ولكننا لسنا ترويكا. نحن لسنا حزب التكتل أو المؤتمر وليست النهضة اليوم كما هي بالأمس.. *ولكن هذا الحزام السياسي الجديد تشكل لمواجهة تكتلات أخرى تزعم أنها تدعم الحكومة أيضا مثل الجبهة البرلمانية.. هذا التنسيق السياسي الجديد ليس ردا على أي عمل سياسي وهو حزام سياسي قوي وليس هشا.. هناك أحزاب تقول انها تشارك في حزام لدعم الحكومة ولكن نجد أن آفاق تونس صوت ضد قانون المالية وهو جزء من حكومة الوحدة الوطنية ومشروع تونس يتحفظ.. الهدف من التنسيق بين هذه الأحزاب الثلاثة نداء تونس وحركة النهضة والاتحاد الوطني الحر هو دعم لأداء الحكومة وتجسيد لوثيقة قرطاج.. بدون هذا الحزام لم يكن قانون المالية ليمر ولو لم تجتمع هذه الأحزاب الثلاثة لما كانت هنالك هيئة الانتخابات اليوم.. *شريككم في الحكم آفاق تونس يعتبر أن طبيعة العلاقة بين النهضة والنداء غير مفهومة وأن تحالفهما لم يحقق شيئا، كيف تردون على ذلك؟ إذا كنا لم نحقق شيئا للمواطن فأنت معنا يا آفاق في الحكومة وأنت بذلك جزء ممن لم يحققوا شيئا أيضا... وإذا كنت تشارك في الحكومة ولست على دراية بما نحن بصدد تحقيقه للبلاد فلابد أن تراجع حساباتك يا آفاق تونس فأنت على ما يبدو في غيبوبة.. ونحن لسنا متحالفين مع النهضة بل هي شراكة في الحكم مثلما آفاق تونس هو شريكنا في الحكم..وأرجو أن يحفظ الله تونس من هذه النوعية من السياسيين.. *وماذا عن الانتخابات البلدية هل ستتواصل الشراكة بين النهضة والنداء والوطني الحر؟ كيف ذلك؟ بقوائم مشتركة؟ هذا أمر مستحيل ! لا يوجد معنى لهذا التحالف في الانتخابات البلدية .. حركة نداء تونس تختلف جذريا في الهوية والبناء والأصل .وبرامجها تختلف عن حركة النهضة وتبقى النهضة منافسا سياسيا وهي شريكنا.. والاتحاد الوطني الحر أعطاه الناخب المرتبة الثالثة في الانتخابات التشريعية لذلك هو شريكنا أيضا.. هذه الشراكة من أجل تسيير البلاد ومن أجل الاستمرارية .من الضروري أن تبحث عن الكبار لتحكم معهم..ولكن هنالك أحزابا لديها مواقف متضاربة فهي مشاركة في الحكومة وتعارضها وهي تقوم بتصرفات لا تليق بالحكم.. *ما هي هذه الأحزاب؟ حزب آفاق تونس وحزب المسار والحزب الجمهوري .تصرفات هذه الاحزاب ليست تصرفات أحزاب مسؤولة قادرة على أن تحكم.. *بصفتك نائبا قدمت عدة مبادرات من بينها دعوتك إلى إعادة إصدار جوازات السفر والدعوة إلى صندوق مقاومة الفقر..ألا تعتبر أن فكرة الصناديق مثلا ليست من الأفكار التي يمكن أن يتحمس لها التونسي اليوم؟ الدعوة إلى إعادة إصدار جوازات السفر قامت على منطلق أمني لمواجهة ملف عودة الإرهابيين من بؤر التوتر ويمكن أن يحقق إصدار جواز السفر البيومتري ذلك..أما الصندوق الوطني لمقاومة الفقر فهو يقوم على أن هذه الظاهرة تمس ربع سكان تونس ولكن المبادرة لم تجد دعما في مجلس نواب الشعب ربما لأنها طرحت خلال فترة عرفت تشنجا داخل المجلس.. هذا الصندوق أقترح أن يكون مدعوما من المواطن التونسي والمؤسسة تطوعيا لتستفيد منه الفئات المهمشة ويمكن أن تساهم فيه الدولة من خلال ضربية على الصفقات التي تكون فيها الدولة طرفا ب5% توجه إلى هذا الصندوق..