لم يكن فجر الاحد الماضي عاديا في وسط مدينة راس الجبل، اذ تسبب كلب شرس في نشر حالة من الفوضى والرعب في صفوف نساء واطفال كانوا في انتظار حافلة ستقلهم في رحلة ترفيهية وعدد اخر من الراجلين والراكبين الذين بكروا قاصدين اعمالهم في المدينة وخارجها فاستقبلتهم دابة هائجة من نوع «بيت بول» يسيرها شاب في حالة غير طبيعية ويهيجها على الصغار والكبار.. الوضعية لم تدم طويلا اد تدخل شرطيان وقبضا على الشاب رغم محاولته الهرب رفقة كلبه في الازقة المجاورة.. الحادثة الغريبة وان لم تخلف اضرارا صحية للحاضرين فإنها نشرت الخوف في المدينة الهادئة عادة ودفعت للتساؤل عن خضوع الكلب الهائج للتلاقيح الضرورية من عدمه وتأثير ذلك على المصابين لا قدر الله كما كشفت الواقعة الاليمة ضرورة سعي النيابة الخصوصية لتنفيذ القرارات الملزمة بمنع تربية الكلاب الشرسة والاحتفاظ بها في المناطق البلدية. وهي مخالفة لا تختص بها راس الجبل فقط بل اضحى من المعتاد خاصة في بنزرتالمدينة مشاهدة بعض الشبان برفقة كلاب ضخمة وخطيرة سواء في سياراتهم او حتى راجلين في الساحات العامة وقرب الشاطئ شتاء وصيفا ورغم تتبع احدهم عدليا في شهر مارس الماضي بعد ترويعه متساكني المدينة العتيقة بكلبين شرسين فان الوضعية لم تتغير.. على كل، في انتظار تحمل المجالس البلدية لمسؤولياتها عملت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية على تقليص الخطر الصحي لهذه الحيوانات عبر تنظيم حملة مجانية لتلقيحها ضد داء الكلب حسب الرزنامة التالية18 ديسمبر في جرزونة و19 في الكرنيش بنزرتالمدينة و21 بمنزل عبد الرحمان و26 ديسمبر الجاري بمقر المندوبية، هذه المبادرة اقتصرت حاليا على المناطق المترفة التي يربي سكانها الكلاب الشرسة وحيوانات الزينة فيما لم تدعم بعد حملات التلقيح وابادة الكلاب السائبة في غزالة وغار الملح وخاصة سجنان رغم الاشتباه القوي بوجود حالة كلب في منطقة الحشاشة وتنبيه الادارة الجهوية للصحة وادارة الصحة الوقائية للإدارات المحلية من خطورة انتشار الداء في معتمدية شهدت وفاة شاب بالداء في جوان 2015.