نظمت معتمدية قابس الغربية بالتعاون مع المكتب الجهوي لمنظمة «عين تونس»بقابس وجمعية آفاق للأمن الداخلي والديوانة وجمعية «مرفأ للتجديد في الأدب والثقافة والفنون» فعاليات المنتدى الإستراتيجي لتحصين الشباب ضد الإرهاب تحت شعار «الأمن الفكري كخيار استراتيجي لحماية الفرد والمجتمع والوطن» بحضور ممثلين عن الجمعيات والمنظمات الجهوية والمحلية. في افتتاح أشغال هذا المنتدى ذكر عبد الحميد صالح معتمد قابس الغربية أن تنظيم هذا اللقاء يندرج في إطار مزيد تفعيل التعاون القائم بين الهياكل الأمنية والعسكرية من جهة والنسيج الجمعياتي المدني من أجل مواجهة التحديات الراهنة وكسب معركة تنمية شاملة تؤمن العيش الكريم للأجيال المتعاقبة. مداخلات فكرية خصص المنتدى لعرض مجموعة من المداخلات الفكرية تركزت على عديد المسائل منها الأمن الفكري وحماية الوطن وقيمة المعلومة وعلاقتها بالأمن والمواطن والإرهاب الإلكتروني في ظل المتغيرات والتحولات الإقليمية والدولية وسجناء قضايا الإرهاب والتصدي من الارهاب ضمن مقاربة تربوية حيث أبرز سيف الله الهيشري رئيس جمعية آفاق للأمن الداخلي والديوانة أن تنظيم هذا المنتدى جاء في إطار تفعيل استباقية الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الارهاب التي انطلقت سنة 2013 وهي منهجية عملية مدروسة ضمن تعدد المقاربات الامنية والثقافية والاجتماعية والدينية والتربوية والسياسية والاقتصادية والعسكرية بهدف تطوير الفكر والابداع لمكافحة الارهاب إعتمادا على تعدد المقاربات بعد أن أثبتت ان المقاربة الامنية غير كافية للحد من هذه الظاهرة. وأشار أيضا إلى ان الجمعية بصدد إعداد مشروع قانون للإرهاب الإلكتروني بهدف تيسير الإجراءات القانونية المرتبطة بهذه التجاوزات نظرا لما يواجهه رجال القانون من مشكلة أمام القضاء عند محاكمة أصحاب هذه الظاهرة الإلكترونية إلى جانب إعادة ضبط قائمة اسمية في المواقع المشبوهة والصفحات الإرهابية والشروع في تنفيذ برنامج توعوي بالتعاون مع وزارة التربية حول الأمن الفكري خلال السنة القادمة كما عدد خصائص الارهاب الالكتروني التي تكمن في البحث والتنقيب عن المعلومات ودعم الاتصالات والتعبئة والتجنيد وتبادل وإعطاء التعليقات والتلقين الإلكتروني ومزيد التخطيط والتنسيق والحصول على التمويل. وذكر علي الغربي الباحث في المجال الثقافي والإجتماعي أننا مطالبون بضرورة تنويع الوسائل والاساليب في مقاومة الارهاب الفكري والمادي من خلال الحرص على إيجاد تصور جديد يعتمد على الفكر الأمني تماشيا مع واقعنا المعيش والراهن. وللمواطن دور أكد جلال الدجبي الإطار السامي بوزارة الداخلية على اهمية دور المواطن في المساهمة في مكافحة الارهاب من خلال الاسراع بتبليغ المعلومة وحسن التعامل مع السلط الامنية والعسكرية حماية للجميع ملاحظا أن التبليغ لا يعد وشاية بالمرة بل هو تعاون قائم بين المواطن ومختلف المؤسسات الأمنية والعسكرية من أجل تجنب الإعتداءات الإرهابية على الممتلكات والمواطنين. من جانبه أشار مبروك الحميدي رئيس المكتب الجهوي لمنظمة «عين تونس» فرع قابس إلى أن التصدي للإرهاب ضمن مقاربة تربوية هي الخطة الاستباقية لتحصين الشباب من الانزلاق في هذه المتاهات بشكل وقائي مؤكدا أن الحد من هذه الظاهرة التي مازالت تنخر المجتمع التونسي وحماية البلاد يتطلب محاربة ومقاومة هذه الآفة بمختلف الوسائل والأساليب مبرزا أن 70% من شخصية الانسان تتشكل في سنواته الاولى وهو ما يتطلب ضرورة استثمار هذه المرحلة من عمر الطفل في زرع كل القيم الايجابية التي بها ننحت رجل الغد لأن الطفل المحصن في طفولته لا يمكن له أن يكون ارهابيا أو متبنيا لفكر ارهابي وأكد على دور المؤسسة التربوية خلال مرحلة الطفولة الاولى التي تمتد الى فترة ما قبل المراهقة مشددا على أهمية جعل مختلف الفضاءات التربوية والثقافية ونوادي الأطفال بالخصوص مصانع للأمصال والتلاقيح من شأنها أن تساهم في إفراز خريج يرفض العنف وينبذ التطرف مستعرضا تجربة المنظمة الناجحة ضمن مختلف أنشطة النوادي الثقافية المدرسية في هذا المجال. عن مفهوم الارهاب والتطرف أيمن العمدوني المختص في علم الاجتماع قدم من جهته تعريفا ضافيا حول مفهوم الإرهاب والتطرف في أشكاله المتنوعة اعتمادا على ما تحدده التقاليد والاعراف والمعايير القانونية والإجتماعية والدينية السائدة في المجتمع وأبرز أن الجماعات المتطرفة تمكنت من استقطاب شبانا والزج بهم في بؤر الإرهاب واستخدامهم كوقود للإعتداء على الأملاك العامة والخاصة وإزهاق أرواح المواطنين الأبرياء من خلال استغلال الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية كغياب الوعي لدى أغلبهم وتفشي البطالة وانخفاض مستوى المعيشة وحول المناهج والسبل الكفيلة بالحد من ظاهرة الارهاب دعا إلى ضرورة مراقبة التحركات المشبوهة داخل غرف السجن بصورة استباقية للحيلولة دون تنفيذ أي مخطط اجرامي او مخطط يهدد الامن العام وعدم احتكاك الارهابيين بالمتهمين بجرائم الحق العام داخل السجن والعمل على رعاية الشباب والاهتمام بقضاياه وتحصينه من الاختراقات الفكرية ونوازع الغلو وتعميق وتشديد الرقابة على مضامين المنشورات والاشرطة السمعية والبصرية المعروضة بالفضاءات التجارية والمكتبات والتكثيف من الملتقيات والدورات الإعلامية حول التعريف بالرسالة الامنية ومساعدة المسجونين المورطين في العمليات الإرهابية على التعايش داخل المجتمع ورعايتهم وإحاطتهم نفسيا واجتماعيا ودينيا تحت إشراف مختصين لاستئصال مفرداتهم الفكرية والتخلي عن مواقفهم المتشددة. وخلال فتح باب النقاش للحاضرين أكد أغلب المتدخلين على ضرورة مساهمة الجميع في القضاء على ظاهرة الإرهاب واجتثاث جذوره والمطالبة بترشيد الخطاب الديني والتكثيف من إقامة حلقات ودورات إعلامية للتعريف بدور الشباب خصوصا ومكونات المجتمع المدني عموما في مكافحة الإرهاب اعتمادا على الأمن الفكري والوعي واليقظة المستمرة وتشجيع الدراسات والبحوث الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب والعمل على مزيد تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وشددوا أيضا على أهمية دور مختلف وسائل الإعلام وخاصة المرئية منها في نشر الوعي البناء وتعزيز سبل الوقاية من الفكر المتطرف وبث روح المواطنة وطالبوا بضرورة دعم البرامج العلمية والتعريف بإبداعات وابتكارات الشباب في شتى المجالات والميادين والتخلي عن البرامج المخلة بالحياء والأخلاق العامة.