محمد الصافي: هيئة إدارية قطاعية للتعليم الثانوي لمتابعة قرارات إضراب يومي 28 و29 ماي الجاري    كاس العرب للمنتخبات لكرة اليد: المنتخب القطري يتوج باللقب.    بداية من منتصف نهار اليوم: إعادة فتح باب التسجيل عن بعد لتلاميذ السنة أولى أساسي    عاجل/ بشرى سارة: انتدابات جديدة في الوظيفة العمومية والقطاع العام..    موعد مباريات نهائي بطولة كرة السلة بين الاتحاد المنستيري والنادي الإفريقي    نفاد قميص المئوية للنجم الساحلي    "سي إن إن": مفاوضات سلام فورية في غزة بعد الإفراج عن عيدان ألكسندر    حسين الجسمي يرزق بمولود جديد    مرصد الطاقة والمناجم: ارتفاع رخص الاستكشاف والبحث عن المحروقات في تونس    37.7 مليار صادرات القوارص حتى ماي 2025    إضراب بيومين للوكالة الفنية للنقل البري في هذا الموعد    الإليزيه يعلق على مقطع فيديو "منديل ماكرون" في كييف الذي أثار جدلا واسعا    منذ بداية السنة: حجز أكثر من 86 ألف حبّة مخدّرة و13 كلغ من الكوكايين.    معهد الرصد الجوي: شهر أفريل 2025 كان شهرا ممطرا جدا في عدّة مناطق تونسيّة    ريم بن مسعود: ''التمثيل لم يكن حلمي''    شاشات 'QLED' من سامسونج تحصل على شهادة 'Real Quantum Dot Display' من 'TÜV Rheinland'    بعد كورونا...ارتفاع إصابات التعب المزمن    فوائد استخدام صودا الخبز في الغسيل: حل طبيعي وفعّال    تغيير بسيط في طعامك يطيل العمر ويحميك من الأمراض..وهذه التفاصيل..    عاجل/ هلاك فتاة تحت عجلات القطار..    منظومة اللحوم الحمراء في خطر: خطة وطنية عاجلة للإنقاذ قبل فوات الأوان    شحنة من اللحوم الحمراء الموردة ستصل تونس وتضخ في الأسواق بداية من هذا التاريخ..#خبر_عاجل    16 سنة سجنا في حق بلحسن الطرابلسي    عاصفة متوسّطية تضرب تونس؟ عامر بحبة يكشف الحقيقة ويُطمئن المواطنين    الهند تعيد فتح 32 مطارا أغلقتها خلال التصعيد مع باكستان    قريبا: تحديد سعر أضاحي العيد ''بالميزان''    "علوش" العيد ب800 دينار..!    اتحاد المرأة: 5708 حالة طلاق بالتراضي في تونس سنة 2022    عاجل/ عميد المحامين يفجرها ويحذر من خطورة مقترح الطلاق بالتراضي لدى عدول الإشهاد..    براكة الساحل: وفاة فتاة تحت عجلات قطار    عاجل/ أسبوع ممطر: منخفض جوي وجبهة باردة بداية من هذا التاريخ..    رئيس الجمهورية يُعفي والي بن عروس ويعيّن عبد الحميد بوقديدة خلفًا له    15 شهيدا بينهم أطفال في قصف إسرائيلي لمدرسة في غزة    زلزال بقوة 3ر5 درجات يضرب مقاطعة "سومطرة الشمالية" غرب إندونيسيا..    عثمان ديمبلي يُتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي    بطولة ألمانيا: آينتراخت فرانكفورت يسقط في فخ التعادل امام ضيفه سانت باولي 22    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    وسائل إعلام: "حزب العمال الكردستاني" يعلن رسميا حل نفسه وترك السلاح    أميركا والصين تتوصلان لاتفاق لوقف حرب الرسوم الجمركية    كأس تونس لكرة السلة: النادي الإفريقي والاتحاد المنستيري وجهاً لوجه في نهائي واعد يوم 1 جوان    الدورة الثامنة من المهرجان الدولي لفنّ السيرك وفنون الشارع.. عروض من 10 دول تجوب 10 ولايات    جوائز هامة لمسرحية «ضفائر طيبة»    المرسى القديم ببنزرت يحتضن فعاليات الدورة الثانية لتظاهرة " عودة الفينيقيين"    بلاغ وزارة الصحة إلى الحجيج سلامتكم مسؤوليتنا الكلّ    المهدية: جولة جديدة لمصارعة المجالدين بالمسرح الأثري بالجم ضمن مهرجان الايام الرومانية    افتتاح نقطة بيع من المنتج إلى المستهلك بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة    الرابطة الأولى.. نتائج الدفعة الثانية من مواجهات الجولة 29 والترتيب    كاس العرب للمنتخبات لكرة اليد: المنتخب التونسي ينهي مشاركته في المركز السابع    مرشح تونس الحبيب عمار: "مواصلة العمل بالمنوال السياحي الحالي سيحطم القطاع ولا بد من رؤية جديدة"    وزير السياحة يعلن عن إحداث منطقة سياحية بمدينة الكاف    القيروان: الدورة الثانية لمسابقة المطالعة بالوسط الريفي    وفاة "كروان الإذاعة" عادل يوسف    مدينة العلوم بتونس تنظّم يوم الاثنين 26 ماي سهرة فلكية بعنوان السماء الرقمية : علوم البيانات والذكاء الاصطناعي""    المرض الذي عانى منه ''كافون''    القصرين: أكثر من 1400 تلميذ ينتفعون بخدمات قوافل طبية حول صحة الفم والأسنان    معهد البحوث الفلكية في مصر.. لا نتدخل في تحديد توقيت عيد الأضحى والأمر متروك للسعودية    مجلس نواب الشعب ينعى الفقيد النائب نبيه ثابت    منبر الجمعة: واعرباه. وا إسلاماه. هل من مجيب؟!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ممنوع من الحياد: أردوغان في إفريقيا..
نشر في الصباح يوم 26 - 12 - 2017

جولة إفريقية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان تشمل ثلاث محطات تبدأ من السودان مرورا بالتشاد وصولا الى تونس يوم 27 ديسمبر الجاري، وهي جولة يتوج بها نهاية العام 2017 الذي نستعد لتوديعه، وقد يكون في اختيار التوقيت محاولة من أردوغان للابتعاد عن دائرة القضايا المحلية العالقة بالتزامن مع مسلسل الإقالات التي تعيش على وقعها تركيا والذي طال آلاف المدنيين والعسكريين عل خلفية الانقلاب الفاشل الذي كان يستهدف سلطته..
قد يبدو للوهلة الاولى أن جولة أردوغان الإفريقية سياسية بامتياز، فهي تأتي بعد نحو اسبوعين على القمة الاسلامية التي احتضنتها اسطنبول لبحث رد على قرار الرئيس الامريكي دونالد ترامب بشأن القدس المحتلة، وهي القمة التي أدت الى نقل الملف إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد الفيتو الامريكي في مجلس الامن.. ولكن الارجح أن باطن الجولة اقتصادي بامتياز وهي تأتي فيما تتجه تركيا للتموقع في القارة السمراء وإعادة ترتيب علاقاتها في المنطقة والرهان على الاستثمار في أسواق تقليدية ولكن أيضا في مناطق جديدة واعدة...
الجولة الإفريقية للرئيس التركي انطلقت من شمال السودان وحملت في طياتها رسالة واضحة أن العلاقات مع الخرطوم مهمة وأن القرارات استمرار ملاحقة البشير غير مطروحة، ويبدو أن أردوغان فاز بما يسعى اليه في هذه الزيارة الاولى لرئيس تركي في تاريخ البلدين، حيث تم التوقيع على سلسلة من الاتفاقات مع هذا البلد الذي بات أقرب الى العبء على القارة، بل وعلى العالم، إذ وبرغم ما يزخر به السودان فلا يزال هذا البلد الذي انقسم الى سودانين: سودان شمالي وسودان جنوبي، يعاني الفقر والجهل والتخلف..
ولاشك أن أردوغان الذي يرافقه في جولته الإفريقية وفد كبير من الوزراء يضم رئيس الأركان خلوصي أكار، ووزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو، والاقتصاد، والزراعة والثروة الحيوانية، والثقافة والسياحة، والمالية، والتربية، والدفاع والمواصلات والاتصالات والنقل البحري، فضلاً عن حوالى 150 رجل أعمال والخبراء في مختلف المجالات، حريص على استعادة البوصلة الإفريقية التي غابت عنها تركيا..
بلغة الأرقام التي نشرتها هيئة الاحصاء التركية فإن حجم التجارة مع الدول الثلاث: السودان وتونس والتشاد، زاد بنسبة 29 بالمائة في السنوات الخمس الماضية. وتأتي تونس على رأس الدول الثلاث في حجم الصادرات التركية خلال الفترة ذاتها، حيث بلغت 4.3 مليار دولار، ثم السودان 1.7 مليار دولار ثم التشاد نحو 78 مليون دولار...
ليس خافيا اذن أن زيارة الرئيس التركي الى تونس تأتي بعد الجدل المثير بشأن ميزانية 2018 وما شهده نواب الشعب من شد وجذب بشأن الامتيازات التجارية التي تحظى بها تركيا وتأثيراتها الثقيلة على المشهد الاقتصادي في بلادنا... وفي انتظار ما يمكن أن تحمله زيارة أردوغان لبلادنا - التي ستكون محطته الإفريقية الأخيرة - فإن الارجح أن أردوغان الحالم باستعادة لقب وموقع الامبراطور العثماني سيسعى ربما الى تجديد دعمه لحلفائه في قيادة حركة «النهضة»، ولم لا، تجاوز ما طرأ على العلاقات بين الحليفين من تشنج وتشكيك بعد الانتخابات الجزئية في ألمانيا..
عندما زار أردوغان تونس بعد الثورة خرج في استقباله الاسلاميون بكثافة وبعضهم صلى في الشارع وهو يتطلع الى خطاب أردوغان الذي سرعان ما انفضوا من حوله بعد دعوته لهم بالتأسيس لدستور مدني ودولة مدنية...
الزعيم التركي أردوغان حالة استثنائية، فهو يتمتع بقدرة رهيبة على الخطب الحماسية والانتصار للقضايا العربية والاسلامية وخاصة عندما يتعلق الامر بالقضية الفلسطينية... وظهر خاصة بعد استهداف سفينة مرمرة المتجهة لكسر الحصار في غزة كبطل وهو يهدد بمقاضاة اسرائيل وقطع العلاقات الديبلوماسية ويرفض مصافحة بيريز في دافوس..
كان ذلك قبل ان يتم تعويض ضحايا سفينة مرمرة لتدخل القضية طي النسيان، فلا الحصار عن غزة رفع، ولا العلاقات الاقتصادية والديبلوماسية والعسكرية قطعت..
وبالأمس وبعد فيتو ترامب هدد بقطع العلاقات مع اسرائيل ونقل السفارة التركية الى القدس.. ما نعلمه ان لإسرائيل سفارة في انقرة وقنصلية في اسطنبول.. وقطع العلاقات مع الاحتلال لم يكن أكثر من شعار سياسي حماسي لمرحلة سياسية في زمن الزهايمر السياسي في انتظار القادم...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.