يقدم مركز الدراسات الإستراتيجي والأمني الأميركي "ستراتفور" توصيات للدول والمؤسسات بناء على معطيات استخباراتية خاصة، وككل عام ينشر توقعاته التي لا يمكن لأي مستخدم الاطلاع عليها فمنها ما يمكن الاطلاع عليه بالتسجيل في الموقع ومنها ما يقدم بمقابل. وقد رصدت «الصباح الأسبوعي» مختلف التوقعات الإستراتيجية التي يقدمها لسنة 2018 والتي تتعلق بالأساس بالتحالفات الجديدة التي يمكن أن يشهدها العالم والصراعات المحتلمة وغيرها من المسائل الأخرى.. الخلافات والاستحقاق الانتخابي في ليبيا من بين أهم الأحداث التي ستشهدها ليبيا خلال السنة الحالية هو الاستحقاق الانتخابي. ولكن بالرغم من أن المبادرة الاخيرة التى تدعمها الأممالمتحدة تحظى بدعم، فان العديد من الفصائل المشاركة فى محادثات السلام لن تخفي خلافاتها في العام المقبل بحسب التقرير. ويشير المركز الامريكي إلى نشأة ما يسميه شكلا من القومية بين أقوى الجماعات في الشرق والغرب ليبيا - بما في ذلك خليفة حفتر، الذي يحصل تدريجيا على موافقة المجتمع الدولي. ويعتبر التقرير أن عددا قليلا من الأطراف الليبية سوف يقتنع بأن محادثات الأممالمتحدة ستلبي مطالبها، في حين ستواصل الأطراف القوية على غرار حفتر العمل من أجل مصلحتها الخاصة مع تواصل المفاوصات. القاعدة تجذب أتباع «داعش» يعتبر التقرير أن الحرب ضد الجماعات المتطرفة لم تنته بعد حتى بعد هزيمة تنظيم «داعش» في العراقوسوريا. ويرى مركز «ستارتفور» أن القاعدة ستحاول استغلال انهيار ما يسمى بخلافة «داعش» لتلميع سمعتها كقائد للحركة الجهادية العالمية. وستهدف جهود التوظيف التي تبذلها المجموعة إلى جذب أتباع «داعش» الحاليين والمحتملين في عام 2018. وسيسعى كل من تنظيم القاعدة «داعش» بحسب هذه التوقعات إلى استهداف دول ضعيفة لتقيم معاقل جديدة أو توسع مواقعها القديمة، مع التركيز على اليمن وليبيا وشبه جزيرة سيناء. وقد تكون الأماكن غير الخاضعة للحكم في منطقة الساحل وأفغانستان والصومال مغرية بالنسبة لهم أيضا. الحرب على كوريا الشمالية يعتبر التقرير الاستشرافي أن أحد أهم القرارات التي يمكن أن يتخذها ترامب في 2018 يتعلق بالضرورة بترسانة الأسلحة المتنامية لكوريا الشمالية. ويرى أنه من المستبعد أن تدخل الولاياتالمتحدة في حرب مع كوريا الشمالية، خاصة أن مثل هذا القرار ستكون له تبعات سلبية على الاقتصاد العالمي. وبالتالي فإنه يعتبر أن واشنطن ستقبل بالأمر الواقع ويمكن أن يؤشر ذلك لبداية حقبة جديدة وغير مستقرة من الردع النووي ويدفع بالولاياتالمتحدة وحلفاءها الاستراتيجيين إلى تبني سياسة الاحتواء. تحالف روسي صيني يتوقع تقرير المؤسسة الأمريكية أن لروسياوالصين اليوم أكثر من سبب للتعاون بدل التنافس فيما بينهما. ويعمل كلا البلدين على عزل نفسيهما عن الضغوط الأمريكية وتقليل تأثير واشنطن في المسارح الاستراتيجية في جميع أنحاء العالم. ولتحقيق هذه الغاية، فإن البلدين بحسب المركز الأمريكي سيتقاسمان مواطن الاهتمام، ففي الوقت الذي تعالج فيه روسيا القضايا الأمنية، تتخذ الصين زمام الأمور على المستوى الاقتصادي. فقد عززت كل من موسكو وبكين تعاونهما فى مجالات المالية والتجارة والطاقة والأمن السيبرانى والدفاع. ورغم أن هذه الشراكة الناشئة تشكل تهديدا استراتيجيا للولايات المتحدة، إلا أنها ستوفر أيضا فرصة كبيرة للاستغلال بينما تحاول واشنطن تعزيز حلفائها في روسيا وفي الدول المجاورة للصين. (تايوان، على وجه الخصوص، يمكن أن تصبح مصدرا للخلاف بين واشنطن وبكين العام المقبل). ومع ذلك، فإن البيئة الدولية اليوم لا تشبه الحرب الباردة. ولكن التقرير يعتبر أن هذه العلاقات ستحدد النظام العالمي في عام 2018 وما بعده. تحالف غير متوقع ضد إيران يشير التقرير الاستخباراتي إلى أن كلا من البيت الأبيض والكونغرس والبنتاغون تتقاسم العزم الراسخ على تقويض شبكة النفوذ الهائلة التي بنتها إيران عبر الشرق الأوسط من خلال صلاتها بمجموعة من الجماعات السياسية والميليشيات. والولاياتالمتحدة بحسب التقرير ليست الدولة الوحيدة التي تتطلع إلى أنشطة إيران بقلق. المملكة العربية السعودية - العدو الإقليمي الإيراني – تتابع بقلق شديد توسع نفوذ إيران في فنائها الخلفي. وبغض النظر عن حملة واشنطن المتجددة ضد خصمها الطويل، ستغتنم الرياض الفرصة لتحدي طهران للسيطرة على الشرق الأوسط. و«إدراكا منها لفرصة خاصة بها، ستدعم إسرائيل المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة على أمل خفض عدوهما المشترك. وبهذا تقوم إسرائيل بسحب علاقتها مع المملكة العربية السعودية التي كانت موجودة تاريخيا خلف الكواليس بعيدا عن الظلال»، كما يورد التقرير. تطورات الأزمة السورية يعتبر تقرير المركز الاستراتيجي والأمني أنه مع اكتساب روسياوإيران لأرض في سوريا، فقدت السعودية والولاياتالمتحدة ذلك. ولكن رغم تراجع نفوذها على الجماعات المتمردة في البلاد، ستبحث واشنطنوالرياض عن سبل للاستفادة من الحرب الأهلية الشاقة لتقويض طهران. وبذلك ستكون سوريا مرة أخرى حلبة للصراع السني الشيعي بين الرياضوطهران. قد أدت ست سنوات من الصراع في سوريا، إلى جانب القتال ضد «داعش» في سورياوالعراق، إلى نشوب عدد كبير من الميليشيات المدعومة من إيران المنتشرة في جميع أنحاء بلاد الشام. طموحات السعودية بينما تتصارع المملكة العربية السعودية مع منافسيها في الخارج، سيتعين عليها أيضا أن تصارع بإصلاحات صعبة في الداخل. ورغم أن جميع دول مجلس التعاون الخليجي سوف تضطر إلى إجراء إصلاحات صعبة في العام المقبل، فإن المملكة العربية السعودية هي الأكبر والأكثر طموحا. في قلب التغييرات السياسية المحلية الجارية سيكون ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي سوف يمارس سلطته الجديدة لتعزيز أجندة كاسحة له. وسيسعى الزعيم الشاب إلى الوفاء بوعوده بالإصلاح الاقتصادي العدواني، بهدف تعزيز الإيرادات غير النفطية من خلال الضرائب وأرباح الاستثمار، وتحفيز نمو القطاع الخاص وتأميم القوى العاملة في المملكة. ولا يمكن للمملكة العربية السعودية أن تتحمل تأجيل هذه الإصلاحات الاقتصادية الصعبة، وأن يرى مواطنوها قريبا علامات ملموسة على حدوث تغيير مؤلم، إذا لزم الأمر. ولتحقيق التوازن بين ميزانيتها، لن يكون أمام الرياض خيار سوى فرض ضرائب جديدة والمضي قدما في الطرح الأولي الجزئي المخطط له لشركة النفط العربية السعودية، والذي سيوفر رأس المال الذي تشتد الحاجة إليه لاستثمارات المملكة في المستقبل حسب ما ورد في التقرير.