أذنت منتصف الأسبوع الجاري مصالح الإدارة العامة للحرس الوطني ورئيس منطقة الحرس الوطني بحي التضامن بعد استشارة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس بتمكين طفل محتفظ به ومتورط على خلفية الأحداث التخريبية الأخيرة التي شهدتها المنطقة من حضور جنازة والده الذي وافاه الأجل بعد يوم من تاريخ إيقافه خلال الأسبوع الجاري. ووفق ما تحصلت عليه «الصباح» من معطيات فإنها تفيد بأن الطفل المحتفظ به يبلغ من العمر 15 سنة تم إيقافه في أحداث الشغب والنهب والسرقة التي عاشت على وقعها منطقة حي التضامن من ولاية أريانة يوم الثلاثاء الماضي وقد عثر لديه على محجوز يتمثل في سكين وقد تم حجزها وأودع بمركز الإيقاف ببوشوشة في انتظار إحالته على القضاء لمحاكمته من أجل ما نسب إليه. ووفق ذات المعطيات فان والده كان يشكو من مرض مزمن وكان نزيلا بأحد المستشفيات نظرا لحالته الصحية السيئة إلا أنه شاءت الأقدار أن يلفظ أنفاسه الأخيرة بعد يوم من تاريخ إيقاف ابنه وبما أن الابن كان وحيد والديه فقد اتصلت والدته بمنطقة الحرس الوطني بحي التضامن وبعد أن استظهرت بحجة وفاة زوجها طالبت بتمكينه من حضور جنازته وقد تفاعل رئيس المنطقة إيجابيّا مع هذه الحالة الإنسانية وقام بالاتصال بالإدارة العامة للحرس الوطني التي بدورها راجعت النيابة العمومية ليتم الإذن بحضور الابن جنازة والده بعد أن اشترطت أن يكون مكبل اليدين ويرافقه عونا أمن للغرض ثم تتم إعادته إلى مركز الإيقاف ببوشوشة. هذه الحركة النبيلة استحسنتها عائلة الطفل المحتفظ به وتعد الأولى من نوعها إذ لم يسبق وأن تم الإذن بخروج محتفظ به على ذمة القضاء لحضور جنازة قريبه ذلك أن المتعارف عليه هو تمكين السجناء من هذه الرخصة الاستثنائية كما أن أعوان الأمن لم يتعودوا على مثل هذه الزيارات مقارنة بأعوان السجون الذين لهم خبرة وتجربة في الغرض.