ختم مؤخرا باحث البداية بمنطقة الحرس الوطني بباجة أعماله فيما تعلّق بجريمة القتل التي استهدفت عجوزا (66 سنة) وقد اعترف ابنها (30 سنة) بتعنيفها حتى القتل، طيلة مراحل البحث فأحيل وملفه على ممثل النيابة العمومية بابتدائية باجة ومنه الى قاضي التحقيق بنفس المحكمة والذي أصدر في حق المظنون فيه بطاقة إيداع بسجن الإيقاف. كنا قد نشرنا في عدد سابق من جريدة «الشروق» خبر الواقعة في إبّانه وذكرنا فيه أن شابا أصيل دوار الخلايفية القريب من منطقة الأغوال (معتمدية باجة الجنوبية) قد قدم الى مركز الحرس الوطني وأ بلغ عن وفاة والدته، وذكر أنه عاد الى مقر سكناه صحبة والده فوجدا الأم جثة بلا حراك ثم تفطن أعوان الأبحاث والتفتيش بمنطقة الحرس الوطني بباجة الى وجود تضارب بين ما ورد على لسان الشاب في بلاغه وبين ما أفرزته تحرّيات الأعوان في الغرض بعد نقل جثّة الهالكة الى المستشفى وما لاح عليها من آثار تعنيف. وبموجب ذلك وبإذن من ممثل النيابة العمومية بباجة تمّ فتح محضر بحث في الغرض. وقد تراجع الإبن عن روايته الأولى وصرح أنه كان من المفروض أن ينتقل صحبة والده الى منطقة غار الدماء من ولاية جندوبة حيث تقطن خطيبة الشاب لتقديم الهدايا بمناسبة عيد الاضحى، لكن الشاب أرسل والده الى المنطقة المذكورة صحبة الهدايا واعدا إياه بالالتحاق به بعد قضاء بعض الشؤون المتعلقة بالعمل. سافر الوالد وبقي الشاب صحبة والدته بمنزلهما واتضح أن الغرض من البقاء بالمنزل هو رغبة الشاب في تناول كميات من الخمر قبل التحول الى منزل الخطيبة، وهو ما تمّ فعلا. قضّى الشاب وقتا طويلا مع خمرته وعوض أن يتجه الى غار الدماء توجّه إلى أمّه وأخذ يعنّفها لكما وركلا حتى ارتطمت جبهتها بحافة السّرير، وهو ارتطام انقطعت حركتها على إثره تماما. ذهل الإبن الذي استعاد نسبة من وعيه فأسرع الى تنظيف بقع الدم بما توفّر حوله من خرق، ثمّ أحكم غلق باب الغرفة وغادر المنزل حافي القدمين وردم الخرق بين كروم الهندي. إثر ذلك واصل الشاب السير لمسافة كيلومترات قبل أن يلتقي أحد أصحاب سيارات الأجرة الذي اكتراه ليتولّى إيصاله الى منطقة غار الدّماء في محاولة للاتحاق بالوالد حسب الاتفاق وهو ما تمّ فعلا. وصل الشاب الى خطيبته حوالي الساعة الثانية بعد منتصف الليل فبات بمنزل الخطيبة وفي الصباح استقلّ صحبة والده سيارة أجرة انتقلا على متنها في اتجاه مدينة باجة وحال وصول سيارة الأجرة الى مفترق الطرقات التي تؤدي إحداها إلى منطقة الأغوال (المجاورة لمقر سكناهما) طلب الشاب من السائق إيقاف السيارة ليتمكّن من النزول لكن السائق رفض باعتبار ذلك محجّرا عليه لكن اصرار الشاب وتهديده بتكسير بلور نافذة السيارة أجبر السائق على الاستجابة للطلب. نزل الشاب وطلب من والده أن يواصل الرحلة الى مدينة باجة ووعده بالاتحاق به حال انتهائه من قضاء شأن. عاد الشاب الى منزلهم حيث وجد أمّه على الحال التي تركها عليها فقام بعملية تفقد أخيرة لبقع الدّم ثمّ غادر المنزل والتحق بوالده، وقد التقاه بمدينة باجة وأعلمه بأنه وجد أمه ميّتة على اثر سقوطها من على السرير، فتوجها معا الى مركز الحرس الوطني بباجة الجنوبية وأبلغا الأعوان برواية السقوط من السرير. انتقل الأعوان الى المنزل المذكور وقاموا بنقل الجثة الحاملة لآثار العنف والجروح الى المستشفى الجهوي بباجة ليتمّ نقلها في ما بعد إلى مستشفى شارل نيكول بتونس العاصمة قصد عرضها للتشريح. سجّل باحث البداية اعترافات الشاب الآنفة الذكر وأحاله صحبة ملفه على ممثل النيابة العمومية ومنه الى حاكم التحقيق ليصبح الشاب بموجب بطاقة الإيداع نزيل سجن الإيقاف على ذمّة القضية التي قد تشهد تطورات جديدة بورود تقرير الطبيب الشرعي.