تعرف عديد الملفات العالقة في قطاع الصيد البحري في الفترة الأخيرة تقدما في مستوى دراسة ومعالجة الإشكاليات والعوائق المكبلة للنشاط البحري وأحرزت بعض التقدم في جمع البيانات وبلورة الخيارات والتوجهات. في مقدمة هذه الملفات التغطية الاجتماعية الذي تعمل وزارة الفلاحة والشؤون الاجتماعية بالتعاون مع المهنة على إعداد مشروع قانون يوسع التغطية على مختلف أصناف البحارة ويوحد الأنظمة الاجتماعية لضمان أوفر أسباب حماية حقوقهم الاقتصادية والتمتع بالخدمات التي يوفرها نظام الضمان الاجتماعي بالنظر لطبيعة المخاطر التي تحف بنشاطهم وتهدد صحتهم وحياتهم. ملف عالق منذ عقود لم تنجح الحكومات المتعاقبة في فضه نهائيا وبصفة جذرية، يأمل نور الدين بن عياد نائب رئيس اتحاد الفلاحة والصيد البحري التوصل إلى بلورة سريعة لمشروع القانون المنظم له خاصة أن الإشكال الأبرز القائم حاليا يتعلق باستكمال قاعدة البيانات التفصيلية الخاصة بجيوب معينة من صغار البحارة، ما جعل المصالح الإدارية المعنية تطلب تعاون أهل المهنة في هذا الشأن لإنهاء عملية ضبط قاعدة المعطيات. وأفاد بن عياد أن جلسة عمل انعقدت موفى ديسمبر المنقضي تطرقت إلى هذه المسألة وتم الاتفاق على تشكيل فريق عمل للتقدم في استكمال الجانب الإحصائي وتحديد مهلة زمنية في الغرض. للإشارة فإن مشروع القانون الخاص بالتغطية الاجتماعية للبحارة كان أعلن وزير الفلاحة سمير الطيب الحرص على استكماله وعرضه بداية سنة 2018 على أنظار مجلس نواب الشعب للمصادقة. مراقبة مراكب الصيد حول قانون مراقبة مراكب الصيد بالأقمار الاصطناعية أفاد بن عياد بأن المنظمة أبدت رأيها وقدمت تعديلاتها المقترحة وتم أخذها بعين الاعتبار في إعداد مشروع النص المنظم في انتظار المصادقة عليه في جلسة عامة بمجلس النواب. من النقاط المقترحة ما يهم ضبط نسبة تسامح من 5 إلى10 بالمائة على مستوى منطقة الصيد. مع التقيد باحترام ضوابط الإبحار ومواسم الصيد وغيرها.. موسم صيد التن الأحمر بخصوص حصص صيد التن الأحمر أكد بن عياد ضرورة إعادة توزيعها بصفة عادلة وتشريك جهات ظلت لعقود خارج الحصص الممنوحة. وذلك في إطار إحكام التصرف في 18 رخصة جديدة الممنوحة لتونس على مدى الثلاث سنوات القادمة. إلى جانب السماح لعدد من مراكب صيد السمك الأزرق متوسطة الحجم بالعمل ضمن الرخص الممنوحة وفق مقاربة تضامنية وطبقا لمقاييس محددة. وهو ما يسمح بتوسيع عدد المنتفعين. وقد تم توجيه مقترحات المهنة إلى وزارة الفلاحة التي أبدت تجاوبا معها. يذكر أن تعاطي نشاط التن تضبطه قوانين صارمة من المنظمة العالمية لصون التنيات التي تضبط حصص الصيد لكل بلد عضو وتفرض قيودا دقيقة ومراقبة لصيقة لعدم تجاوز الكميات المحددة. وينحصر موسم صيده في المدة الفاصلة بين منتصف ماي ومنتصف شهر جوان من كل سنة. من المحاور المطروحة أيضا توسيع مناطق الصيد للمراكب العاملة بالمنطقة الشمالية. تراجع الإنتاج وباستفسار محدثنا عن أسباب تراجع إنتاج السمك ما زاد في ارتفاع أسعاره؟ أرجع السبب الرئيسي إلى العوامل المناخية التي تعرف في مثل هذه الفترة من فصل الشتاء «الليالي البيض والسود» ظاهرة خمود الأسماك في عمق البحر بسبب الانخفاض الكبير للحرارة وهي نفس الظاهرة التي تبرز في فترة» أوسو «الصيفية مع الارتفاع الشديد لدرجاتها. متوقعا تحسنا في نسق الإنتاج المعتاد قريبا مع تحسن العوامل الجوية.