تعهّد حاكم التحقيق بالمحكمة الابتدائية بزغوان بالبحث في ظروف وملابسات وفاة طفل لم يتجاوز عمره 11 سنة أمس الأول الأحد الذي يرجح مبدئيا أنه أقدم على الانتحار استنادا إلى الأبحاث الاولية. ووفق ما ذكره رمزي المهذبي الناطق الرسمي باسم المحكمة الابتدائية بزغوان فإن الأبحاث الأولية تشير إلى أن الطفل المذكور أقدم على الانتحار بسبب لعبة "الحوت الأزرق" في انتظار ما ستكشفه التحريات. وأشار في المقابل الى أن التحريات الأولية أثبتت عدم وجود أي خلافات مع والديه أو أفراد عائلته ذلك أنه يعيش حياة مستقرة والأبحاث التي مازالت جارية ستكشف حقيقة ما حصل فعلا.. مضيفا بأنه تم نقل جثة الطفل لعرضها على الطبيب الشرعي للتشريح ونتيجة التقرير ستكشف حقيقة الأمر. إلى ذلك كان والد الطفل الهالك صرح بأن ابنه أقدم على الانتحار جراء لعبة "الحوت الأزرق" وكان ذلك في غفلة من أفراد العائلة مؤكدا على أن جميع أفراد العائلة في صدمة وذهول منذ سماع خبر الوفاة خاصة وأنهم لم يكونوا على علم بأن الفقيد كان يلعب هذه اللعبة فضلا عن أن تصرفاته لم تشوبها أية شائبة ولم يلاحظ عليه أي تغير على مستوى سلوكه. "تطبيقات تهدد حياة أطفالنا"..وعلم النفس يوضح يشار إلى أننا كنا تطرقنا في عدد سابق كان بتاريخ الجمعة 8 ديسمبر 2017 من جريدة "الصباح" إلى بعض التطبيقات المتواجدة على الشبكة العنكبوتية من بينها تطبيقتا «مريم» و"الحوت الأزرق" اللتان تهددان حياة الأطفال وتقودهم للانتحار. وكانت وزارة المرأة والأسرة والطفولة أصدرت بتاريخها بلاغا حذرت من خلاله من وجود ألعاب منتشرة على الانترنيت تهدد حياة الأطفال وتدفعهم للانتحار، ودعت الأولياء للتحلي باليقظة أمام ما يواجه أبناءهم من أخطار في الفضاء السيبيري الوطني.. وذكرت بأن هذه الألعاب تهدف إلى تدمير نفسية الطفل وتدفع به في متاهات قد تنتهي به نحو سلوكات محفوفة بالمخاطر وحتى الانتحار. وكانت المكلفة بالإعلام صلب الوكالة الوطنية للسلامة المعلوماتية أمال الوسلاتي أكدت على أن سلامة الإبحار توكل للولي بدرجة أولى لأنه هو المسؤول عن المواقع التي يتصفحها ابنه، وأضافت بأن الوكالة وفرت آليات مراقبة الأولياء لاستعمالات أبنائهم والتي يمكن تحميلها مباشرة من الموقع أو الحصول عليها عبر أقراص ليزرية. علم النفس.. يوضح وسعيا لمعرفة مدى تأثر الأطفال بهذه النوعية من التطبيقات وكيفية تجنيبهم مآل من سبقوهم اتصلت "الصباح" بالأستاذ عبد الباسط الفقيه المختص في علم النفس الذي بين أن الإبحار على الانترنيت لساعات طوال دون أية رقابة يعد أمرا غريبا وخطير جدا. وأكد الأستاذ الفقيه بأن عملية الإبحار يجب أن تخضع إلى قواعد مضبوطة، وان للوالدين مسؤولية هامة تجاه أبنائهم الذين وجب عليهما مراقبتهم من خلال آليات المراقبة المتوفرة والتي تمكنهم من متابعة أبنائهم ومن الاطلاع على المواضيع التي تستهويهم والتي تنفّرهم أيضا من الصفحات والمواقع التي يدخلونها ويتصفحونها.. الا أنه في الواقع لا يحصل ذلك حيث يعمد الأولياء إلى تركهم يبحرون لساعات ليلا دون رقابة، وكان في المقابل أن يعملوا على تحديد مدة الإبحار وعدم دخول الأطفال إلى "غابة الانترنت" دون أي قواعد وما إلى ذلك من تأثير سلبي على دراستهم ما يجعل مسؤوليتهم ومسؤولية كل من لديه سلطة للتدخل والإشراف "غائبة". وأوضح الأستاذ الفقيه أننا في هذا الصدد اننا مدعوون إلى إجراء حوار مجتمعي حقيقي لتبين أوجه الاستفادة من شبكة الانترنيت على غرار عديد الدول بالعالم التي تستثمر شبكات التواصل الاجتماعي لتنمية المهارات الدراسية من خلال تشكيل مجموعات عمل داخل الأقسام وربط بيئة المدرسين ببيئة التلاميذ ليظل فضاء التعلم مفتوحا ولا يقتصر على الوقت الدراسي فقط. كما أكد أنه للتوقي من هذه المخاطر لا بد من إدراج مسألة الوقاية من هذه الشبكات الاجتماعية ضمن البرامج التعليمية كي نحمي أرواح أبنائنا من الانتحار والانخراط في الجماعات الإرهابية ومن جملة المخاطر التي تحيط بهم عند الإبحار على الانترنت وتحميل كل الأطراف المتدخلة في تربية الأطفال مسؤولياتهم فضلا عن أنه وجب ضبط مدونة سلوك للأطفال.