* «النداء»: «النهضة» منافسنا الوحيد في الانتخابات * «النهضة»: مشاركتنا ب350 قائمة مناسبة تاريخية * «الجبهة»: نجحنا حيث فشل اخرون... * المعارضة: لم نستعمل الدولة أسدل الستار أمس على الجزء الأول من الانتخابات البلدية بإعلان هيئة الانتخابات عن عدد القائمات المشاركة في انتخابات 2018 والتي بلغ عددها أكثر من 2000 قائمة بين حزبية وائتلافية ومستقلة حيث كان العدد الأكبر لكل من نداء تونس بقائمات كاملة اَي 350 قائمة لكليهما في حين لم تبلغ أحزاب المعارضة نصف القائمات المعلنة ليبقى الامتياز رغم ذلك للجبهة الشعبية التي شكلت اكبر عدد ضمن القائمات الائتلافية ب132 قائمة. وبالرغم من الآمال المعلقة عليه في منافسة حزبي النداء والنهضة لم ينجح الاتحاد المدني في بلوغ 100 قائمة التي بشر بها منذ جانفي الماضي ليكتفي ب43 منها. وعلى عكس ما روج له بعض السياسيين من عزوف الشباب على الشأن العام فان واقع الترشحات كشف زيف هذه المقولات سيما وان نسبة الشباب المشارك في العملية السياسية القائمة الآن بلغ نحو 48 بالمائة من إجمالي المترشحين للانتخابات البلدية بما يعكس رغبة واسعة لدى الأحزاب لتشبيب قواعدها وقياداتها المستقبلية. وتبين الأرقام المقدمة حجم الهوة التنظيمية وواقع الشعبية والانتشار بين مختلف الفواعل السياسية ففي حين نجحت حركتا النداء والنهضة في التواجد الكلي بمختلف الدوائر البلدية فشلت أطراف أخرى في إثبات وجودها أصلا بل ان بعضها يدخل المنافسة السياسية لمجرد المشاركة. ومع نهاية الجزء الأول من الانتخابات بتقديم الترشحات تنطلق الحملات الانتخابية التي من المفترض ان تناقش واقع الجهات والبلديات غير ان البعض انطلق فعليا في حملاته حيث دعا الأمين العام لحركة مشروع تونس محسن مرزوق خصمه في نداء تونس حافظ قائد السبسي «الى الالتزام بعدم التصويت إلى مرشحي حركة النهضة خلال الدورة الثانية من الانتخابات والالتزام بمفهوم المشروع الوطني وثوابته». ويطرح موقف مرزوق مسالة التوافق مجددا بين النداء والنهضة خاصة وان الحزب الحاكم قد أعلن في وقت سابق عن القطيعة مع شريكه في الحكم بل ومنافسته الجدية في كل الدوائر. وفِي هذا السياق قال القيادي بنداء تونس صابر العبيدي «كنا قد أعلنا كقيادة لحزب حركة نداء تونس عن تقديمنا رسميا لقائماتنا في كل الدوائر البلدية المعروضة للمنافسة في كامل تراب الجمهورية وعددها 350 قائمة بالتمام والكمال بجهد هياكل الحزب الجهوية والمحلية والوطنية على رأسها رئيس لجنة الانتخابات البلدية المرحوم سليم شاكر الذي ندين له كحزب بتوفير حجر الأساس في الوصول إلى هذه المحصلة رغم خطابات وعنتريات البعض الذي امتهن التشويهات الواهية، ولم نجد لهذه الأحزاب أثرا يذكر على الميدان مما دفع ببعضها حتى بعد تكوين ائتلافات، اللجوء إلى روح الدعابة والادعاء أنهم قدموا 380 قائمة مترشحة ونقصد هنا الائتلاف المدني الذي قد يكون غاب عن الإحدى عشر أمينا عاما للأحزاب المؤلفة لهذا الائتلاف عن جهل بتراتيب الانتخابات وعدد الدوائر المتنافس عليها انها لا تتجاوز 350 دائرة او لجهلهم بأن الانتخابات تدار بتونس فقط ولا تمتد للدول الشقيقة. وتعليقا عما إذا كان هذا الائتلاف يشكل منافسا لنداء تونس أوضح العبيدي «بأن الأرقام أثبتت ان للنداء منافسا وحيدا جديا وهو حركة النهضة التي تقدمت بدورها في كل الدوائر. هذا من حيث الأرقام اما سياسيا فعدم جدية هذا الائتلاف حتى في التصريحات يطرح اكثر من تساؤل حول قدرته على قراءة الساحة السياسية اليوم، والتي أفرزت قوتين تختلفان من حيث المشروع إما مشروع مجتمع مدني عصري أو مشروع الإسلام السياسي». وختم العبيدي بالقول «نؤكد ان نداء تونس منفتح على جميع القوى الديمقراطية وهو بيت جامع لهم وندعو الجميع حتى من زلت بهم القدم الى مراجعات في سبيل تدعيم الخط الوطني العصري الذي يمثله النداء والتعالي عن الحسابات الضيقة والشخصية من اجل مصلحة تونس. ونحن في قيادة الحزب قد عدلنا البوصلة منذ مدة على مواصلة ترسيخ هذا النهج المدني في المجتمع التونسي ونعتبر هذه المحطة الانتخابية مناسبة لترسيخ روح المواطنية، ونعتبر ان منافسنا في هذا حركة النهضة من حيث الكم والكيف». من جهتها كانت حركة النهضة قد أصدرت أول أمس بلاغا لها وصفت فيه مشاركتها الانتخابية ب350 قائمة «بالمناسبة التاريخية» حيث أعربت عن اعتزازها «لإقبال الكفاءات التونسية المستقلة من النساء والرجال والشباب ومن مواطنين غير مسلمين على الترشح في قائمات الحركة للانتخابات البلدية، وترؤس ما يقارب النصف منها، بهدف جامعٍ واحد هو تنمية المدن التونسية ونظافتها وجمالها، وخدمة مواطنينا ومواطناتِنا». المعارضة لا تملك أجهزة الدولة ولئن نجح النداء والنهضة في الترشح الكامل فان المعارضة وجدت صعوبات واضحة في تشكيل قائماتها الانتخابية نتيجة الشروط الموضوعة للترشح كما واجهت صعوبات في التشكل ضمن قائمات موحدة وفي رده على ما تقدم قال القيادي بحزب حراك تونس الإرادة طارق الكحلاوي «إن المعارضة اقل قدرة تنظيمية من حزب النهضة ولا تملك أجهزة الدولة مثل حزب النداء. كما ان أحزاب المعارضة حاضرة في عديد القائمات المستقلة بل على رأسها أحيانا». وأضاف «هذا يحيلنا على ضرورة تقارب العائلات السياسية، وهو ما طرحناه بشدة في إطار العائلة الاجتماعية الديمقراطية منذ فترة طويلة. واقترحنا قائمات ائتلافية على مستوى وطني حتى نغطي كل البلديات. وحتى عندما لم يلق المقترح التجاوب اللازم، انخرطنا في قائمات ائتلافية محدودة لنسجل رمزيا ضرورة التقارب، وهنا يجب ان اعلن اننا شكلنا رسميا فقط منذ أسبوع مع حزب التيار الديمقراطي «ائتلاف القوى الديمقراطية» الذي رشح ثلاثة قائمات في بنزرتالمدينة وحمام الأنف والذهيبة». وبخصوص التقارب الممكن بين النهضة والنداء رغم اعلان الطلاق بين الطرفين قال الكحلاوي «ان الانتخابات ستؤسس لتقارب اكبر وهو متفاهم عليه اذ بعض الموجودين في قائمات النهضة محسوبين على النظام القديم والعكس ايضا صحيح». الجبهة نجحت حيث فشل آخرون وفي سؤال لماذا فشلت المعارضة في التعبئة للانتخابات البلدية قال القيادي بحركة البعث وبالجبهة الشعبية عثمان الحاج عمر «ان الجبهة أثبتت انها القوة الثالثة في البلاد وبأكثر من النسب التي تمنحها لها عمليات سبر الآراء فهي مشاركة تقريبا بنسبة 40% من البلديات وموجودة خاصة في البلديات الكبرى كذلك عدد قائماتها يتراوح بين حوالي 40 % بالنسبة للنهضة والنداء كل على حدة وهذا يعد انجازا، فالجبهة كيان تعددي يأخذ النقاش الديمقراطي بين مكوناته ومناضليه وقتا أطول للوصول إلى اتفاقات مقبولة من الجميع». وقال الحاج عمر «النداء والنهضة يمسكان بالسلطات الجهوية والمحلية وهذا ساعدهم على تكوين هذه القائمات وتيسير الإجراءات وتجميع المترشحين بل ونلاحظ ان بعض الوزراء ساهموا في ذلك وهذا له تأثير كبير بما يمثله من ترغيب وإسداء خدمات أو الوعد بإسداء خدمات إضافة إلى اطلاعهم على الخارطة السياسية والبشرية وعرض الخدمات المقدمة وحتى الأموال، كل هذه عوامل ساعدت النهضة والنداء». وختم المتحدث بالقول «بهذه المقاييس لا أرى المعارضة التي هي بالأساس في الجبهة وفي حركة الشعب او التيار الديمقراطي قد فشلت في التعبئة، بل بالعكس يضاف الى ذلك ان نسبة التغطية بالنسبة لبقية الدوائر حيث القائمات المستقلة التي شارك في تكوينها العديد من مناضلي ومناضلات الجبهة كالمرناقية واولاد حفوز وقليبيا على سبيل المثال». تفاصيل ال380 قائمة وعن قائمات الائتلاف المدني وعددها الذي تجاوز عدد الدوائر البلدية أوضح القيادي والناطق الرسمي باسم الحزب الجمهوري وسيم البثوري «إن الاتحاد المدني هو الطريق الآخر والبديل عن النهضة والنداء والذي هو بصدد التشكل فبالرغم من كل التعطيلات والضغط على منتسبيه من مؤسسات الدولة التي عملت 24 ساعة على 24 لخدمة حزب نداء تونس فقد نجحنا في تقديم أكثر من 382 قائمة لحدود الساعة الخامسة من يوم الخميس 22 فيفري 2018 وتتوزع القائمات على الإشكال التالية من المشاركة 43 قائمة اتحاد مدني و147 قائمة حزبية للأحزاب المكونة للاتحاد المدني وفق ما نشرته الهيئة العليا المستقلة للانتخابات بالإضافة إلى 192 قائمة مستقلة يشارك فيها ويدعمها الاتحاد المدني بكل مكوناته. وأضاف البثوري «الذي يعنينا أن الاتحاد المدني بكل مكوناته نجح في اختراق المشهد السياسي المنحصر بين القطبين (النهضة والنداء) والأهم هو النتائج النهائية للانتخابات التي سيكون فيها الاتحاد المدني المكون الاغلبي في كل البلديات فتونس دخلت مرحلة ما بعد نتائج انتخابات 2014 وسيكون تاريخ 6 ماي تاريخا محددا في مستقبل البلاد».