"صحة غزة" تطالب المجتمع الدولي بمواقف عملية لمواجهة المجاعة    معز الشرقي يتوّج ببطولة التحدي هيرسونيسوس باليونان    المركز البيداغوجي يعمل على تطوير تطبيقة محمّلة على الهاتف الجوال للعثور على جميع عناوين الكتب    تصفيات المونديال: تونس تواجه ليبيريا في رادس يوم 4 سبتمبر وغينيا الاستوائية في مالابو يوم 8 سبتمبر    تونس: الأمن يوقف 4 أشخاص تورطوا في نهب مدارس بالعاصمة    فيلم "صمت الراعي" لمروان الطرابلسي يمثّل تونس في مهرجان "Apricot Tree" الدولي بأرمينيا    احتياطي النقد الأجنبي يغطي 107 أيّام توريد    اتحاد تطاوين يتعاقد مع المهاجم حسن الشلي    بلدية باردو تدعو المؤسسات الى المحافظة على العلم الوطني..    قليبية: غوّاص يُفارق الحياة غرقا    مشروع تطوير محطة الرياح بسيدي داود سيشكل خطوة هامة في مسار الانتقال الطاقي لتونس    استغاث لانقاذها من طليقها: شيرين تهاجم محاميها وتطرده    ترامب يعيّن أحد أبرز مساعديه في البيت الأبيض سفيراً لدى الهند    الليغا: برشلونة يتمسك بالصدارة أمام ليفانتي    بطولة كرة اليد: برنامج مواجهات اليوم من الجولة الافتتاحية    الرابطة المحترفة 1 : البرنامج الجديد لمقابلات الجولة الرابعة    ترامب يكشف عن موعد كأس العالم 2026    عمرو موسى: تركيا أكثر خطرا من إيران لهذه الأسباب    وزير الدفاع الإيراني: أنشأنا بنية تحتية للصناعة الدفاعية ومصانع أسلحة في بعض الدول    عاجل/ العثور على رضيعة حديثة الولادة في الطريق العام بهذه الجهة    باب سويقة: الإطاحة بمنحرف خطير محل 14 منشور تفتيش    كيف ستكون حالة الطقس اليوم السبت ؟    اختتام اشغال "تيكاد9" باليابان وهذه أبرز المخرجات..    كندا تلغي رسومًا جمركية على السلع الأمريكية    حظك اليوم 23 أوت 2025 : يوم من الفرص والاكتشافات بانتظارك    فانس: مداهمة منزل بولتون ليست "انتقاما سياسيا"    جلسة عمل في مقر وزارة السياحة للاعداد للدورة الثانية للصالون الدولي للسياحة الواحية والصحراوية    عاجل/ والي سوسة يدعو لفتح بحث إداري في هذا المرفق العمومي    تونس: أكثر من 270 تحرّكًا بيئيًا خلال النصف الأول من 2025    عاجل/ درجات الحرارة تتجاوز المعدلات العادية خلال الأسبوع المقبل    بسبب "التهكّم على ماكرون": فرنسا تستدعي السفيرة الايطالية.. #خبر_عاجل    نتنياهو: المجاعة في غزة "كذبة صريحة".. #خبر_عاجل    عاجل/ أمطار غزيرة ورياح قوية بهذه الولايات بعد ظهر اليوم    لا تخلطها مع دواء القلب.. 7 أطعمة قد تعرضك للخطر    مع المتقاعدين ..محمد ساسي (معلم متقاعد).. ..أجمل ما يعيشه المربّي.. تكريمه من قبل تلامذته    تحذيرات من كارثة وشيكة في تركيا    دوز : ندوة فكرية حول الإعلام الجمعياتي الواقع والتحديات    استراحة صيفية    قفصة: مهرجان ماجوراء لإحياء التراث بسيدي سالم: معارض..فروسية وعروض تنشيطية    صيف وموهبة: فرحات التواتي (المحاسن (دقاش): شاب متعدد المواهب رغم صعوبة ايجاد شغل    الو بلدية: المتلوي: السكان يتذمرون من حرق الفضلات بحيي المزيرعة والعصري    ديوان الحبوب يُرخص في مقايضة الحبوب بالبذور إلى غاية ديسمبر 2025    تاريخ الخيانات السياسية (54) .. تمرّد البريديين(2)    بعد عودتها لحسام حبيب.. محامي شيرين يستغيث بالحكومة لإنقاذها    حتى لا يُباع تاريخهم على الأرصفة... فنانو مصر يحمون إرثهم    عاجل/ محافظ البنك المركزي:مستعدّون لاتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق استقرار الاسعار    عادة يومية الإلتزام بها كفيل بإطالة العُمر    عاجل : رصد هلال شهر ربيع الأول 1447 ه غدا السبت    الخميرة على الريق...هل تساعد على فقدان الوزن؟    أيهما أفضل لعظام الأطفال- الحليب أم السمسم؟    عاجل/ هذا موعد المولد النبوي الشريف فلكيا..    تراجع فائض الميزان التجاري لمنتوجات الصيد البحري ب61,8% في النصف الأول من 2025    موعدُ رصد هلال شهر ربيع الأوّل..    صابة التفاح في القصرين ترتفع الى 62 ألف طن..#خبر_عاجل    استعدادا لمونديال الفليبين 2025 - المنتخب التونسي للكرة الطائرة يجدد فوزه وديا على نظيره الليبي    أحلام للتونسيين :''رجعني الحنين لأول مسرح ركح قرطاج نحبكم برشا وحسيت اني بين اهلي وفي بلادي''    حادث مرور مأساوي بطريق الهوارية: وفاة أب وابنتيه    قيس سعيد: الاستعجالي للجميع...دون إجراءات مسبقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ممنوع من الحياد: نعم لم تنطبق السماء على الأرض ولكن...
نشر في الصباح يوم 25 - 02 - 2018

صدقت نيكي هايلي سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة عندما اعتبرت أن السماء لا تزال في مكانها وأنها لم تنطبق على الأرض بعد إعلان الادارة الأمريكية قرارها نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس المحتلة...
والارجح أن كل قرارات الادارات الامريكية مهما بلغت من الظلم والاسفاف والابتزاز والاستهزاء بالقوانين الدولية لن تغير موقع السماء ولا موقع الأرض.. ومن شأن ذلك على الأقل أن يذكرنا بأن هناك أشياء ثابتة في العالم لا يمكن لأي إدارة أمريكية مهما بلغت قوتها أن تغيرها في الطبيعة.. ولكن الاكيد وقبل العودة الى الدوافع التي عجلت بإعلان ترامب قراره نقل السفارة الامريكية من تل أبيب الى القدس أنه ما كان للرئيس الامريكي الحالي أن يقدم على ذلك بدون ضوء أخضر من عواصم عربية غنية بنفطها تخشى توقف الحماية الامريكية لحكمها ونفوذها وهي من ستجد نفسها مضطرة للخضوع للابتزاز الامريكي ومواصلة ضخ الأموال الى أجل غير مسمى ..
في غضون ثلاثة أشهر، سيكون الرئيس الامريكي دونالد ترامب على رأس الوفد الامريكي لتدشين سفارة بلاده في القدس المحتلة... الطبخة تعد على نار هادئة والسيناريو قريب من نهايته، والارجح أن هدية الرئيس الامريكي التاريخية لإسرائيل في الذكرى السبعين لنشأتها من رحم الامم المتحدة والعدالة الدولية التي يدوس عليها، لن تكون نهاية المطاف ..
وقد وجب الانتباه إلى أن مثل هذه القرارات والهدايا قد تتضاعف وستسير على وتيرة التقدم الحاصل في التحقيقات التي يقودها ال»آف بي آي» بشأن التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية.. وكلما توصل المحقق روبيرت مولر الى أدلة جديدة في هذا الشأن سيستمر ترامب في تسجيل تغريداته الصادمة التي ينشرها على تويتر.. فسياسته الاتصالية باتت واضحة وهو يعتمد الهجوم للدفاع عن النفس، تماما كما فعل عندما وصف دولا إفريقية بالقاذورات.. وترامب لن يتحرج من اتهامات العفو الدولية له بالعنصرية، بل سيجعل من هذا التصنيف سلاحه لتلميع صورته لدى الرأي العام الأمريكي...
وجب الاعتراف بأن قرار ترامب الاخير بشأن موعد نقل السفارة الامريكية لا يشكل بأي حال من الأحوال مفاجأة، وقد مرت الصدمة الاولى منذ ديسمبر الماضي عندما كشف عن جزء من صفقة القرن .. وبالأمس واصلت ادارته الكشف عن بقية من صفقة لم تكتمل بعد بإعلانها عن الهدية التاريخية التي ستكافئ بها شريكها وحليفها ناتنياهو.. ممول المشروع أيضا جاهز وهو رجل الاعمال اليهودي الامريكي شلدون أدلسون حليف ناتنياهو ..
والحقيقة أن هدية ترامب تحتمل أكثر من قراءة، فهي أيضا تحذير مباشر لما هو قادم وعقاب مباشر للرئيس الفلسطيني أبو مازن الذي تجاهل السفير الاسرائيلي والسفيرة الامريكية في مجلس الامن الدولي قبل يومين وخرج بمجرد الانتهاء من القاء خطابه أمام المجلس، وهو ما لم تقبل به السفيرة الامريكية حتى وإن تظاهرت بالعكس... واستحق محمود عباس بذلك صفعة جديدة تدعوه للانضباط وتذكره بقوة وغطرسة المارد الامريكي والاسرائيلي وما يمكن أن يؤول اليه مصيره من عزل أو حصار أو انهاء لمهمته على طريقة أبو عمار ..
أما الرسالة الثانية وهي لا تقل أهمية عما سبق، فتتعلق بحرص الرئيس الامريكي على انقاذ ناتنياهو من قضايا الفساد التي تحاصره وتحويل أنظار الرأي العام الاسرائيلي عن الفضائح المالية التي تورط فيها، دون نسيان الرسالة الثالثة والمتعلقة بالرئيس ترامب نفسه، الذي يواجه بدوره عاصفة من الاتهامات بشأن التدخل الروسي في الحملة الانتخابية الرئاسية، والذي ما انفك يسجل استقالات عدد من مستشاريه ومساعديه السابقين في البيت الابيض وحتى في الاستخبارات الامريكية درءا لكشف الحقائق التي يمكن أن تشكل مصدر حرج كبير للرئيس له ولطموحاته في انهاء ولايته الاولى والفوز بولاية ثانية في البيت الأبيض..
ترامب عرف كيف يستفيد من التناحر الحاصل بين الدول العربية وحالة الاستنزاف والتدمير الذاتي الذي تسير اليه بثبات، ولكن - وهذا الاهم - عرف أيضا كيف يدفع روسيا الى التورط أكثر في سوريا.. بل هو يؤكد على عكس كل المتدخلين في المشهد الراهن في الشرق الاوسط أن له هدفا واضحا حتى وإن عارضه العالم كله...
نعم لم تنطبق السماء على الارض بعد قرار ترامب، ولكن توشك الارض أن تشتعل بما فيها بسبب ترامب..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.