بعد حالة التوتر والاحتقان التي عمّت أجواء المستشفى الجامعي سهلول بسوسة الأسبوع اثر اعتداء مواطن على ممرضة تحدث عثمان الجلولي عن حوالي ستة اعتداءات جسدية أو مادية خطيرة خلال شهر فقط في المستشفى المذكور.. وكان مستشفى سهلول عرف احتقانا كبيرا خلال الأسبوع المنقضي كما عرف توقفا على مستوى العمل احتجاجا على ما تعرضت له ممرضة من تعنيف سبب لها عدة أضرار.. رغم أنه وقع إيقاف المعتدي لاتخاذ الإجراءات القانونية تجاه فعلته أصدرت الجامعة العامة للصحة بلاغا دعت فيه إلى إيقاف الاعتداءات على أعوان الصحة، ونبهت في الآن ذاته إلى تواتر أعمال العنف حيث أكد كاتب عام الجامعة عثمان الجلولي ل «الصباح الأسبوعي» ارتفاع منسوب العنف على أعوان القطاع الصحي العمومي الذي أصبح يوميا، وهو عنف مادي يسبب أضرارا بدنية ونفسية لذلك تنسق الجامعة مع نقابة الأطباء الجامعيين وكذلك نقابة أطباء الصحة العمومية لبحث أشكال النقال ضد ظاهرة الاعتداءات وإطلاق صيحة فزع.. وبين عثمان الجلولي أن الاعتداءات اللفظية على أعوان الصحة العمومية كالقذف والدفع باتت أمرا مألوفا لكن ما أصبح غير مطاق هو الاعتداءات التي تستوجب راحة طبية وتنتج عنها آثار صحية تستوجب الإيواء بالمستشفى أو التدخل الطبي قد بلغت سنة 2016 ما يفوق 1600 اعتداء، أي بمعدل ثلاثة اعتداءات يوميا ويتوقع أن تفوق في 2017 الألفي اعتداء وهنا يقول محدثنا «.. الاحصائيات التي تحدثت عنها وزارة الصحة ليست بالاعتداءات بل هي 380 قضية جارية، هذا إضافة إلى أن عديد الاعتداءات الأخرى يسقط فيها الأعوان حقوقهم لكن ما نريده نحن هو عدم إسقاط حق الإدارة». كما جاء في بلاغ الجامعة العامة وتفسير الجلولي أن للاعتداءات بعض المبررات من حيث الوضع بالمؤسسات الصحية حيث جاء في البيان «تتواتر أعمال العنف وترتفع نسبة الاعتداءات خاصة في الأيام الأخيرة على العاملين بالقطاع الصحي العمومي، يحصل ذلك في مؤسسات تعاني من نقص في الإطار بمختلف أصنافه وفي المعدات ومن محدودية الإمكانيات الأمر الذي يجد فيه المعتدون حجة ومبررا لتكثيف اعتداءاتهم وفي المقابل يكافح زملاؤنا ويكابدون المشاق ليلا نهارا وعلى مدار الساعة لتقديم الخدمات العلاجية والإسعافات للمواطنين».. ويدين النقابيون والعاملون بالقطاع الصحي الاعتداءات ضد مهنيي الصحة بمختلف أصنافهم حيث جاء في البيان أن هذه الاعتداءات «تمر دون ردع ليواصل المعتدون أفعالهم غير مكترثين بالقوانين والأعراف حيث لا تخلف هذه الاعتداءات سوى المزيد من تعطيل الخدمات والإضرار بالمعدات والتجهيزات بالإضافة». ويطالب البيان بإقرار الإصلاحات الحقيقية والعادلة بالمؤسسات الصحية بتوفير الإمكانيات والتجهيزات والإطار اللازم، مع التسريع بإصدار الأمر المتعلق بحماية العاملين بالقطاع وتشديد العقوبات على المعتدين وبين عثمان الجلولي في هذا السياق أن الأمر المذكور موجود في وزارة الصحة وينتظر التفعيل والمصادقة.. ويطالب أعوان الصحة وزارة الإشراف ببعث خلية بداخلها خاصة بالرصد والتتبع الجدي لكل حالات الاعتداء مع تكثيف الرقابة والحماية الأمنية أمام المؤسسات الصحية وخاصة أقسام الاستعجالي وتوفير الرعاية الصحية والنفسية للأعوان ضحايا الاعتداءات.