شهد المسلخ البلدي بمدينة سبيطلة خلال الليلة الفاصلة بين الخميس والجمعة حادثة أثارت الكثير من التعاليق والتخوفات بشان مصادر اللحوم التي يتم وضعها على ذمة المستهلكين، لكنها في المقابل أكدت «يقظة» بعض المواطنين وتحملهم لمسؤولياتهم في التصدي للتجاوزات التي تهدد صحتهم وعدم «سكوتهم» عنها، والتدخل الحاسم والسريع للسلط القضائية والأمنية والمصالح البلدية، فحوالي الساعة التاسعة من ليلة الخميس تفطن احد المتساكنين الذين يقطنون قرب المسلخ البلدي لوجود عملية ذبح مشبوهة لبقرة بالمسلخ المذكور فسارع بإبلاغ السلطات المعنية وبسرعة تم التنسيق بين مصالح البلدية وأعوان الأمن وقاموا باقتحام المسلخ رفقة الطبيبة البيطرية المسؤولة عن مراقبة اللحوم بسبيطلة فوجدوا البقرة مذبوحة وبمعاينتها من طرف الطبيبة البيطرية تبين أنها ذبحت منذ مدة وهو ما يفيد بان العملية وقعت خارج المسلخ وفي ظروف مريبة تشير إلى إمكانية أن تكون «ميتة» أي «جيفة» ووقع جلبها إلى المسلخ والاحتفاظ بها داخله والإيهام بذبحها صباحا.. واثر ذلك تم الاتصال بوالي القصرين ليلا فإذن باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وهي إعلام النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين التي أذنت بحجز جثة البقرة وفتح بحث تحقيقي في الحادثة وإيقاف المتورطين في الحادثة، من جهة أخرى وبإذن من محكمة الناحية بسبيطلة تولت السلط المسؤولة صباح الجمعة إتلاف الجثة بحضور الطبيبة البيطرية وفنيي الصحة وأعوان الأمن وممثل عن بلدية سبيطلة، وبذلك تم التصدي لهذا لتجاوز الذي كان سيمثل خطرا على صحة المستهلكين علما بأنه منذ أسابيع قليلة تم التفطن من طرف الطبيبة البيطرية إلى خروف مريض بالسل ذبح في نفس المسلخ وإتلاف «سقيطته»، لكن تبقى الإشكالية في سبيطلة ان اغلب كميات اللحوم الحمراء المروجة فيها متأتية من الذبح العشوائي خاصة تلك التي تباع على قارعة الطريق لدى محلات «الجزارة» ومطاعم « الشواء « المنتشرة بكثرة في المفترق الدائري بالمدخل الغربي للمدينة في اتجاه سبيبة شمالا والقصرين غربا.