جون بولتون اسم آخر ينضم الى فريق الرئيس الامريكي دونالد ترامب بعد مضي اكثر من عام على دخوله البيت الأبيض، وقد لا يكون الاخير في ترتيب الوافدين الجدد في الادارة الامريكية مع استمرار الاعلان عن قائمة المنسحبين والمقالين والمستقلين... وفي انتظار ما يمكن أن تحمله الساعات القادمة فإن الاكيد أن اثني عشر مسؤولا غادروا البيت الابيض قبل حتى أن يتعرف عليهم الامريكيون وبين هؤلاء مستشار ترامب للأمن القومي مايك فيلين وكبير المستشارين الاستراتيجيين ستيف بانون والمستشار المالي سكاراموتشي وطبعا وزير الخارجية تيلرسون الذي علم بإقالته عبر تويتر وهو في جولة افريقية لإصلاح العلاقات بعد تهجم رئيسه على الشعوب الافريقية... وإذا كان الكثيرون يعتبرون أن في ذلك ما يختزل حالة الفوضى غير المسبوقة في البيت الابيض وضياع ترامب الطريق وهو القادم من عالم المال والاعمال الى عالم السياسة والصراعات فان كل المؤشرات تؤكد عكس ذلك وأن ترامب يدرك جيدا الى أين يتجه بل هو يحسب خطواته ويعرف الى أين تقوده خياراته التي مهما بدت لنا متناقضة ومدمرة وخطيرة فإنها تتجه الى الاستجابة الى شعاره الانتخابي «أمريكا أولا» بكل ما تقتضيه لعبة المصالح الامريكية ... سيبقى بولتون، في انتظار أن تتضح مهمته مستقبلا، الاسم الأكثر اثارة للجدل حتى الان وهو الذي اعتبر تعيينه في ادارة ترامب بمثابة اعلان حرب لم تعد بالبعيدة .. الاكيد أن اسم بولتون ليس بالغريب عن الاسماع وهو الذي مثل بلاده لدى الاممالمتحدة ويكفي الاشارة الى انه عمل في صفوف ادارة الرئيس بوش الابن وكان سندا له ولما افرزته سياسته من حروب واجتياحات لندرك كم كان وفيا لخيارات بوش وكونداليزا رايس ورامسفيلد ... بولتون كان دوما عنوانا للوفاء والولاء المطلق لإسرائيل وعينا من عيونها الحريصة على خدمة مصالح الاحتلال... وفي ذلك أحد الاسباب التي تفسر الترحيب والارتياح المعلن للمسؤولين في اسرائيل الذين رأوا في عودة بولتون اكتمالا لفريق ترامب. بولتون وهو من الصقور المحافظين يعود الى ادارة ترامب كمستشار للأمن القومي بكل ما يعنيه ذلك من توجهات أو خيارات للرئيس الامريكي في منطقة الشرق الاوسط وفي العالم .. بولتون من اصحاب النظرية المعروفة بأنه وجب استباق المخاطر والمبادرة بالهجوم تجنبا لكل المفاجآت، وبولتون الذي عمل في رحاب الاممالمتحدة لا يؤمن بدورها ولا بأهدافها والقوة الوحيدة التي تقود الاحداث في نظره يجب ان تكون الولاياتالمتحدة، وهو يسير على نفس خط ترامب فيما يتعلق بالاتفاق النووي مع إيران.. ولا يخفي مواقفه في هذا الشأن ويعتبر أن الحل العسكري هو الوحيد للملف الايراني... غزو العراق و»أبو غريب» وكل المآسي والانتهاكات التي رافقته لم تكن خطأ في نظره ولا شيء يدعو للندم أو لإدانة ما حدث... ترامب ما انفك يحيط نفسه بصقور الجمهوريين وربما يكون اختار أن تكون له حربه أيضا شأنه في ذلك شأن كل الرؤساء الامريكيين الذين سبقوه، ولكن هل سيتجه لإعلان الحرب على إيران أو كوريا الشمالية أو روسيا التي يكن لها بولتون كل العداء؟ في كل الحالات المستفيد الوحيد من فريق ترامب السابق واللاحق حكومة تل ابيب التي اعتبرت أن الفريق اكتمل قبل تنفيذ صفقة القرن في ماي القادم..