«شيطان الارهابيين»، «المرشد الأعلى للارهابيين في تونس»، «أمير الصحراء».. موسى ابو رحلة الذي اعلن أمس الأول الجيش الامريكي انه قتل اثر غارة على ليبيا، هكذا كانت نهاية القيادي في تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وقد تم العثور عليه جثة دون رأس إثر غارة جوية استهدفت موقعا لتنظيم القاعدة في ليبيا السبت الماضي. موسى أبو رحلة المعروف بكنية «ابو داوود» يحمل الجنسية الجزائرية ولد سنة 1976 وانضم الى تنظيم القاعدة سنة 1992 أي عندما كان عمره 16 عاما واصبح ابو رحلة عنصرا مهما من عناصر الجماعة السلفية الجزائرية للدعوة والقتال ما يعرف اليوم بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي. وقد تولى موسى أبو رحلة خلال السنوات الأخيرة إمارة الصحراء التي تمتد بين مالي والنيجر ونيجيريا وليبيا وموريتانيا والتشاد حتى الحدود التونسية الجزائرية. ويقود موسى ابو رحلة «إمارة الصحراء» التي تنضوي تحتها 12 كتيبة تأتمر بأوامره وتعد كتيبة «طارق بن زياد» و»المرابطون» اخطرها. وكان ابو رحلة تلقى تدريبات عسكرية في افغانستان وقاتل الى جانب تنظيم القاعدة في العراق ثم انتقل الى ليبيا بداية سنة 2011 مع اندلاع الثورات العربية وشرع في تجنيد المقاتلين. علاقته بالعمليات الارهابية التي استهدفت تونس.. انتقل موسى أبو رحلة الى تونس سنة2012 والتقى زعيم»أنصار الشريعة» المحظور أبو عياض ودرّب مئات التونسيين في معسكر بشمال مالي وكذلك في معسكر»درناية» الذي»تخرّج» منه عدد كبير من الارهابيين والواقع بين الحدود الجزائرية التونسية على مستوى جبل بوشبكة هذا المعسكر الذي أراد أبو داوود أن يكون له امتداد في الأراضي التونسية. وكشفت التحقيقات في الملفات الارهابية ان الارهابي جمال الماجري جاء في اعترافاته أن موسى أبو رحلة التقى ب»أبو عياض» وراغب الحناّشي ّ منفذ عملية جندوبة وعلي القلعي الذي قتل في روّاد و عز الدين عبد اللاوي الذي تم القبض عليه في عملية الوردية ومكرم المولهي الذي ألقي عليه القبض بتاجروين... وقال إنه تحول الى معسكر»درناية»رفقة مكرم المولهي ومحمد الحبيب العوادي ومراد الغرسلي وعند وصولهم وجدوا حوالي12 شخصا مسلحا، وقد كان هذا اللقاء مخصّصا لاجتماع سرّي بين»أبو عياض» وموسى أبو رحلة. وقد جاء موسى أبو رحلة في إطار مهمة خاصة حيث أرسله أمير تنظيم القاعدة أبو مصعب عبد الودود ل»أبو عياض» لإطلاعه على آخر التعليمات التي يجب أن ينفذها تنظيم «أنصار الشريعة» بتونس ومنها ضرورة اغتيال شخصية سياسية لإثارة الخوف في نفوس العامة وهو ما تم بالفعل عند اغتيال الشهيد شكري بلعيد. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية تورط موسى أبو داوود في العديد من العمليات الإرهابية على غرار العملية الإرهابية الغادرة التي استهدفت دورية عسكرية في جبل الشعانبي في جويلية 2013، وأسفرت عن استشهاد 9 عناصر من الوحدات العسكرية التونسية كما كانت له علاقة بعملية جبل بوشبكة وفرنانة. وكشفت التحقيقات مع المتهم فريد البرهومي الذي شملته إحدى القضايا الارهابية أنه أثناء تواجده مع المجموعة الإرهابية المتحصنة بالفرار بجبل الشعانبي تم إعلامه من طرف مراد الغرسلي أنه سوف يتوجه رفقة مجموعة من العناصر الإرهابية لتسوغ منزل وسط مدينة القصرين للقيام بعمليات الرصد والاستطلاع وذلك بعد أخذ التعليمات من القيادي الجزائري موسى أبو رحلة المعروف بكنية «أبو داوود» المتواجد والذي يسدي تعليماته للمدعو العربي المعروف بكنية»يحيى أبو سعد» وهو جزائري أيضا والذي يسدي بدوره التعليمات لبقية المجموعات المتواجدة بجبال الشعانبي والسلوم وسمامة وكانت تلك المجموعات التي يشرف عليها موسى ابو رحلة تنوي القيام بأعمال نوعية بجهتي القصرين وسبيطلة تستهدف من خلالها مقرات أمنية وفروع بنكية ورجال أعمال ومناطق سياحية كما أن تلك المجموعات المتمركزة بالشعانبي وضع لها ابو رحلة خريطة للمسالك التي ستمر بها حيث كانت ستتخذ المسلك انطلاقا من الجبل مرورا بالغضابنيّة ثم الوادي ثم مصب الفضلات بحي الزهور ثم ضيعة زيتون مرورا بالقنطرة ثم وادي الدرب ثم عبر يمين الجامعة وصولا الى وسط المدينة مؤكدا أيضا على أنه خلال تواجده ضمن المجموعة الإرهابية المتحصنة بالفرار. وبعد الأحداث التي جدت بمنطقة سيدي علي بن عون عقد جلسة مع مراد الغرسلّي بالجبل أطلع خلالها نظراءه بان هناك مخططا من القيادات العليا في التنظيم على غرار موسى أبو رحلة بوجود مخطط للقيام باغتيالات سياسية بجهة القصرين وأعلمهم مراد الغرسلي أن مسؤولا أمنيا معروفا بالقصرين سوف يتم استهداف مقر إقامته في إشارة الى وزير الداخلية سابقا لطفي بن جدو. وبمقتل موسى ابو رحلة فقد تنظيم القاعدة أحد ابرز قياداته واخطرها في تنظيم القاعدة بالمغرب العربي.