ان يحصل متسابقان على جائزة ما مناصفة يعني ان منجزيهما يتشابهان وانه يمكن للجنة التحكيم ان تقتسم بينهما الجائزة دون ادنى حرج، ولعل هذا ما جعل لجنة تحكيم جائزة الإبداع الشعري-جعفر ماجد- التي نظمتها ايام قرطاج الشعرية وقيمتها 15ألف دينار تسندها الى الشاعرين منصف الوهايبي ويوسف رزوقه مناصفة،الاول عن مجموعته «السوريّون» 2016 الصادرة سنة 2016 والثاني عن مجموعته «الذئب وما أخفى، تليه رشائيّة: الغزالة والزلزال»الصادرة سنة2017. اسندت هذه الجائزة مناصفة الى المنصف الوهايبي ويوسف وهما شاعران بتجربتين مختلفتين تمام الاختلاف في الرؤى والأساليب تجمعهما لغة شعريّة مميّزة. هذا الثنائي من اهم الشعراء في تونس رسما اسميهما بماء الذهب في المحافل العربية والدولية استضافتهما التظاهرات والمهرجانات في اغلب دول العالم وترجمت اشعارهما الى لغات عديدة.سبق لكل منهما ان تحصل على الكثير من الجوائز الوطنية ونالا جائزة البنك التّونسي»أبوالقاسم الشّابي»كما تحصلا على جوائز عربية مهمة أي انه رغم اختلاف المنجز فان المستوى كان متعادلا في ما تقدما به للجائزة ولعل هذا ما عسّر مهمة لجنة التحكيم المتكونة من الأساتذة مبروك المنّاعي وشكري المبخوت ونور الهدى باديس، فقررت اسناد الجائزة مناصفة وهو ما سبب بعض الحرج والامتعاض وجعل المثقفين وأهل الاختصاص يرون انه كان من الافضل ان يتم اسناد الجائزة كاملة للاثنين في هذه الدورة الاولى أو لأحدهما لان المناصفة قد تسيء لأحدهما او للاثنين معا. لذا احب الحضور في اختتام ايام قرطاج الشعرية ان يتلافى وزير الشؤون الثقافية الدكتور محمد زين العابدين الاشكال حين أسرّ الى الشاعرة جميلة الماجري مديرة الدورة الاولى لأيام قرطاج الشعرية بضرورة التخلي عن المناصفة وإسناد مقدار الجائزة كاملا لكل من الفائزين أي خمسة عشر ألف دينار، وقوبل تدخل الوزير ليلتها بالتصفيق الحار واعتبر في محله ومنصفا للشاعرين ورافعا عنهما وعن الجميع الحرج. ولكن هذا التدخل الذي باركه كل من في الحفل واسعد الشاعرين يطرح سؤال هل ان هذا التدخل للترفيع في مقدار الجائزة خاص بهذه الدورة فقط -رفع الحرج- واعترافا من الوزير بالشعر والشعراء وحفظا لكرامتهم واحتراما لهم واعلاء من شان ايام قرطاج الشعرية وجائزتها التى تحمل اسم شاعر كبير- جعفر ماجد - ام ان الجائزة- وبما انها الدورة التاسيسية- ستكون جائزتان كل منهما بخمسة عشر ألف دينار ام انها ستكون جائزة وحيدة بثلاثين الف دينار حتى اذا ما ذهبت مرة اخرى مناصفة لشاعرين يكون المقدار محترما؟