سترازبورغ (وكالات) قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا وبريطانيا والولاياتالمتحدة عندما شنت غارات مستهدفة مواقع أسلحة كيمياوية في سوريا، كانت تدافع عن «شرف المجتمع الدولي». وأضاف ماكرون في دفاع حماسي في خطابه الذي ألقاه أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ «لقد تدخلت الدول الثلاث، ودعوني أكون أمينا جدا، من أجل الحفاظ على شرف المجتمع الدولي». وقال إن ما يقال عن أن الغارات تحدت القانون الدولي، ما كان سيمنع فرنسا من التصرف لحماية السكان على الأرض الذين يواجهون سلاحا محظورا. وأشار ماكرون إلى أن الحلفاء تصرفوا دفاعا عن القواعد الدولية، متهما الرئيس السوري، بشارالأسد بأنه في «حرب مع شعبه». وأضاف «نحن من صدمتهم صور النساء والأطفال الذين هوجموا بالكلور - بحاجة إلى الدفاع عن حقوقهم. ماذا سنقول؟ هل نكتفي بالقول بأن حقوقنا ومبادئنا من أجلهم؟ لا، هذا ببساطة غير مقبول». وقال إن الغارات نفذت «في إطار دولي شرعي، بدقة، وبلا ضحايا بشرية، لتدمير ثلاثة مواقع تنتج أسلحة كيمياوية، أو تعالجها». وأضاف أن «تلك الغارات لن تحل بالضرورة كل شيء، لكنني أظن أنها كانت مهمة». وأفادت تقارير بأن سكان المنطقة التي وقع فيها الهجوم الكيمياوي المشتبه به في سوريا أبلغوا صحفيين غربيين بأن غازا خانقا أحاط بهم من كل مكان. وجاءت تلك الشهادة في تقرير لمراسل شبكة «سي بي إس» الأمريكية الذي تمكن من الوصول إلى منزل ضُرب في دوما، التي كانت معقلا لمسلحي المعارضة. دخول المفتشين الدوليين وقالت روسيا أمس إن مفتشي الأسلحة الكيمياوية في سوريا، سيسمح لهم بدخول موقع الهجوم المشتبه به اليوم الأربعاء، بعد خمسة أيام من وصولهم. وكان الفريق قد وصل إلى سوريا السبت، لكنه منع من الوصول إلى دوما. وتنفي سوريا وحليفتها روسيا أي مسؤولية لهما عن الهجوم، وتدعي روسيا أنه «مدبر». ويقول نشطاء على الأرض في سوريا إن الهجوم أودى بحياة أكثرمن 40 شخصا، وأصاب مئات آخرين كانوا يختبئون في مخابئ تحت الأرض في المدينة خوفا من القنابل. وتشير لقطات الفيديو، وشهادات شهود العيان إلى أن الغاز تسرب إلى المخابئ، وأدى إلى خنق الضحايا. وردا على الهجوم شنت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا غارات عسكرية على منشآت قيل إنها لأسلحة كيمياوية سورية. وقالت روسياوسوريا إن هناك «قضايا أمنية يجب التعامل معها» قبل السماح لمفتشي منظمة حظرالأسلحة الكيمياوية بدخول موقع الهجوم المشتبه به، بحسب ما قاله أحمد أوزومجو، المدير العام للمنظمة. وعرضت سوريا على المفتشين - بدلا من ذلك - 22 شاهد عيان قالوا إنهم كانوا في مكان الغارة وإنهم يمكن أن يحضروا إلى دمشق لمقابلتهم. ومع وصول المفتشين إلى الموقع اليوم، سيكون قد مر على حدوث الهجوم 11 يوما. ويتوقع أن يجمع المفتشون عينات من التربة وبعض العينات الأخرى التي تساعدهم في تحديد أي مادة كيمياوية استخدمت في الهجوم. وقال السفير الأمريكي في هولندا، كينيث وورد، في اجتماع منظمة حظر الأسلحة الكيمياوية في لاهاي الاثنين إن هناك مخاوف من أن تكون القوات الروسية قد عبثت بالموقع خلال فترة تأخير المفتشين، بحسب ما ذكرته وكالة رويترز للأنباء. ونفى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أي تدخل أو تلاعب بالأدلة، قائلا في مقابلة مع بي بي سي: «أؤكد أن روسيا لم تعبث بالموقع». وأضاف أن الأدلة التي قدمها الغرب عن الهجوم الكيمياوي «تعتمد على تقارير إعلامية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي»، وأنها «عمل مدبر».