انطلقت الاذاعة التونسية منذ ايام قليلة في تسجيل المسلسل الاذاعي «حومتنا» وتقوم بادوار البطولة فيه سلوى محمد، ناجية الورغي، فاطمة الحسناوي، دليلة مفتاحي، صالح الرحموني، الرزقي العوني، حليمة داود ،محمد مصمودي ،عبد الغني بن طارة،عبد القادر دخيل، ريم عبروق، سفيان الداهش ،إيمان اليحياوي أميرة بن على، لطفي العكرمي، نبيلة الشيخ سميرة العمري ويخرجه انور العياشي الذي كان يدير العمل بحزم وصرامة ويطالب الممثلين بمزيد من التلقائية وحسن الاداء لتقريب الشخصيات من المستمع من اجل منتوج يستجيب للرهان ويكسب التحدي الذي قبله والممثلين معه من القارين في فقرة الاذاعة والمتعاونين معها. نعم انجاز مسلسل درامي يعرض في رمضان 2018 كان الى وقت قريب حلما بعيد المنال حيث اعتقد الكل ان الاذاعة لن تتمكن هذه السنة ايضا من انجاز أي مسلسل نظرا للظروف المادية الصعبة التي تمر بها المؤسسة ولكن رسالة مساندة -امضاها الممثلون والممثلات المشاركون في المسلسلات الدرامية 2018 وعبروا فيها عن تضامنهم التام ومشاركتهم الفعالة دون قيد او شرط بالإمكانيات المتوفرة اعترافا منهم بجميل مؤسسة الاذاعة ومصلحة الدراما واحترامها لهم طوال السنوات الماضية وقبولهم بنصف الاجر- اعطت دفعا وشجّعت على انتاج الدراما الاذاعية لشهر رمضان. وهكذا دخل الممثلون لاستودو 7 بالإذاعة الوطنية لتسجيل مسلسل «حومتنا» الذي يطرح حسب تصريح المخرج انور العياشي ل«الصباح» موضوع الدخيل الذي يحاول ابتزاز سكان الحومة فيحاول سكانها كل من موقعه ان يثبت للدخلاء والانتهازيين انها كتونس ليست للبيع ولا للشراء وأنهم بالمرصاد لكل من يرغب في نهبها ونهشها. وأكد العياشي بان هذا العمل مهدى الى روحي خديجة بن عرفة ومنوبية بن يونس اعترافا لهما بالجميل وقد اعطت كل منهما الكثير الى الدراما الاذاعية. النص استلهم من الماضي وعالج الراهن كاتب النص ايضا قبل ان يشتغل مع الممثلين بتلك الامكانيات المادية المحدودة وفي تلك الظروف الصعبة اعترافا بجميل الاذاعة عليه حيث صرح عماد بن عمارة ل»الصباح» بأنه استلهم من الماضي وعالج الراهن بما فيه من سلبيات وايجابيات وتحدث في نصه عن ارتفاع الاسعار وعن الوضع السياسي غير المستقر في تونس وعن الثقافة وعن التلفزة وأوضاعها المادية الصعبة وعن التصحر الفكري والمجتمع المدني وقال:» قد يبدو الموضوع مستهلكا ولكننا لم نتوقف عند المفهوم الضيّق لمصطلح الحومة بل انطلقنا منه لنصف وضع تونس وتطرقنا مثلا الى الارهاب من خلال شخصية»باقندا» الذي يتحول فجأة من «باندي» سيء السمعة الى مستقطب للأطفال بغاية تسفيرهم الى بؤر التوتر». و لاحظ لنا عماد بن عمارة ان اجواء العمل جيدة جدا وان فريق العمل متماسك وانه كان مستعدا للعمل حتى دون مقابل اعترافا بجميل المؤسسة ذلك انه يؤمن بان الوضعية السيئة للمؤسسة لا يجب ان توقف انتاج الدراما. الممثلة ريم عبروق تؤدي دور مبروكة زوجة عبد القادر دخيل الفاعل جدا في الاحداث والتي تستضيف اختها لتعيش معها ..كانت ريم سعيدة بالعودة لإنتاج الدراما بعد توقف مر حز في نفوس اعضاء فرقة التمثيل بالإذاعة التونسية سواء منهم القارين او غير القارين لذا والكلام لها:»حالما تم الاتصال بي للمشاركة في بطولة مسلسل حومتنا استجبت لإيماني بان الاذاعة هي الجهة الوحيدة التي لم تمر بموجة التفاهة ولم تتأثر بالرداءة التي سادت بعد الثورة فالإذاعة مازالت حريصة على الرسالة المفيدة للمجتمع وعلى الابتعاد على المصطلحات البذيئة والكلام السوقي.» في استوديو7 التقت «الصباح» كذلك بالممثلة دليلة المفتاحي التي تقوم بدور عجمية اخت مبروكة وهي شخصية مرحة اختارت ان تمتهن»التكازة» والشعوذة وأصبح لها حرفاء سألناها فأفادتنا بأنها سعيدة بالعمل في اجواء عائلية وانه كان عليها كغيرها من الزملاء ان تقبل التضحية من اجل ان تعمل وان يتم انتاج دراما لرمضان تدوم من 14 الى 15 دقيقة يوميا قبل الافطار. لان الانتاج الدرامي يحافظ عل هويتنا وكل ما ننتجه مكسب لنا وأضافت:»لا بد ان ننتج ونواصل الانتاج تونسيا علما بأنني لست ضد الاستعانة بالدبلجة لأنها في النهاية فرصة للعمل وسوق نحتاج اليها». الدبلجة متنفس جديد للممثل التونسي اما الممثلة فاطمة الحسناوي فتقوم بدور عربية الفتاة المسترجلة والجريئة والتي تخفي وراء الجرأة والقوة الكثير من الطيبة والرقة والحنان وهي المرأة التونسية التي تدفعها الظروف لتلعب ادوارا مختلفة عن حقيقتها ولكنها في النهاية لا تؤثر على انوثتها وعلى بساطتها وحبها للآخر مهما اختلفت معه. فاطمة التي قامت بدور نجلاء في مسلسل «قلوب الرمان» الذي عرضته قناة نسمة ترى ان الدبلجة متنفس آخر للممثل التونسي الذي يواجه قلة الانتاج الدرامي التلفزي والإذاعي بصبر ولكن بذهول وبأسف شديد. الممثل والمخرج علي بن سالم -يمثل دور ابن عطار الحومة «منير المقص» وهي شخصية ساذجة في الظاهر ولكنها تتمتع في نفس الوقت بنوع من الخبث يجعله يورط اباه في الكثير من المشاكل- افادنا بأنه احب العمل في هذا المسلسل الذي يطرح اشكاليات اجتماعية يومية برزت بعد الثورة وفيه اسقاطات تاريخية وقال:«دوري صغير ولكنه مؤثر جدا في احداث المسلسل وفيه الكثير من الضمار والضحك والأكيد انني استفدت في تقديمه من تجاربي السابقة في الدراما والمسرح والتنشيط ومواجهة الجمهور في البرامج التلفزية المباشرة والحفلات الكبرى .» وجدنا بين ابطال مسلسل»حومتنا « الممثلة ايمان يحياوي التي تؤدي دور ابتسام الفتاة المراهقة الطموحة التي تعمل على النهوض بالحومة وتجديدها وإبعادها عن الكسل والخمول بأفكارها التقدمية والحداثية التي تريد ان تقول من خلالها انه للشباب التونسي افكار وقدرة على التغيير ولا بد من الاستماع له ومساعدته على التنفيذ والإيمان بقدراته. والمسلسل حسب رأيها يتميز بنظرة تفاؤلية برزت من خلال مساعدة الكبار للصغار والاستماع لهم وإعطائهم الفرصة التي ينتظرونها وهذا العمل المشترك بين الكبار والشباب سينقذ الحومة من الانتهازيين لذا احبت العمل فيه. واعتبرت انها تعيش عيدا بالمشاركة في هذا الانتاج الدرامي متمنية ان يتواصل على طول العام شاكرة الممثلين والممثلات العاشقين للمسرح الاذاعي الذين قبلوا بالتضحية من اجل ان يعملوا في هذا المسلسل وينقذوا ويردوا جميل المؤسسة التي سبق ان شغلتهم . نفس الشيء لاحظته لنا الممثلة نبيلة الشيخ التي تقوم بدور المرشدة الاجتماعية وتمثل الجانب الخيّر في الحومة اذ تسعى لمساعدة الناس والتغطية على نواقصهم وتعمل على حل مشاكلهم.