يدخل الْيَوْمَ اكثر من 5ملايين تونسي الانتخابات البلدية تحت شعار «بلديات 2018 الكلنا ننتخبو» وفِي الواقع فانه من المنتظر ألا يكون هذا الشعار مجرد دافع للناخبين للإقبال على مراكز التصويت بقدر تحويله إلى واقع وحقيقة وفعلا مواطنيا لتجديد الديمقراطية في عروق الجسم التونسي ضمانا لخروج سفينة الوطن من الاضطرابات الحاصلة هنا وهناك وتأصيلا للحكم المحلي الذي يشكل اول تجربة حية وفقا لمقتضيات الدستور التونسي ضمن الباب السابع. وتاتي الانتخابات البلدية لتفتح بوابة الحكم المحلي وتقدم درسا لمجتمع سياسي توارث بيروقراطية الدولة المركزية، وتحكم العاصمة بوزاراتها ومصالحها في مجتمعات صغيرة في الريف و»الدشر»، وهي في الأصل مجتمعات لم يزر راسمو الخطط والمشاريع التنموية معظمها ولا يعرفون حاجات أهلها وحياتهم فكان لابد من صياغة منطلقات تعيد لهؤلاء «تونستهم» ليتمتعوا بحقوقهم الكاملة كمواطنين عبر ضمان الخدمات البلدية بمختلف مستوياتها ليتحول المواطن الى شريك فعلي في الحكم. ثالث محطة انتخابية ومن المنتظر ان يشارك التونسيون الْيَوْمَ في استكمال مرحلة البناء الديمقراطي واستكمال المشهد السياسي في ثالث محطة انتخابية لبلادنا بعد انتخابات المجلس الوطني التاسيس في 2011 والانتخابات الرئاسية والتشريعية 2014، لاختيار من سيمثلهم في الانتخابات البلدية والمجالس الجهوية. وياتي موعد ماي 2018 بعد سلسلة من التأجيل حيث كان من المقرر القيام بهذه الانتخابات يوم 30اكتوبر 2016 ثم أجلت لموعد مارس 2017 ثم أجلت مرة اخرى ليوم 17 ديسمبر 2017 ليتم الاتفاق لاحقا على موعد جديد بتاريخ 25مارس 2018 ليتم الاتفاق اثرها وبشكل نهائي على موعد 6ماي كموعد للاقتراع العام. وبالرغم من تحديد موعد نهائي للانتخابات البلدية، فان مخاوف التأجيل بقيت ملازمة لهذا التاريخ حيث عملت أطراف من الداخل والخارج على التشكيك في موعد الانتخابات، بل ان بعضها حاول تصدير بعض السيناريوهات واستعمال سياسة التخويف في محاولة لضرب موعد 6ماي، ومازاد في مخاوف التأجيل غياب مجلة الجماعات المحلية وهي عبارة عن جملة من القوانين المنظمة للعمل البلدي والجهوي بما يضمن كسر المركزية ويعزز وحدة الدولة والوطن. وقد تبددت هذه المخاوف اثر مصادقة مجلس نواب الشعب بتاريخ 26 افريل الماضي على مجلة الجماعات المحلية والتي شكلت بعض فصولها ثورة حقيقية في عالم المواطنة والتي تحول بمقتضاها التونسيون من درجة الرعايا الى درجة المواطنين الشركاء. تحفيز الناخبين على المشاركة وامام أهمية الحدث السياسي والذي يحظى بمتابعة دولية خاصة الأوروبية منها فقد توجه رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي اول امس الجمعة على الصفحة الرسمية للرئاسة بكلمة مقتضبة دعا فيها الناخبين إلى الاقبال بكثافة، اليوم الأحد على صناديق الاقتراع والمشاركة في الانتخابات البلدية، قائلا ‘"ما أمامنا كان يوم الأحد". وقال الباجي قائد السبسي،" يوم الأحد لن يكون يوما عاديا والشعب التونسي مدعو لأول مرة للمشاركة في الانتخابات البلدية"، متابعا " تظهر قضية بسيطة وهي هامة جدا، يعني تونس مواصلة طريقها نحو تكريس مسارها الديمقراطي والانتخابات هي مظهر من مظاهر ذلك لهذا يلزم نعطيو صوتنا لمن نتوسم فيهم الخير واعتقد أن الخير موجود في كل القائمات…"، وختم قائلا" نتمنى نعطيو درس ورسالة للعالم أن اختيارنا للديمقراطية اختيار صحيح، والتوانسة يعرفو أنهم إذا أساؤوا الاختيار هوما مسؤولين". من جهته دعا الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نورالدين الطبوبي امس النقابيات والنقابيين والشغالين وكل أفراد الشعب التونسي الى التوجه اليوم بكل كثافة إلى صناديق الاقتراع، وذلك للقيام بواجبهم الانتخابي لخدمة وطنهم ولتقديم المثال الأسمى في الممارسة الديمقراطية. ◗ خليل الحناشي العدد الجملي للقائمات المترشحة يذكر ان العدد الجملي للقائمات المترشحة2074 منها 1055 قائمة حزبية و860 قائمة مستقلة و159قائمة ائتلافية. في حين بلغ عدد المترشحين للانتخابات البلدية 53الفا و668 مرشحا للتنافس على 7آلاف و177 مقعدا موزعا على350دائرة بلدية منهم 49.26 % نساء و50.74 % رجال. وشهدت ولاية المنستير ترشح اكبر عدد من القائمات ب190 قائمة في حين كانت اقل الدوائر الانتخابية لتونس 1ب20 قائمة. أما عدد الناخبين مابين 18الى35 سنة فيبلغ مليون و534 الف ناخب اَي 32 % من مجموع الناخبين في حين يبلغ عدد الناخبين الذين يفوق أعمارهم 60 سنة مليون و20 الف ناخب بنسبة 19 %.