واشنطن (وكالات) أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس انسحاب الولاياتالمتحدة رسميا من الاتفاق النووي مع إيران. ووقع الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض مرسوما يقضي بإعادة فرض العقوبات التي رفعت عن إيران بموجب الاتفاق النووي. وقال ترامب، في كلمة ألقاها حول مستقبل دور الولاياتالمتحدة في الاتفاق النووي مع إيران، إن هذه الصفقة «هائلة» و»تسمح للنظام الإيراني بمواصلة تخصيب اليورانيوم». وأشار ترامب إلى أن الولاياتالمتحدة تتوفر لديها «أدلة مؤكدة تثبت أن النظام الإيراني ينتهك الاتفاق النووي»، معيدا إلى الأذهان الوثائق، التي نشرتها مؤخرا إسرائيل حول هذه القضية. واعتبر الرئيس الأمريكي أن «الشرق الأوسط سيمر بسباق للتسلح النووي» حال تمديده الاتفاق مع إيران. وكان ترامب قد قال في 12 جانفي الماضي إنه يمدد تجميد العقوبات على إيران ل4 أشهر في إطار الاتفاق النووي معها، فيما تعهد بأنها الأخيرة التي يقوم فيها بذلك ما لم يتم تعديل الصفقة. واعتبر ترامب أن الاتفاق النووي مع إيران يتضمن «عيوبا هائلة»، لافتا إلى أن تمديده لتجميد العقوبات هذه المرة يمثل «آخر فرصة» لتعديل الصفقة، التي انتقدها مرارا وتكرارا خلال حملته الانتخابية ةبعد تولي رئاسة الولاياتالمتحدة، خاصة بسبب عدم فرضها قيودا على البرنامج الصاروخي الإيراني. وتم إبرام الاتفاق النووي، المعنون رسميا ب»خطة العمل الشاملة المشتركة»، في 14 جويلية من العام 2015، بين إيران من جهة، ومجموعة «5 + 1»، التي تضم جميع الدول ال5 دائمة العضوية في مجلس الأمن، أي روسياوالولاياتالمتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا، بالإضافة إلى ألمانيا، من جهة أخرى، في إطار الجهود الدولية لتسوية قضية ملف طهران النووي التي استمرت سنوات طويلة. وأعلنت الدول، التي وقعت على الوثيقة، في 16 جانفي 2016، إطلاق تنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة، التي تقضي برفع العقوبات المفروضة على إيران بسبب أنشطتها النووية السابقة، مقابل قيام طهران بالحد من نطاق برنامجها النووي ووضعه تحت المراقبة الشاملة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكدت كل من الوكالة الدولية للطاقة الذرية والأمم المتحدة مرارا أن الحكومة الإيرانية تلتزم بالاتفاق، محذرة الإدارة الأمريكية من التداعيات الخطيرة لانسحابها من الاتفاق النووي، فيما دعت الدول الأخرى المشاركة في الصفقة مرارا الولاياتالمتحدة للبقاء في الاتفاق. استنفار في إسرائيل في هذه الأثناء، أعلنت إسرائيل حالة الاستنفار بعد أن قالت أن الجيش الإسرائيلي رصد «نشاطات غير عادية للقوات الإيرانية في سوريا». وأمرت السلطات الإسرائيلية الإدارات المحلية في منطقة الجولان بتحضير الملاجئ. كما جاء في بيان للجيش الإسرائيلي أنه تم نشر أنظمة الدفاع ووضع القوات في حالة تأهب قصوى تحسبا لوقوع هجوم. ودعا الجيش الإسرائيليين للانتباه إلى تعليماته التي سيتم نشرها في حال الضرورة، مؤكدا في دات الوقت «استعداده لمختلف تطورات السيناريوهات « وحذر من أن «أي عدوان ضد إسرائيل سيتلقى ردا حازما». ولم يوضح الجيش طبيعة التحركات التي رصدها في سوريا أو أي تفاصيل أخرى.