أورد زياد بن عمر المنسق العام المساعد باتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين في تصريح ل "الصباح" أن الجلسة الملتئمة أول أمس بين "إجابة" والوزارة أسفرت عن بقاء الإضراب مفتوحا بما انه لم يتم التوصل إلى اتفاق يرضي الطرفين في المطالب التي رفعتها "إجابة" لعل أبرزها ترحيل الامتحانات الى شهر سبتمبر المقبل مؤكدا بقاء الجلسة بين اتحاد "إجابة" وممثلي وزارة التعليم العالي مفتوحة إلى غاية يوم الإثنين 28 ماي 2018. من هذا المنطلق يبدو أننا نقترب جديّا من سنة بيضاء بما أن الجلسة التفاوضية بين "إجابة" ووزارة التعليم العالي- والتي التأمت بعد جهد جهيد بما أن سلطة الإشراف اعتبرت لوقت طويل أن التفاوض لا يستقيم إلا مع الهيكل النقابي الأكثر تمثيلية- قد أسفرت عن بقاء دار لقمان على حالها في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون الطالب على أهبة الاستعداد لاجتياز الامتحانات. في استعراضه لأبرز حيثيات الجلسة التفاوضية الملتئمة أول أمس، بيّن بن عمر ان الجلسة التي استمرت على امتداد أربع ساعات لم تأت أكلها موضحا ان ممثلي الوزارة اقترحوا تعليق الإضراب مقابل توقيع وثيقة رسمية تكون بمثابة اتفاق تنص فيها وزارة التعليم العالي على اعتبار نقابة "إجابة" شريكا رسميا في الإصلاح إلى جانب العمل معها على صياغة قانون أساسي للجامعيين يٌحترم فيه سلم التأجير فضلا عن ضبط جدولة وتسقيف زمني حدد إلى شهر ديسمبر 2018. وأضاف المتحدث أن "إجابة" تولت مقابل ذلك تقديم جملة من الاقتراحات تتمثل في تأجيل إجراء الإمتحانات إلى شهر سبتمبر والعمل على صياغة وإنهاء القانون الأساسي للجامعيين في شهري جويلية وأوت مع المصادقة عليه علاوة على فتح خطط الإنتداب عن طريق المناظرة لأصحاب شهادة الدكتوراة مع الترفيع في ميزانية وزارة التعليم العالي بنسبة 1 في المائة وهو ما رفضته سلطة الإشراف، مشيرا في السياق ذاته الى ان المجلس الوطني للانابات سينعقد الأحد المقبل للنظر في موقف الوزارة. من جهة أخرى تجدر الإشارة إلى أن مجلس عمادة المهندسين التونسيين قد دعا أمس رئيس الحكومة إلى إنقاذ السنة الجامعية قبل فوات الأوان على اثر تواصل الإضراب الإداري للأساتذة الجامعيين منذ جانفي 2018 واستحالة استكمال الامتحانات بطريقة طبيعية وفي الآجال المعتادة. وحمّلت العمادة في بيان لها وزارة التعليم العالي مسؤولية ما يحدث في المدارس الهندسية والتأخير في إيجاد الحلول للأزمة الحالية داعيا في هذا الشأن الأطراف المعنية إلى التفاوض غير المشروط مراعاة لمصلحة الطالب وصونا للمصداقية العلمية للشهائد الوطنية.. وعبرت في هذا الصدد عن عميق إنشغالها بما آلت إليه الأوضاع في المدارس الهندسية، منبهة من عواقب ما يجري ومدى تأثيره على جودة التكوين وسمعة المدارس الهندسية التونسية على المستوى الدولي. يذكر انه وفقا لتصريحات سابقة لرئيس ديوان وزير التعليم العالي والبحث العلمي نور الدين السالمي ل(وات) ان 150 ألف طالب لم يجتازوا امتحاناتهم بسبب الإضراب المفتوح المتواصل لمنظوري اتحاد "إجابة" منذ شهر جانفي 2018 ب 103 أجزاء جامعية إلى جانب امتناعهم عن تقديم مواضيع الامتحانات في الآجال المحددة بكل جامعة مع مواصلة التدريس بها علما ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي كانت قد قررت في وقت سابق تكوين لجان بيداغوجية ستتولى إعداد الامتحانات الوطنية وإصلاحها وقد جٌوبه هذا القرار بالرفض من قبل اتحاد الأساتذة الجامعيين الباحثين التونسيين "إجابة" التي اعتبرته خرقا لمبادئ القيم الأكاديمية والعلمية. في هذا الخضم على جميع الهياكل المعنية بالشأن الجامعي التحرّك وسريعا حتى لا يتحول "شبح" السنة البيضاء إلى أمر واقعي يكون بمقتضاه مستقبل الاجيال والجامعة التونسية في "مهب الريح".. منال حرزي