تتواصل بساحة باب سويقة بالمدينة العتيقة سهرات «ليالي باب سويقة» الذي افتتح يوم 25 ماي الجاري ويلتقي جمهوره اليوم مع العرض التراثي «الغنايا» للجليدي العويني بعد ان كان تابع عرض الافتتاح وهو «العمرة» لشكيب بوصفارة، وإخراج زهير الرايس، وسط إقبال جماهيري كبير وبحضور والي تونس الشاذلي بوعلاق، والمندوب الجهوي للشؤون الثقافية بتونس لسعد سعيد. وعرض «الغنايا» حسب ما افاد به الشاعر الجليدي العويني»الصباح» يرتكز على حوارية بين اغاني الجليدي العويني وأغان من تراث الغناي الشاهد لبيض والشيخ بورقعة.. بمشاركة الفنان يوسف الرياحي والغنايا طير البرني وحسين الزمزمي.هذا العرض سيبرمج في البعض من المهرجانات الصفية ببعض الولايات. ويبدو ان سبب الاقبال على مثل هذه العروض وعلى هذا اللون البدوي -الذي اصبح محببا لدى الجمهور والذي تموقع في مكانة كان يحتلها من قبل واستعادها- متأت حسب رأي الجليدي العويني:» من حسن المراوحة بين اغانينا والأغاني الموروثة حيث يوجد خط رابط على مستوى النص والإيقاع واللحن». وبالنسبة الى عرض «العمرة» الذي أخرجه المسرحي زهير الرايس، فقد استقبله الجمهور النوعي والعادي بكثير من الاستحسان والتصفيق، حيث وجد فيه ما كانت تهفو له النفس من فرجة على مستوى الملابس والديكور والصوت المتناغم والمتناسق والى جانب اختلاف وخصوصية ملابس الممثلين البيضاء الموشحة باللون الاخضر وحضورهم الركحي كان تميز العرض كذلك ببرنامج مدروس ينم عن الكثير من البحث والاجتهاد وعدم استسهال الوقوف على خشبة المسرح لمواجهة الجمهور. يذكر انه سبق للجليدي لعويني ان قدم عرض «عسلة في المالح» وهو كوميديا موسيقية غاص فيها العويني عميقا في مقامات الموسيقى التونسية وبحور الشعر الشعبي وتغنى بالحب واشتكى الخيانة وخاصة منها خيانة الاصدقاء. «العمرة» بحث في اللون الصوفي غير المتداول «العمرة» عرض صوفي بنكهة تونسية، إفريقية وشرقية أيضا، اعتمد فيه صاحبه على 07 مقامات، تقريبا وفي كل مقام تجول أو استحضر «لينك» ذلك المقام في بلد معين، فيه نسمات مغربية، وأخرى سودانية أو تركية وقد قسم شكيب بوصفارة عرضه إلى 8 فصول، استهلها بالتكبير والدعاء واختتمها بقفلة مشابهة، واشتغل في كل فصل على مقام أو «طبع» فكانت البداية بمقام الذيل وانتشى الجمهور بقطع ك«الحضرمية» و«الهمزية» و«الله الله».. فمقام الكردي («بإسم القادر» و»سبحانو ما خفاتو خافية» و«سلسلة الفزوع») ثم طبع السيكه في 4 أناشيد ومثلها في مقام العرضاوي، قبل الوصول إلى الفصل والطبع الأخير «الحسين» الذي قدمت فيه المجموعة 6 قطع وأناشيد كاملة. لقد تميز عرض «العمرة» بالكثير من الحرفية مما جعله يبهر الجمهور ويمتعه لأنه فضلا على الحرفية الكبيرة والجمالية الفنية يحترم الجمهور لما فيه من بحث في اللون الصوفي غير المتداول. «زبرجد» محاولة للخروج عن السائد في برنامج «ليالي باب سويقة» كذلك عرض»زبرجد» وهو صوفي روحاني طربي يعتمد على راو ومغن يربطان الماضي بالحاضر ويحولان الانشاد الصوفي القديم الى فن جديد يطيب الاستماع اليه وتستسيغه كل الاجيال انتجه وكتب نصه عبد الكريم الباسطي، واعد له الكوريغرافيا طارق بن حميدة والسينوغرافيا وأخرجه سعدي الزيداني و يغني فيه نور الدين الباجي ونهلة الشعباني والشيخ الهادي النعات وفتحي الورغي وايمان الباجي ودارين وهيثم آغا ونبيل المربوحي ويعتمد العرض على قرابة 80 راقصا وراقصة سيؤدون لوحات راقصة باستخدام تقنية الظل الصيني. «زبرجد» سيتضمن اغان لتمجيد الله ومدح رسوله واحتفاء بالأولياء الصالحين بعضها للطبري ولعلي بن أبي طالب وللإمام الغزالي ولبعض الشعراء المعاصرين مثل الياس أبي شبكة وتوفيق الحكيم وللعروسي بن خميس.