ما انفكت الأعمال التلفزية أساسا منها الدرامية و«السيتكومات» تقدم للمشهد السمعي البصري وجوها جديدة من موسم رمضاني لآخر باعتبار أن هذا الموعد هو موسم «ميسرة» الأعمال والإنتاج مما أثرى الساحة بدفعات وأجيال عديدة من الممثلين لاسيما في ظل تزايد عدد المؤسسات التلفزية الخاصة في السنوات الأخيرة ودخولها في سباق للتنافس على كسب أكبر قاعدة من المشاهدين والمستثمرين في نفس الوقت وذلك عبر آلية الانتاج الدرامي الجديد. فمنهم من حافظ على موقعه في المشهد بعد أن حافظ على وجوده باستمرار في هذه الأعمال الموسمية في المقابل سجلت بعض الوجوه غيابها أو أفلت وغابت عن المشهد في ظرف وجيز، رغم أن الجميع يعلم أن هذا المجال لا يخضع لمقاييس علمية أو قانونية وإنما المتحكم في الاختيارات والمتعارف عليه في العدة والمنطق هو «الكاستينغ» بدرجة أولى بقطع النظر عن المقاييس الأخرى من قبيل العلاقات الخاصة وصناعة ووضع أدوار وأعمال على مقاييس أصحابها وغيرها. لكن الملفت في الأمر أن عددا من الأسماء ممن تصنف في خانة «الكبار» بحكم التجربة وما أبدوه من تميز في الأعمال السابقة ليس الدرامية فحسب بل والمسرحية أيضا، يطرح حضورهم في أعمال هذا العام أكثر من نقطة استفهام ويمكن القول أنهم مروا بجانب نجاح يفترض أن يكون محققا في مسيرة زاخرة بالأعمال والأدوار. لعل من أبرزهم أغلب الممثلين المشاركين في سلسلة «نسيبتي العزيزة 8» التي تنتجها وتعرضها قناة «نسمة» وهم كل من كمال التواتي ومنى نورالدين ولطيفة القفصي وكوثر الباردي ويونس الفارحي وغيرهم باعتبار أنهم سبق أن شاركوا في أعمال درامية أثبتوا من خلالها أنهم قادرون على الأفضل. والذي يجمع بين هؤلاء بالخصوص مشاركتهم في عمل استوفى مستلزمات الحكاية والأحداث من قبيل «نسيبتي العزيزة» في نسخة العام الثامن على التوالي وسقط في الروتينية والتكرار إلى حد أنه أصبح عملا سطحيا وتافها ورتيبا فكان الأداء فيه أقرب للتهريج باعتبار أن هذا العمل يراهن على «الغباء» والبلاهة» كخط أول في البناء الدرامي للشخصيات الرئيسية للسلسلة وهو نفس الخط الذي انبنت عليه النسخ السابقة لنفس السلسلة ليكون دون المستوى والأداء بشكل واضح وجلي في نسخة هذا العام. في حين كان ينتظر ويفترض أن يكون حضور هؤلاء في أدوار وأعمال أهم مما قدموا إلى حد هذه المرحلة من رمضان 2018، بما يمكنهم من الخروج من «جبة» الشخصيات «التافهة» في هذه السلسلة ليتقمصوا أدوارا مختلفة في أعمال مختلفة بدورها. وهو ما من شأنه أن يمكنهم من المحافظة، على الأقل على قدر من التميز في أدوارهم ويعزز حضورهم في خانة «الكبار» في المشهد التلفزي بشكل خاص. أسماء تعزز مواقعها في المقابل لم تسجل هذه الأسماء مشاركة في أعمال أخرى بما يكسر الصورة النمطية التي بدأت تترسخ لدى المشاهد التونسي عن هؤلاء رغم ما أبدوه في أعمال مختلفة سابقة من قدرات وتميز وكان لحضورهم وأدائهم عاملا للرفع من قيمة ومستوى عديد الأعمال التي شاركوا فيها سواء منها الدرامية والتلفزية أو المسرحية. والأمر نفسه تقريبا ينسحب على كل من الصادق حلواس ونعيمة الجاني في سلسلة «دنيا أخرى 3» التي تعرض على قناة «الحوار التونسي». فلم تخرج نعيمة الجاني من شخصية «المرأة» التي تنتمي لفئة اجتماعية مهمشة. ولعل ما ساهم في ذلك هو اشكالية النص وضعف السيناريو واستسهال «الكوميديا» وإضحاك المشاهد وشده عبر التركيز على شخصيات تتميز بالغباء والجهل والتهريج. في حين هناك عدد هام من أسماء الممثلين القدامى ممن حافظوا على سقف محدد في أدوارهم بالمحافظة على مستوى التميز والتطور على غرار الممثلة القديرة دليلة المفتاحي ومحمد السياري وورؤوف بن عمر ووحيدة الدريدي وسامية رحيم والشاذلي العرفاوي وحمادي الوهايبي وغيرهم في المقابل حافظت بعض الوجوه على مواقعها في المشهد البصري من خلال حضورها المستمر لكن بتقمص أدوار مختلفة على غرار لطفي العبدلي ومعز القديري وجمال المداني وتوفيق العياب وزياد التواتي ومريم بن مامي التي تطل في رمضان هذا العام من عملين الأول تعرضه التلفزة الوطنية وهو سيتكوم» فاميليا لول» والثاني مسلسل «تاج الحاضرة» على الحوار التونسي إضافة إلى كل من ياسين بن قمرة ووحيدة الدريدي وريم بن مسعود ومرام بن عزيزة ونجلاء بن عبدالله وأميمية بن حفصية وغيرهم من الممثلين الشبان الذين برزوا في السنوات الأخيرة. ...وأخرى تقنع وتخطف الأضواء كما سجلت الأعمال التي تعرضها تلفزاتنا في رمضان الجاري بروز عديد الأسماء لتخطف الأضواء وتحظى بإجماع المشاهدين على تميزهم على غرار كل من العربي المازني في أول تجربة درامية له من الباب الكبير بعد أن عرف في المشهد الثقافي في دور الكوميدي إضافة إلى الفنانة نجلاء التونسية وعارضة الأزياء ليلى بن خليفة والمسرحي أنس العبيدي في مسلسل «حياة خاصة» الذي تعرضه قناة «قرطاج بليس». علما أن أغلب القنوات التلفزية ستعرض أعمال جديدة في الشطر الثاني من رمضان يمكن أن تضم أسماء ممن سبق ذكرها وقد تقلب المعطيات.
