تحتضن تونس بداية من اليوم الجمعة 22 والسبت 23 جوان 2018 مؤتمرا لوزراء الثقافة العرب واجتماعات اللجنة الدائمة للثقافة العربية، هذا المؤتمر سيحضره عدد كبير من وزراء الثقافة العرب ومديرون عامون ومسؤولون وناشطون، للتباحث في مبادئ العقد العربي للحق الثقافي وأهدافه وآليات ترسيخه خلال السنوات التسع القادمة. كما تحتضن تونس أشغال اللجنة الدائمة للثقافة العربية وذلك بمقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الالكسو/ تونس. وستتمحور أشغال اجتماع اللجنة الدّائمة للثقافة العربية حول سبعة مواضيع هامة هي الأوضاع الثقافية في الوطن العربي ومدى تنفيذ قرارات الدورة السابقة (20) لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشّؤون الثقافية في الوطن العربي والشأن الثقافي بصفة عامة وفيه سبعة محاور من بينها العقد العربي للحقّ الثقافي، العواصم الثقافية العربية، القمّة الثّقافية العربية (المُلتقى لصياغة رؤى للعمل الثقافي العربي)، الجائزة العربية للإبداع الثقافي، رموز الثّقافة العربية: اختيار الشاعر الفلسطيني محمود درويش (1941 - 2008)، اليوم العربي للشّعر: اختيار الشاعر السعودي غازي القصيبي (1940 – 2010)، الإستراتيجية العربية للتنمية المسرحية وتخصيص منح سنوية للهيئات الثقافية التي تعنى بالثقافة العربية بمختلف دول العالم. وسيتباحث المؤتمرون أيضا في مسائل التراث الثقافي المستهدف في الدول العربية التي تمر باضطرابات أمنية والمركز الإقليمي للتراث المغمور بالمياه في مدينة المهدية والمركز العربي للآثار والتّراث الحضاري بمدينة تيبازة بالجزائر وصياغة ميثاق لحماية التّراث الثقافي في البلدان العربية والبوابة الإلكترونية للتُّراث الثقافي في الدول العربية واختيار «النّخلة والعادات والطّقوس المُرتبطة بها: تراثا عربيا مُشتركا». وقد يتم طرح بعض القضايا والمواضيع الأخرى مثل مقترح تعديل الموضوع الرئيسي للدورة الواحدة والعشرين من المؤتمر ويوم المخطوط العربي (مشروع القانون العربي الموحد لحماية المخطوطات) والقناة الثقافية العربية ويوم عالمي للرواية (13 أكتوبر من كل سنة) إضافة إلى متابعة تنفيذ بيان الرياض الصادر عن الاجتماع الثالث لوزراء الثّقافة في الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في أفريل 2014 ومشروع تعديل النّظام الداخلي للجنة الدائمة للثقافة العربية. والمشاركة العربية كضيف شرف الدّورة الخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب لسنة 2019 وتحديث الخطة الشاملة للثقافة العربية والاحتفال بمرور خمسين سنة على إحداث المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم سنة 2020. والعقد العربي للحق الثقافي الذي ستطلقه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (2018 - 2027) هو استمرار لروح العقد العربي للتنمية الثقافية (2005 - 2014)، الذي سعت من خلاله الالكسو إلى بناء تربوي وثقافي وعلمي وقد فرضته جملة من التحديات التي تواجهها الدول العربية في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها، حيث تبين أن دور الثقافة لا يقل أهمية وتأثيراً في حياة الشعوب عن العمل السياسي والنشاط الاقتصادي. وسيكون العقد العربي للحق الثقافي إطاراً للعمل العربي المشترك من أجل دعم حقوق الإنسان من خلال الثقافة، وتوظيفها في دعم النمو الاقتصادي على مستوى البلدان العربية، وتوفير المزيد من العناية بالصناعات الإبداعية، وتشجيع تبادل المنتج الإبداعي الفكري، وإحياء ثقافة السلام والحوار واحترام التنوّع الثقافي والقيم الفكرية في إطار الوحدة الثقافية العربية، واحترام الآخر وثقافته، والانفتاح على قيم التقدّم الإنساني، والحفاظ على التراث وإحيائه، وإعلاء شأن الثقافة وتأكيد دورها في تأسيس شراكة عالمية من أجل تحقيق التنمية المُستدامة بحلول عام 2030. ومن أهم مبادئ العقد: - التشديد على أن الحق الثقافي مُكوّن أساسي من مُكوّنات منظومة حقوق الإنسان، والتربية والتعليم والبحث العلمي هي جوهره. -الهوية الثقافية للدول العربية ركيزة العقد العربي للحق الثقافي، فيما اللغة العربية عنصر مُوحّد للثقافة العربية. - الشأن الثقافي، خصوصاً التراث الثقافي في بعديه المادي وغير المادي، رافدٌ أساسي لمنظومة التنمية المُستدامة في الدول العربية، وبناء حرية الفكر والإبداع وإنتاج المعرفة يقوم على التعددية الفكرية. - مدّ جسور التعاون بين الثقافة العربية والثقافات الوطنية الأخرى أمر ضروري وحوار الثقافات سبيل إلى ترسيخ قيم السلم والتعايش والتسامح والانفتاح على الآخر. - التعبيرات الثقافية المحلية جُزء لا يتجزأ من الثقافات العربية وضمان لتنوّعها، وحقوق الملكية الفكرية الفردية والجماعية مكوّن أساسي لمنظومة الحقوق الثقافية.