افتتحت صباح أمس الاثنين أشغال الدورة الخامسة والتسعين للمجلس التنفيذي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم وقد حضرها إلى جانب الدكتور محمد العزيز ابن عاشور مديرها العام، الدكتور عبد الله يوسف المطوع رئيس المجلس التنفيذي وممثل مملكة البحرين والأستاذ محمد عبد الباري القدسي المدير العام المساعد والأستاذ خليل أبو عيفة مدير إدارة المنظمات والاتحادات لجامعة الدول العربية ممثل أمينها العام والدكتور يحي يخلف ممثل فلسطين التي انضمت مؤخرا لليونكسو وعدد من أعضاء المجلس التنفيذي. وتضمن جدول أعمال هذه الدورة النظر في 19 نقطة تصب كلها في باب المتابعة والتقويم لخطط عمل وبرامج المنظمة ولأدوات عملها وإمكانياتها البشرية والمادية، من بينها متابعة تنفيذ قرارات المجلس للدورة الرابعة والتسعين وموازنة وبرنامج عامي 2013/ 2014 وتسوية بعض الحسابات المدينة في الالكسو والمراكز الخارجية والقدس والأوضاع التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين وتقرير عن وضع المرصد العربي للتربية ووسائل تطويره وآخر عن تحسين جودة التعليم في إطار خطة تطوير التعليم في الوطن العربي. ولكن هذا الجدول أضيفت له اقتراحات مثل النظر في بعض الأحداث المستجدة على الساحة العربية ككارثة حريق المجمع العلمي المصري يوم 17 ديسمبر 2011 وما أسفر عنه من تلف كبير لقسم ثمين ونادر من المراجع وخاصة الوثائق التاريخية والمخطوطات التي تعدّ بمثابة زاد معرفي لا غنى عنه لمعرفة تاريخ مصر وتراثها وتاريخ العرب عموما.
حماية الصروح الحضارية والثقافية
أصحاب هذا الاقتراح رأوا ان عرض المنظمة مساعدة وزارة الثقافة والجهات المعنية في مصر على ترميم المجمع العلمي ومحتوياته في البيان الذي أصدرته الالكسو في هذا الخصوص غير كاف، حيث اعتبروا ان هذا الحريق مصاب جلل وانه لا بد من» تكاثف جهود الجميع من أجل العمل الدؤوب على حماية كل المعالم التاريخية ومقوّمات التراث والثقافة والمعرفة والحضارة في مصر كافة لأنها بمثابة ثروة وطنية مصرية عظيمة وفريدة من نوعها وهي عماد مكين للتراث والحضارة بالنسبة للوطن العربي وكذلك للحضارة الإنسانية جمعاء... مما يوجب تعزيز التدابير الوقائية لحماية المواقع والصروح الحضارية والثقافية - أينما كانت - من أن تكون عرضة للاستهداف أو الضرر سواء من جراء الكوارث الطبيعية أو الحروب والاضطرابات في سبيل تحقيق حصانة أكبر للتراث الإنساني. «ورأوا انه على المنظمة ان توجه نداء تعرب فيه عن قلقها مما جرى وتلفت النظر إلى ضرورة حماية الفضاءات الثقافية والأثرية من العمليات الإجرامية التي يتعرض لها التراث العربي حيث ان بعض الجهات تستغل الحوادث السياسية للاعتداء المسطر والمنظم والمدروس على المتاحف والمكتبات والمجامع العلمية العربية . كما تم اقتراح نقطة نقاش أخرى تتمثل في النظر في إشكالية غياب بعض ممثلي الدول العربية عن هذا الاجتماع الهام لان المجلس ليس مجلس فقراء وأغنياء يغيب عنه من ليس له مال يعطيه وإنما هو مجلس لخدمة الجميع ولكل الدول العربية فيه مكان حتى الدول الفقيرة التي لا تقدر على المساهمة المادية في أعمال المنظمة بالمال.
عاصمتان في السنة الواحدة
افتتح أشغال هذه الدورة الدكتور محمد العزيز ابن عاشور وأشار إلى أنها تنعقد في ظل انعطافة تاريخيّة يشهدها الوطن العربي تضع على كاهل كافّة منظمات العمل العربي المشترك وخاصّة الألكسو مسؤوليات أكبر في نطاق القيام بالمهام وتحقيق الأهداف المرسومة وذكر ابن عاشور بدور الالكسو في إرساء الحوار بين الحضارات والثقافات والسعي إلى إبراز البعد المستنير والحداثي للعرب في العالم كشراكة الالكسو مع منظمة التربية والثقافة والعلم للدول: اسبانيا والبرتغال وأمريكا اللاتينية ومعهد ارسيكا باسطنبول وتعزيز الشراكة مع المنظمة الدولية للفرنكفونية وGIZ الألمانية للتعاون الدولي.وقد تبين خلال أشغال هذه الدورة ان الالكسو تستعد لتنفيذ البرنامج العربي للجودة بالاشتراك مع البنك الدولي للتعاون مع الوزارات العربية وأنها تعتبر مشروع النهوض باللغة العربية والتراث من أهم ما يطرح عليها اليوم من تحديات وأنها تواصل الدفاع عن الهوية وصون الذات والتراث والعمل من اجل إدراج هذا العنصر الحضاري في التنمية المستدامة وفي الحراك الاقتصادي. وأعلن الدكتور محمد العزيز ابن عاشور في نفس الإطار انه من بين الإضافات المزمع تحقيقها مشروع يتعلق بتطوير منظومة العواصم الثقافية وذلك بالاعتماد على ملفات تسابقية واختيار عاصمتين في السنة الواحدة حتى تصبح هذه التظاهرة حافزا حقيقيا للنهضة الثقافية كما انه سيتم مستقبلا الاهتمام بالعلماء العرب في المهجر وتطوير مكتب باريس الالكسو لدى اليونسكو، والعمل على مزيد نشر اللغة العربية في البعض مناطق الوطن العربية وفي الدول غير الناطقة بها وببلدان جنوب الصحراء بصفة عامة.