أحيل مؤخرا على المحكمة الابتدائية بتونس 6 أشخاص من بينهم صاحبة مدرسة لتعليم السياقة بجهة المنيهلة وموظف بوكالة النقل البري من اجل استغلال موظف عمومي لصفته لاستخلاص فائدة لا وجه لها لنفسه ولغيره وقبول موظف عمومي لنفسه او لغيره بدون وجه حق بصفة مباشرة او غير مباشرة لعطايا ووعود ومنافع كيفما كانت طبيعتها لفعل أمر من علائق وظيفته ولتسهيل انجاز أمر مرتبط بخصائص وظيفته والمشاركة في ذلك طبق فصول الإحالة .. انطلقت أطوار قضية الحال على إثر تفطن الوكالة الفنية للنقل البري بأريانة إلى أن إحدى المترشحات في اجتياز امتحان رخصة السياقة انتحلت هوية سيدة اخرى لتجري الامتحانات مكانها... فانطلقت الأبحاث وبالتثبت من هويتها تبين أنه سبق لها وأن قامت بنفس العملية لفائدة مترشحة أخرى مقابل مبلغ مالي، كما كشفت الأبحاث تورط صاحبة مدرسة تعليم سياقة بجهة المنيهلة وموظف بوكالة النقل البري .. وبالرجوع الى تفاصيل الواقعة فإن المظنون فيها وهي صاحبة محل لبيع المواد الغذائية بالمنيهلة تعرفت منذ 7 سنوات على شخص يدعى «صالح» كان يدير مدرسة لتعليم السياقة بدون رخصة وهو جارها وكان في عديد المناسبات يترك لها مفاتيح المحل قصد مساعدته على تعليم الحرفاء قانون الطرقات بحكم خبرتها في هذا المجال وتحصلها على رخصة سياقة منذ 2014... إلا أنه أواخر 2015 تولت السلطة إغلاق مدرسة التعليم فبقي هذا الأخير يتردد على محلها التجاري ويتواصل معها بحكم العلاقة بينهما.. وقبل حلول شهر رمضان وأثناء الحديث معها عرض عليها «صالح» فكرة اجتياز الامتحان النظري للطرقات مكان فتاة أخرى مقابل 100 دينار فطلبت منه أن يمهلها بعض الوقت، خاصة وأنها تعرف موظفا يعمل بالوكالة الفنية للنقل البري في أريانة فاتصلت بالأخير وطلبت لقاءه فأشار عليها بالقدوم الى شقته في حي النصر اين عقدا جلسة وقضت الليلة عنده وفاتحته في الموضوع وعن رغبتها في اجتياز الامتحان النظري في السياقة بدلا عن أخرى ثم عرضت عليه مبلغا ماليا إلا انه رفض.. و اجتازت الامتحان في 22 جوان 2017 خاصة وان هذا الموظف هو المشرف على عملية المراقبة وعلى علم ودراية بكونها تنتحل هوية مختبرة أخرى وبعد نجاح الامتحان تولى إمضاء الشهادة وسلمها إليها دون حديث أو طلب مقابل مادي ثم تولت تسليم الشهادة الى المدعو «صالح» الذي سلمها أموالا مقابل ذلك.. وفي مناسبة أخرى تعرفت المظنون فيها عن طريق «صالح» على صاحبة مدرسة لتعليم السياقة بالمنيهلة وأعلمتها أن لديها مترشحة ستجتاز الامتحان الكتابي وأنها تعتزم إجراء الامتحان بدلا منها ثم سلّمتها مبلغ 100 دينار...وبذلك قدرت على أن تتوجه إلى الوكالة الفنية في 18 /07/2017 علما وأن الموظف المظنون فيه والمشرف على اجتياز الامتحان هذه المرة ،لم يكن على دراية سابقة أو تنسيق أو اتفاق ثنائي أو حتى حديث معها، فاتصل بمدير مركز الامتحان واعلمه بوجود امرأة تنتحل صفة مترشحة وتحاول إجراء الامتحان مكانها فقدم مدير المركز رفقة المراقب ،قبيل الانتهاء من الامتحان، وقاما بحجز الورقة وبطاقة التعريف وإعلام الأمن وتم إلقاء القبض عليها بحالة تلبس... لكن المرأة فضحت أمره وأعلمت السلطات أنها لم تكن المرة الاولى التي تجري فيها الامتحان وأنه ساعدها مرة أولى على انتحالها لصفة مترشحة فتم إيقاف صاحبة مدرسة تعليم سياقة والموظف بوكالة النقل البري وبقية المتهمين الذين مثلوا بحالة سراح وذلك لمقاضاتهم من اجل ما نسب إليهم من أفعال، أما «صالح» فمازال بحالة فرار ..