سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارع القناص: فسحة العين والأذن يؤمنها: الهادي السنوسي.. «التك(ع) وير» العربي: في ملاعب الاقدام كرتنا مضروبة.. تحاليلنا معطوبة.. وفي «ملعب» باردو فوضى غير محسوبة!
تحتضن ملاعب روسيا مباريات كأس العالم في دورتها الحالية 2018.. ولئن يبدو من السابق لأوانه تقديم قراءة تقييمية شاملة لهذه التظاهرة فان منافسات الدور الأول تمكننا من ابداء بعض الآراء الأولية التي لن تغيرها مجريات المباريات القادمة؟ الفرق واضح! «ثنية عربي.. قصة عربي.. موعد عربي.. «كلها تعابير رائجة حيثما وجدت رائحة العربي!.. وكنا نتألم ونثور في وجه الأجنبي الذي يتفوه بمثل ما ذكرت لما فيه من تحقير لكل ما هو عربي من خلال التلميح الى ما يتصف به الفعل العربي من انعدام الدقة او الحرص على الجودة.. ولكن كلما تابع المرء احدى التظاهرات التي تسجل مشاركة منتخبات او فرق عربية إلا ويرتجّ موقفه من اتهامات الغرب ويكاد يستسلم ويسلم بما استنتجوه وسوقوه حول صورة العربي.. وحتى وان حاول التصدي لذلك فإنما من باب المكابرة وعدم الخضوع لمشيئة من يصرون على تقزيمنا!.. وأكدت نهائيات كأس العالم الحالية (روسيا 2018) ان العربي يشكو تخلفا عضويا عن ركب الكرة اليوم.. وقد شاهدنا ولاحظنا ان منتخبات عديدة انتفضت على نفسها وعلى السلم القيمي التقليدي وعبرت عن وجودها من خلال انتصارات على فرق كانت تعتبر حصونا لا يسمح حتى بمجرد الاقتراب منها.. وحدهم العرب بقوا حيث هم.. ووحدها منتخباتنا العربية ظلت تراوح مكانها ولم تقدر على مسايرة الركب فأكلت ما اكله الطبل العربي في الافراح العربية.. وما اكثرها!! لقد عجزت المنتخبات العربية عن تجاوز عتبة الدور الأول وحتى الانتصار الأول الذي حققه فريق عربي كان عربيا صافيا أي من فريق عربي ضد فريق عربي (المنتخب السعودي ضد المنتخب المصري)!.. اما ما تبقى فهو شهادات جماعية في الفشل والتقهقر رغم ما اتسمت به الدورة الحالية من تواضع في المستوى العام الذي قدمته جل المنتخبات بما فيها تلك التي تعتبر من عمالقة الكرة العالمية! لقد اثبتت المشاركة العربية ان كرتنا مريضة ومرضها يعكس حالة الوهن والارتجال وغياب التخطيط في مجتمعاتنا لذلك خرجنا بحصيلة ثقيلة من الصفعات الرنانة التي ستظل قائمة في سجلات كأس العالم ولن تمحوها الا انتفاضة حاشدة من الأجيال الصاعدة.. فهل تراها قادرة على ذلك؟... اكاد اشك!.. في انتظار ان يتحقق هذا الحلم اقترح على اهل الذكر في كرة القدم العربية ان يعيدوا النظر في طريقة الترشح الى كأس العالم بتنظيم تصفيات عربية عربية يتم اثرها اختيار المنتخبات التي تمثل العالم العربي او تكوين منتخب عربي موحد قد يجنبنا مستقبلا مثل تلك الصفعات المهينة!! العلة.. منا.. فينا.. الفريق الوطني التونسي ظهر في غاية الانسجام مع وضع الكرة العربية واكل على رأسه واطرافه ما يسد الشهية الكروية على مدى عقود! فاللاعبون والمسيرون يقودهم وديع الجريء والمدرب نبيل معلول.. كلهم نالوا ما لم ينالوه على امتداد مسيراتهم من «التكريم» الأهلي والإعلامي.. الاعلام بمختلف مكوناته «شاخ» وداخ بسبب هذه الفرصة ليكشف بطولاته وصولاته وجولاته ضد هذا وذاك وقد بلغ به الامر لملء الفراغ الذي يشكوه حد الاهتمام ب»شلاكة» المذيع مبعوث التلفزة التونسية!.. فأي تشليك بعد هذا التشليك للفعل الإعلامي.. فعوض الاهتمام بما قدمه الشاب محمد علي بوزقرو من مراسلات حية لم يجدوا غير «شلاكته» لينصب عليها التركيز والتعليق والتحليل العليل! لن اتحدث عن الاتهامات الموجهة الى المدرب والى رئيس الجامعة وغيرهما من قبل بعض الجهابذة الذين اتى بهم زمن الفراغات في مختلف الاختصاصات والمستويات؟! اعترف ان «الدّاودي» أي الصفعة الرنانة التي اكلناها في روسيا موجعة جدا وان الضربة تبرك الجمال فما بالك بالرجال.. الا ان كل ذلك الألم لا يدفع في نظري الى كل تلك الهستيريا التي استبدت بنا وأخرجتنا في ثياب الثكالى اللاتي يندبن حظهن العاثر. نحن ككل المتوسطيين لا نعترف بالإنصاف.. «فإما الكل وإما بلاش».. يعني اما أن نعشق بجنون وإما أن نكره بجنون وفتون.. نحن على طرفي نقيض مع الرصانة التي تدفع الى تحليل الأمور وتدبر المحظور والخروج من الظلمات الى النور. انه من السهل علينا ان نضرب كفا بكف وان ننخرط في تعديد الهفوات والاخطاء وصلب الأسماء والدعوة الى الضرب بشدة على ايدي المتخاذلين الجبناء.. وهات من هذا الكلام الذي يشعل القلوب ويحرق الاعصاب! ولكن الى اين سيوصلنا هذا المسلك وهل به نبلغ الأهداف ونرفع الكؤوس على الاكتاف؟! صحيح ان من حقنا ان نغضب وان نعبر عن عدم رضانا عما قدمه المنتخب في روسيا ولكن من واجبنا أيضا ان نعين على معالجة الوضع.. والاعانة تتمثل في توضيح المسالك لتجنب المهالك.. فبداية العلاج في تحديد المرض. وامراضنا الكروية متعددة ومتنوعة ولا مجال لإلقائها على كاهل المنتخب او مدربه او مسؤوليه فقط! كرتنا مريضة بفقر مدقع في الخامات وعلة في الإحاطة والتسيير.. ويتجلى ذلك في اهمال التكوين والتعويل بصفة مكثفة على التوريد بما انعكس سلبا على الأداء العام وعلى الأخص على قطاع الهجوم! واذا اضفنا الى ذلك تضافر عدة عوامل غير منتظرة كإصابة بعض اللاعبين في الفترة ذاتها فان ما حدث يصبح عاديا في منظور العارفين.. الا ان ذلك لا يخفي طبعا أخطاء تقديرية يتحمل وزرها المدرب الوطني ومحيطه كعدم التعويل على عدة عناصر كان بإمكانها تقديم الإضافة للمجموعة على غرار العكايشي والصرارفي وغيرهما والتعويل على بعض اللاعبين محدودي الإمكانات والتمسك ببعض المحترفين الذين لم يقدموا شيئا يذكر على امتداد تعاملهم مع المنتخب.. كل هذه العوامل أدت رغم الإحاطة المادية والمعنوية التي وفرتها الدولة الى النتائج الهزيلة التي نعرف.. والحل؟.. ليست هناك وصفة سحرية بإمكانها ان تجعل الفأر اسدا.. ولكن هناك حلولا عقلانية تؤدي الى عرين الأسود. ولعل افضل الحلول يتثمل في عدم التركيز على خيبة روسيا واعتبارها محطة كشفت لنا عيوبنا قبل المحطات القادمة. واعتقد ان عامل الوقت لا يتيح لنا مجالا واسعا للتفلسف والتنظيم بقدر ما يدعونا الى انتهاج سياسة واقعية تراعي الموجود دون اهمال المنشود. ان الفريق الوطني شأن عام يهم كل الفئات لكن من الواجب ان ننأى به عن السياسة.. فاذا دخلت السياسة من الباب تخرج الرياضة من النافذة. وان خير الوسائل ما يعالج النقائص ويقدم البدائل مع التغاضي عن ردود الفعل المتشنجة التي لا تساهم الا في تعميق الازمات وكم نحن في غنى عنها في هذا الظرف بالذات.. لقد ادركنا جميعا حجم امراضنا واسبابها وبذلك سهلنا على انفسنا معالجتها.. فلنبدأ بأنفسنا وسيأتي الفرج.. لا محالة وبدل البحث عن كبش فداء لخيبات كرتنا في شخص او هيكل معين فان العقل يقول كلنا في قلب المعمعة.. الأندية.. المسيرون.. الجامعة.. والاعلام؟.. ومني عليكم السلام.. حوار الكراسي الفارغة! ومن ملاعب الاقدام الى فضاءات الكلام.. وبالتحديد الى «ملعب باردو» أي تحت قبة البرلمان حيث تعدد ت مظاهر «الهزان والنفضان» والوقوع في زلات اللسان وسيء البيان! لقد لاحظنا ونبهنا الى تفشي بعض الممارسات في فضاء يفترض ان يكون مثالا للمنبر المنير يقتدي به الكبير والصغير!.. فما زالت ترن في الاذان تلك العبارات المعهينة التي توجهت بها احدى النائبات الى رئيس المجلس وغيرها من المداخلات الخارجة عن كل الضوابط.. وقد انتظرنا ان يقوم «علية القوم» المسار وان يتداركوا الامر.. ولكن استمرت الحال ولم تتغير الاقوال ونحن نتابع بالكثير من الاستغراب ما يجري تحت تلك القبة عبر القناة الثانية للتلفزة الوطنية.. لقد دأبت هذه القناة على نقل مداولات المجلس من باب الحرص على الشفافية وتمكين المواطن من متابعة ما يجري ولكن ليتها لم تفعل! فباستثناء بعض الجلسات فقد اتسمت المداولات البرلمانية بعدة سلبيات اقتصر على ذكراثنتين منها.. تتعلق الأولى بخروج بعض النواب عن النص والدخول في مواضيع لا علاقة لها بالمسائل المدرجة في جدول اعمال المجلس كالاهتمام بساعة الوزير (النائب ياسين العياري) والتعليق على أجوبة الوزير (النائبة سامية عبو) والتوجه الظاهر لبعض المداخلات الى الموجهات السياسية من باب الاعتراض على الاخر بصفة الية وانصر رفيقك في كل الحالات!.. وتتمثل السلبية الثانية في ظاهرة الكراسي الفارغة التي أصبحت ممارسة شبه قارة!.. فكيف تتم دعوة احد أعضاء الحكومة للمساءلة فيما يتغيب جل النواب باستثناء بعضهم ممن يتناولون الكلمة وفيهم من لا ينتظر أجوبة الوزير ويغادر القاعة وكأن الامر لا يعنيه من قريب او بعيد! فلماذا اذن استدعاء الوزير او غيره ثم محاورته بالكراسي الفارغة!.. انها قمة المسؤولية.. وكفى.. زقزقة: سايس *قال لطفي العبدلي: لن اسايس على السياسيين.. ** قالت العصفورة: لا داعي للتعب يا لطفي.. فأهل السياسة لا «يسايسون» على بعضهم البعض ولا يحتاجون خدمة خارجية لتعينهم على البلية.. المهم سايس على روحك شوية..