جمعتني الصدفة منذ أيام بالقرية المتوسطية برادس بمجموعة من الرياضيين في العاب القوى في كل الاختصاصات وهم من خيرة الأبطال الذين رفعوا الراية الوطنية في المحافل الدولية ولما تجاذبت معهم أطراف الحديث وهم الذين يقيمون بمركز العاب القوى كنت أعتقد أنهم في أحسن حال باعتبارهم من صفوة الرياضيين في ألعاب القوى الا أنهم فاجأوني بالظروف الصعبة التي يتدربون فيها وخاصة لما علمت أن الواحد منهم يتقاضى 200 دينار في الشهر وهي لا تكفي حتى كمصروف الجيب ومع ذلك لا يتحصلون على هذه المنحة إلا بعد أشهر وكدليل على ما أقول أنهم في انتظار هذه الحفنة من الدنانير منذ 5 أشهر علما وأن البعض من هؤلاء الأبطال متخرجون من المعاهد العليا للرياضة أي أنهم أساتذة تربية بدنية وينتظرون انتدابهم للعمل والأدهى والأمر أن البعض منهم من عائلات متواضعة لا تتوفر لها الامكانيات وهنا تساءلت بيني وبين نفسي كيف لهم أن «يعيشوا».. وكيف لهم الاستعداد للمواعيد الدولية التي تنتظرهم والحال أن الواحد في كرة القدم يتحصل على مئات الملايين للامضاء والمرتب الشهري أكثر من 10 آلاف دينار ويصل أحيانا إلى أكثر من 100 ألف دينار وطبعا شتان بين «كوارجي» يتحصل على الملايين.. وبين بطل أولمبي وعالمي في العاب القوى ينتظر 200 دينار في الشهر لسد الرمق ومجابهة مصاريف الحياة.. وعلى هذا الأساس لابد لوزارة شؤون الرياضة والشباب النظر في هذه المسألة وعلى الجامعة التونسية لألعاب القوى فتح هذا الملف من أجل عناية أفضل ورعاية أحسن لأبطالنا المتألقين في هذه الرياضة حتى لا يعيشوا الخصاصة والحرمان وخوفا عليهم من «الحرقة» عندما يسافرون إلى الخارج.. أليس كذلك؟؟