Selimrabaaoui@yahoo. fr بادئ ذي بدء نعترف ان أنواع الرياضة كالجنس البشري والدين لا دخل لنا فيها... فنحن نولد على الفطرة وآباؤنا يختارون لنا طريقنا في أغلب الأحيان إضافة الى المحيط العام سواء للعائلة او الحومة او المجتمع... أو حتى حالة الجسد كالطول والقصر وغيرها.. وبالتالي ليس ذنب أحد ان يذهب في اتجاه رياضة ما، لا مداخيل فيها ولا تشجيعات... ولا أحلام... ولا هم يحزنون وهنا يقفز أمامنا السؤال: هل أننا نتعامل مع متعاطي الرياضات على اختلافها بنفس المنطق ونفس المبدإ ونفس الجزاء ونفس العقاب.. أم أننا مهما اجتهدنا سنخطئ في الحساب؟ ما دفعني الى هذه الديباجة اطلاعي على الأرقام المالية التي تحصّل عليها ابطالنا في مختلف الرياضات تكريما لهم على روحهم الوطنية وصدقهم في رغبة إعلاء الراية التونسية في مختلف المحافل الدولية... ولا أخفي عليكم ان المفاجأة نزلت على رأسي نزول الصاعقة عندما علمت ان «بطل» الجيدو «أثقل» من «بطل» الشطرنج.. وان «بطل» الكرة أهم من «بطل» ألعاب القوى.. وان أبطال الرماية والدراجات والكرة الحديدية والتايكواندو والكاراتي والبيزبول أقل درجة من أبطال القدم واليد والسباحة والسلة و..و.. من يقول غير هذا الكلام عليه ان يعود الى جدول المنح التي تم رصدها لمختلف الأبطال في مختلف الرياضات ليتأكد ان «بطولة افريقيا» في الرماية ليست بنفس «الكرامة» مع «بطولة افريقيا» للجيدو... وان كسب ورقة العبور الى المونديال في كرة السلة ليس بنفس المعيار مع كسب نفس الورقة في تنس الطاولة... وحتى لا أدوّخكم أكثر سأكشف لكم بعض الارقام التي تم اسنادها كمنح تشجيعية لنخبة من رياضيينا من مختلف الرياضات فلاعبو الكرة الطائرة ولاعبو كرة السلة كسبوا ترشحهم الى المونديال عبر المرتبة الثالثة ورغم ذلك تحصل كل لاعب على أربعة آلاف دينار وكل مدرب ومدير فني على ستة ملايين في حين بلغنا ان كل عنصر من عناصر منتخب اليد نال منحة ملكية جراء الحصول على بطولة افريقيا للأمم ومثلهم تحصل مدربوهم ومديرهم الفني في وقت تحصل فيه ابطال آخرون من رياضات أخرى على أرقام مالية أقل ما يقال عنها انها لا تليق بهذا العصر بالإنجاز الذي تحقق... فعناصر التايكواندو مثلا ممن تحصلوا على الذهب الافريقي نال كل منهم ألف دينار (!!) وممن تحصل على الفضة نال 800د.. والمتحصل على البرونز منحوه 500 دينار... في حين بات المدرب والمدير الفني على الخواء.. بربّكم هل هذه منح تشجيعية لأبطال تحدّوا إعاقاتهم الذهنية وظروفهم الاجتماعية عندما اختاروا هذه الرياضات دون غيرها وهل بهذه النوعية من المنح نتحدث عن تشجيع المواهب وتقدير الرغبة في رفع راية الوطن... وهل بمثل هذه المنح التي يعتبرها الغير «مصروف جيب» يمكن ان نحوّل وجهة الشاب التونسي الى رياضات مستهدفة ونقطع عنه الشغف المجنون بالكرة؟؟؟ كلمة «التكريم» يجب ان تنضح برائحة الكرامة... ومن مكوّنات هذه الكرامة ان نقدّر حق قدر العرق المهدور من أجل تونس سواء كان في الغولف.. أو رمي المطرقة..