افتتح الفنّان السّوري ناصيف إلياس زيتون ليلة الإثنين جولته في مهرجاناتنا الصّيفيّة من خلال أولى حفلاتها التي انتظمت على ركح مسرح الهواء الطّلق الجديد والتي سجّلت حضورا جماهيريّا كبيرا تجاوز حدود الثلاثة آلاف متفرّج معظمهم من الشبّان والشّابات الذين استمتعوا وقضّوا أوقاتا طيّبة ورائقة رفقة فنّان شابّ جمع بين جمال صوته الجبليّ ووسامته التي ساهمت بشكل كبير في انتزاع إعجاب العدد الكبير من المعجبات وأسر قلوب عديد المراهقات. افتتح ناصيف برنامج سهرته بأغنية «شو حلو» ثمّ غنّى «كلّو كذب» وأغنيته المشهورة «مش عم تضبط معي» و«مانو شرط» و«قدّها وقدود »ومجموعة من أحلى ما غنّى خلال مسيرته الفنيّة القصيرة وما ضمّته ألبوماته القليلة وهو ما أضفى تناغما وتماهيا بين الفنّان وعشّاقه وساهم في اشتعال الأجواء على المدارج فتعالت أصوات وصيحات المعجبات اللاّتي هتفن طويلا باسم الشّاب السّوري وأظهرن حفظا وسيطرة على أغلب ما غنّى وهو ما مثّل مفاجأة سارّة دفعت به إلى الإنسحاب والتخلّي عن الغناء في أكثر من مناسبة ليفسح المجال لجمهوره لأخذ الرّيادة في الغناء والرّقص ثمّ يعود من جديد ويأخذ بزمام الأمور فينتقي ما رآه كفيلا بتعديل نسق السّهرة وضبط محرار التّفاعل وإعادة الهدوء إلى المدارج بعد أن تمكّنت شابّتان من مراوغة أعوان الحراسة بخفّة ورشاقة ومن اعتلاء الرّكح . كما غنى ناصيف «نامي على صدري» و «مجبور» و «والله لحطّك جوّات عيوني» فضلا عن أغنيتي «هي اللي غمزتني» وأغنية «صوت ربابه» شعر فادي مرجان وتلحين فضل سليمان التي طغى عليها الجانب الرّومانسي العاطفيّ وهو ما خلق أجواء حميميّة فوق المدارج بين عدد من الأزواج والعشّاق الذين أسهبوا في التّعبير عن مشاعرهم من خلال لحظات من العناق .. الشيء الذي أحرج بعض الحضور فيما مثّلت أغاني «عندي قناعة » و«بربّك» و«على أيّ أساس» و «ما ودّعتك» وأغنية «تجاوزت حدودك» العناصر المؤثثة للشّطر الأخير من سهرة تميّزت بنجاح جماهيريّ كبير قابلته صعوبات تنظيميّة خلقت عديد الإشكاليّات بما فيها التّقنيّة التي أثّرت على نوعيّة الصّوت وجعلت ناصيف يتدخّل في أكثر من مناسبة ويطلب من المشرفين على التّقنيّات الصّوتيّة الحطّ من مستوى رجع الصّوت (Retour ) الذي طغى على صوته واضطرّه إلى الغناء في طبقة عالية ما كانت متاحة له لولا ما يمتلكه من قدرات صوتيّة محترمة مكّنته من بلوغ شاطئ الأمان بسهرة ستبقى إحدى المحطّات الإستثنائيّة في مسيرته الفنيّة.