ضمن سهرات مهرجان سوسة الدّولي، احتضن مسرح الهواء الطّلق ببوحسينة مساء أوّل أمس الأحد حفلا فنّيا ساهرا للفنّان الملتزم مارسال خليفة الذي كان مرفوقا بنجله رامي خليفة على «البيانو» وعازف الإيقاع «باتري» ايموريك وستريتش بحضور جماهيريّ محترم تجاوز حدود الألفي متعطّش للكلمة الرّاقية واللّحن المناضل. وقد استهلّ مارسال برنامجه بأغنية توجّه من خلالها بتحيّة إلى أمّهات الشّهداء يقول مطلعها «ياحادي العيس سلّملي على إمّي.. واحكيلها ماجرى واشكيلها همّي ..» واحتفاء منه بتواجد عدد من الأطفال فقد خصّهم خليفة بأغنية «كانت الحلواية» و»يا بوليس الإشارة» التي خلقت كلّها أجواء من التّفاعل الرّاقي بين الفنّان وجمهوره الذي أبدى التزاما ونضجا فصفّق وغنّى متى وجب والتزم الهدوء وحسن الإصغاء متى استوجب المقام ذلك سواء في حضرة معزوفة «صرخة» التي أهداها لأرواح شهداء تونس أو عند آداء قصيدة «آخر اللّيل» التي اعتبرها مارسال خليفة «قصيدة ملتزمة تحرّر نفس الإنسان قبل تحرير الأرض.. فللثورة وجهان وجه للخبز وآخر للورد والحبّ «وباعتباره حاملا لهموم ومشاغل الوطن والوطن العربي عموما وتفاعلا مع ما تشهده عديد الأوطان العربيّة من وجع ودمار فقد غنّى لسوريا والعراق واليمن وفلسطين «جواز سفر» وأردفها بمعزوفة موسيقيّة وصفها بالجنائزيّة أظهر خلالها نجله رامي وعازف الإيقاع إيموريك مهارة فائقة وسيطرة واضحة على آلتي «البيانو» و»الباتري» فحظيا بتشجيع جماهيريّ كبير وقبل أن يتحف جمهوره بأغنية «يا تونس الحرّة « في مقام الرّاست كلمات آدم فتحي وألحان صاحب العود والتي يقول مطلعها «غنّي لصباح جديد غنّي.. هنّي الشّهيد بوليد هنّي.. يا أجمل المواعيد بين الفرح والعيد.. يا شعب لمّا يريد يا تونس الحرّة «عاد مارسال إلى خزينته الغنائيّة فانتقى منها رائعة «أحنّ إلى خبز أمّي» و»منتصب القامة أمشي» وأغنية «يا بحريّة» التي مثّلت محطّة نهاية سهرة فنّان مايزال يناضل بالكلمة رغم ما يجده من تضييقات استعرض جانبا منها خلال النّدوة الصحفيّة إلاّ أنّ ايمانه قويّ بأنّ فنّه قادر على تجاوز كلّ الحدود وكسر القيود لبلوغ المقصود.