كانت أغنية «تونس الحرة» التي كتب كلماتها الشاعر التونسي آدم فتحي، ولحنها مارسيل خليفة في مقام «الراست»، مفاجأة صاحب «أحنّ إلى خبز أمي» وهديته إلى تونس في حفله أول أمس بمهرجان الحمامات. تونس (الشروق) احتضن مسرح الهواء الطلق بالحمامات، مساء أول أمس الخميس 19 جويلية 2018 حفلا للفنان اللبناني الملتزم مارسيل خليفة، الذي رافقه كل من نجله رامي خليفة على «البيانو» وعازف الإيقاع (الباتري) ايموريك وستريتش، على ركح مسرح مهرجان الحمامات الذي يعود إليه مارسيل بعد 13 سنة من الغياب. واستهل مارسيل خليفة عرضه بأغنية عن الأم يقول مطلعها «يا حادي العيس سلملي على إمي.. واحكيلها ما جرى.. واشكيلها همي» أهداها لأمهات الشهداء قبل أن يهدي شهداء تونس معزوفة بعنوان «صرخة»، ولأنه تحدث عن مفاجأة في الندوة الصحفية الملتئمة مؤخرا بمدينة الثقافة، كان الجميع في انتظار هذه المفاجأة، والتي قدمها صاحب «جواز السفر» كالآتي: «سأغني اليوم لأول مرة أغنية تونسية كتبها الشاعر آدم فتحي، وسأحاول أن أؤدي اللهجة التونسية الصعبة لذلك لا تحاسبوني اليوم». الأغنية التونسية التي حملت إمضاء آدم فتحي في الكلمات ونجم الحفل في الألحان، وتحديدا في مقام الراست، يقول مطلعها: «غنّي لصباح جديد غنّي.. هنّي الشهيد بوليد هنّي.. يا أجمل المواعيد بين الفرح والعيد.. يا شعب لمّا يريد يا تونس الحرّة»... هذه الأغنية أداها مارسيل وعزفها بمفرده على عوده، وتفاعل معه جمهور مهرجان الحمامات، الذي كان راقيا، ومنصتا لنجم الحفل، فقد غنى الجمهور مع مارسيل متى طلب هو ذلك، وصمت لما طلب منه الصمت في أغنية «أحنّ إلى خبز أمي»، وصفق لما وجب التصفيق، وزغردت الحاضرات لما طلب مارسيل ذلك، وهذا الانضباط الجماهيري رافقته متعة بسماع نجم الأغنية الملتزمة العربية، في أغانيه المعروفة خاصة «الحلواية» و«يا بوليس الإشارة» وكلاهما للأطفال، و«خبز أمي» و«منتصب القامة» و«جواز السفر» و«يا بحرية» التي كانت مسك ختام الحفل. وجدير بالذكر أنه إلى جانب الأغاني التي أمتع بها مارسيل خليفة جمهوره، استمتع الجمهور الذي غصت به مدارج مسرح الحمامات، بالأداء، الذي أقل ما يقال عنه إنه رائع، لنجل مارسيل، الفنان رامي خليفة، الذي أمتع الجمهور بعزفه الخاص والمميز على البيانو حتى أن البعض علّق على عزفه بالقول، إنه كاد ينطق البيانو، إذ لديه مهارة كبيرة، واحساس أكبر وهو يداعب كل تفاصيل البيانو، وإلى جانب ذلك كان الانسجام بينه وبين عازف الإيقاع، كبيرا ومبهرا، لتميز كلاهما في العزف على آلته، وهذا لا يلغي العزف المميز كذلك لنجم الحفل على آلة العود. عموما سهرة شيقة وممتعة زادها نسيم البحر الذي يطل عليه مسرح الحمامات متعة ومؤانسة، علما وأنه من بين من حضر الحفل، وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين والشاعر الكبير آدم فتحي، الذي استمتع بسماع كلماته من فنان يجمعه به الالتزام بقضايا الوطن والوطن العربي عموما وبالقضية الأم، القضية الفلسطينية.