لندن (وكالات) حذر رجل دين إيراني كبير الولاياتالمتحدة أمس من أنها إذا هاجمت إيران فسيتم استهدافها واستهداف حليفتها إسرائيل، وذلك مع تصاعد حرب كلامية منذ إعادة فرض عقوبات أمريكية على طهران. وقال أحمد خاتمي أثناء صلاة عيد الأضحى في طهران أن عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إجراء محادثات مباشرة مع زعماء إيران غير مقبول، إذ يريد الرئيس الأمريكي أن تتنازل طهران عن برنامج الصواريخ ونفوذها الإقليمي. ونقلت وكالة ميزان للأنباء عن خاتمي قوله «يقول الأمريكيون: يجب عليكم القبول بما نقوله في المحادثات. هذا ليس تفاوضا بل ديكتاتورية. ستقف الجمهورية الإسلامية والأمة الإيرانية في وجه الديكتاتورية». وأضاف «ثمن حرب مع إيران باهظ جدا بالنسبة لأمريكا. يدركون أنهم إذا ألحقوا أقل ضرر بهذا البلد... فسيتم استهداف الولاياتالمتحدة وحليفها الرئيسي في المنطقة.. النظام الصهيوني». ولم يحدد خاتمي القوات التي ستشن مثل هذه الهجمات، لكن إيران قالت إنها قد تستهدف مدنا إسرائيلية بصواريخها إذا تعرضت لتهديد. ولإيران أيضا وكلاء في المنطقة بينهم جماعة «حزب الله» اللبنانية. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني أول أمس إن بسالة جيش الجمهورية الإسلامية هي ما منع واشنطن من مهاجمة البلاد، وتعهد بتعزيز قوة الجيش. وأعادت الإدارة الأمريكية فرض عقوبات على إيران هذا الشهر بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم بين قوى عالمية وطهران في 2015، قائلة إن الاتفاق متساهل جدا مع إيران ولن يمنعها من تطوير قنبلة نووية. وفرضت واشنطن عقوبات جديدة تستهدف صناعة السيارات الإيرانية وتجارة الذهب ومعادن ثمينة أخرى ومشتريات طهران من الدولار الأمريكي. وقال ترامب إن الولاياتالمتحدة ستفرض حزمة أخرى من العقوبات، ستكون أقوى، في نوفمبر تشرين الثاني وتستهدف مبيعات النفط الإيراني وقطاع البنوك. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون لوكالة الأنباء رويترز أمس إن ترامب يرغب في فرض أقصى الضغوط على إيران. وأضاف «يجب ألا يكون هناك شك في رغبة الولاياتالمتحدة في حل المسألة سلميا لكننا مستعدون تماما لأي احتمالات من جانب إيران». وقال نائب الرئيس الإيراني أمس إن الولاياتالمتحدة وإسرائيل «ألد أعداء الجمهورية الإسلامية قد سببا مشاكل اقتصادية لكن إيران ستتغلب عليها بمساعدة حلفائها وديبلوماسيتها الذكية». وقال نائب الرئيس إسحاق جهانجيري لوكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الرسمية «صادرات إيران وعائداتها النفطية مستقرة وليس لدينا أي مشكلة في توفير السلع الأساسية للشعب». واندلع عدد من الاحتجاجات في الشهور الأخيرة بسبب ارتفاع الأسعار وعدم دفع الرواتب وارتفاع معدل البطالة وانقطاع التيار الكهربائي. ورفض الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي عرض ترامب لإجراء محادثات غير مشروطة بشأن اتفاق نووي جديد، ما دفع ترامب ليقول لرويترز في مقابلة يوم الاثنين الماضي إنه لا يعنيه إتمام هذا اللقاء من عدمه. مكتب حقوق الانسان الأممي في جنيف: العقوبات الأمريكية ضد إيران «غير شرعية» جنيف (وكالات) وصف مكتب حقوق الإنسان، التابع للأمم المتحدة، في مدينة جنيف، العقوبات الأمريكية ضد إيران بأنها "غير شرعية وضارة". جاء ذلك في بيان لمدير المكتب التنفيذي لمكتب حقوق الإنسان، إدريس جزائري أمس للوقوف على التأثيرات السلبية للعقوبات على الشعوب. وقال جزائري، في بيانه، "العقوبات غير الشرعية والضارة تدمر اقتصاد إيران وعملتها المحلية، وتؤدي إلى غرق الشعب (الإيراني) في الفقر، كما تجعل (أسعار) السلع المستوردة صعبة التحمل". وتابع: "لابد ألا تؤدي العقوبات إلى معاناة الشعوب البريئة". وفي 6 أوت الجاري، أعادت واشنطن فرض أول حزمة من العقوبات الاقتصادية ضد إيران، واستهدفت بشكل أساسي القطاع المصرفي، بما في ذلك شراء الحكومة الإيرانية للدولار الأمريكي، وتجارة الذهب، ومبيعات السندات الحكومية. وجاءت العقوبات بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي مع إيران والدول العظمى في ماي الماضي. وفي هذا السياق، تساءل "جزائري" ما إذا كانت الولاياتالمتحدة ستوفر الأغذية والأدوية لملايين الإيرانيين الذين لم يعودوا قادرين على الوصول إلى تلك السلع (بسبب العقوبات). وأضاف: "يثير النظام الحالي (للعقوبات) الشكوك والغموض، ويجعل من المستحيل على إيران استيراد هذه السلع الإنسانية التي هي في أمس الحاجة إليها". وأردف بالقول: "هذا الغموض قد يؤدي إلى وفاة صامتة في المستشفيات بسبب نفاد الأدوية، وبعيدا عن أعين وسائل الإعلام الدولية". كما طالب "جزائري" الولاياتالمتحدة ب "إثبات التزامها بإدخال السلع الزراعية والأغذية والأدوية، والأجهزة الطبية إلى إيران غبر خطوات واضحة تضمن أن البنوك والمؤسسات المالية والشركات الإيرانية سيكون مسموحا لها بشكل حر وعاجل تنفيذ المدفوعات والواردات ذات الصلة (بالسلع الإنسانية)".