سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارع القناص: فسحة العين والأذن يؤمنها: الهادي السنوسي.. بين مجاملات اللسان وتجاوزات الميدان: برامج شعارها الشكر المباح.. علياء في دائرة الصياح.. والسعيداني يُطيح بالأماني!..
سكت «العلوش» بفعل فاعل وغابت البعبعة بعد ان كانت سيدة الموقف ونشطت الأضراس وأدعو للجميع بالسلامة من الكولسترول وأوجاع الرأس.. ومقابل صمت البعباع عادت الحياة الى بعض المسالك ومنها البلاتوهات المرئية وملاعب الكرة التي استعادت، أو هكذا يبدو لأصحابها، بعض الحيوية.. فكيف كانت العودة؟ وماذا قدم أبطال الكلام والأقدام؟.. يعيشك.. برشه.. جدا! آلو.. شكون معايا؟ معاك شكّارة العروسة من سوسة.. مرحبا بك. وبكل أهالي سوسة نحب نحييك ونشكرك.. يعيشك.. ونشكر المخرج.. يعيشك.. ونشكر الكاميرامان.. يعيشك ونحيي الضيوف يعيشك.. ونحيي الجمهور يعيشك ونشكرك برشه برشة على ها المداخلة الحلوة برشة.. برشة وأكتفي بهذه القطيفة من إحدى المكالمات الهاتفية اليومية التي تقدم على قنواتنا التلفزية.. لقد تابعت أياما وليالي برامج التلفزة واستحسنت بعض المحاولات المجددة إلا أن ذلك لم يحجب سلبيات عديدة تجلت بالتدقيق في مستوى الحوارات وما يأتي على ألسنة المذيعات وخرجت في النهاية بالاستنتاج نفسه: تتغير الوجوه والأسماء واللغة واحدة والأسلوب واحد! كلهن يبدأن بالمقدمة ذاتها ويحاورن ضيوفهن في الأستوديو بطريقة: ما الجديد؟.. ماذا تقصد.؟. وماذا تعني.؟. وماذا أعددت للمستقبل.؟. الى آخر تلك الميمات المميتات. كلهن يستعملن الهاتف بالطريقة التي قرأتموها في ناصية هذه الفقرة.. مع كل كلمة «يعيشك».. ومع كل فاصلة «برشة» ومع كل نقطة «جدا»! فكلهم «عايشون برشه» وكل الاعمال رائعة جدا هايلة جدا.. جدا»! ما هذا الفقر اللغوي؟ وما هذا العجز عن إغناء المدونة المستعملة؟ أليس لهؤلاء غير شهادة «برشة ويعيشك» الممهورة بملاحظة.. رديء جدا؟! إن المطلوب من جماعة «برشه» أن يدخلوا المسالك «الحرشة» أي أن يجتهدوا قليلا وأن يخرجوا من جبة المستهلك المبتذل.. ففي مدونتنا اللغوية ما يمكننا استعماله من دون الحاجة الى الاجترار والتكرار.. رجاء.. غيّرن أسلوب التحاور وأغنية الترحيب الآلي بطريقة الخوالي.. لقد جعلتن من البرامج مساحة لجلد المشاهدين لو تابعها المرحوم الممثل القدير سليم محفوظ لردد متهكما قولته الشهيرة «لا.. حلو.. حلو.. برشه!» يعيشكن يا بنات.. وربي يخليكن لأمهاتكن اللاتي يخمسن عليكن في كل الأوقات.. نظفن ألسنتكن من تلك العبارات وجددن مدونتكن بجميل الكلمات.. وقبل أن أختم.. أقترح على إدارة تلك القنوات تحفيزا للهمم تخصيص جائزة تشجيعية لمن تتمكن من تحاشي استعمال تلك الكلمات الثلاث (يعيشك.. برشه.. جدا) على امتداد برنامجها.. أراهنكن وأضيف جائزة من عندي لأنني أحبكن برشه.. برشه.. جدا.. جدا.. علياء والضوضاء تابعت قبل مدة علياء بالعيد في بعض المنوعات.. فما عرفتها.. اعدت النظر مرارا وتكرارا لأتأكد ان أذني لم تخني وان الصوت صوتها.. ولكن «لوكها» ليس لها! علياء غيرت شكلها تغييرا جذريا وحولت وجهتها الى خارج المنشإ. لقد قرأت علياء كف الحاضر واستقرأت خطوط الآتي ورأت في ما رأت ان المستقبل للبهرج والهرج والمرج.. فلبست ما قصر ولونت الشعر وغنت ما اختصر وحرك الخصر! سبحان مبدل الأحوال.. لقد عرفت علياء منذ كانت تلميذة بمعهد بن عروس ووجدت في صوتها وشكلها الفنانة الكاملة التي تفرض الاحترام صوتا وصورة.. لقد منحها الله الموهبة والقدرة على الأداء ما يجعلها في غنى عما يأتيه غيرها من حركات وتشنجات انزياحية (بلغة الشعراء) لتغطية ضعفهن وفقرهن المدقع على مستوى التطريب.. عرفت علياء على امتداد مسيرتها بأداء رائع الكلمات وجميل الأغنيات وعذب الألحان واجتهدت في التنويع ولكنها بقيت محتفظة برصانتها في الاختيار والظهور. فما الذي دفعها الى هذا التغيير المفاجئ ب180 درجة؟ ومن نصحها بانتهاج ذلك الأسلوب الذي يعتمد الصياح غير المباح وإحداث الهرج والتشويش؟ ماذا تقصد علياء بهذا «اللوك» الفني الجديد؟ فاذا كان ذلك بداعي مسايرة التيار فإنها تخطئ في تقديرها لأنها تطمس ما اتته صورتها الناصعة كمطربة ملتزمة بفنها الرفيع مهما تقلبت الاوضاع! احباء الطرب يتمنون ان تبقى علياء في الخانة التي وضعت نفسها فيها وان تدرك ان الفن لا يحتفظ الا بأسماء الصامدين في محرابه. علياء.. كوني كما انت.. وكفى! كرتنا تعاني في مهب الأماني من فضاءات الكلام والانغام اتحول الى ملاعب الاقدام التي شهدت ضربات البداية ومعها انطلقت مزايدات الغواية فقد عرفت البداية انطلاق الشرارة الأولى من ملعب بنزرت حيث عاد ثانية المسؤول الأول عن النادي الى التصريحات المشعلة للنيران التي احترقت بها كرتنا خلال الموسم الماضي على وجه الخصوص. لن اعود الى ما جاء على لسان السيد عبد السلام السعيداني ولكني سأكتفي بالتعبير عن بعض الاماني عسى ان تلقى صدى إيجابيا لدى كل المعنيين بها.. هي امنيات صغيرة ذات تأثيرات كبيرة داعيا المولى ان يهدي رياضيينا الى أقوم السبل للخروج من دائرة الظل التي دخلتها الكرة عندنا: أتمنى ان يقف المسؤولون وقفة محاسبة للذات وان يغيروا أساليب تصرفهم بالابتعاد عن مسرحيات التهريج والضجيج التي عودونا بها في الموسم الماضي وما سبق وان ينزعوا عنهم جبة الثورة التي يحاول بعضهم ارتداءها بحثا عن بطولات وهمية وان يتخلوا عن عنتريات لم يعد لها مكان في فضاءاتنا. أتمنى ان يدرك اللاعبون ان زمن النجومية الزائفة قد ولى وانتهى ولن يعود منه ما مضى وان الجمهور لا يؤمن بغير الفعل الجاد والرأي السداد بالاعتماد على الجهد الوقاد والعرق المدرار واحترام الصغار والكبار. أتمنى ان يرتفع الحكام عن كل الحسابات بالابتعاد عن مواطن التأثير والمؤثرات.. وان ينأوا بأنفسهم عن حلقات التقطيع والترييش وأجواء الإغراءات والبقشيش وذلك درءا للاتهامات والتأويلات وألا يجعلوا سلطانا عليهم غير ضمائرهم وقوانين اللعب.. كره من كره واحب من احب.. أتمنى ان يثوب الجمهور الى رشده ويحترم اصله وفصله وان يدرك حقيقة دوره في التحفيز والتشجيع بدل الفعل الوضيع وان يريحنا من مجموعات الضغط المستوردة وان يحترم الفرق جميعها فهي تونسية المنبت والهوى.. حتى لا تذهب كرتنا مع الهواء كذرات الهباء.. أتمنى على الهياكل الرياضية في مختلف المستويات ان تتصرف كمؤسسات وطنية جامعة لا تجامل أي طرف او جهة ولا تأخذ حق احد لتهديه الى من لا يستحق وان تجعل القانون سيد مواقفها وداعم قراراتها.. أتمنى ان نعمل كإعلاميين على ممارسة حقنا في التعبير الحر في كنف الحيادية التامة وان نتصدى لكل محاولات الاحتواء والتدجين وان نرفض تحويلنا الى كتبة لدى مسؤولي النوادي او أي هيكل اخر.. وأود ان اختم بالدعاء لفرقنا ونخبنا الوطنية بالنجاح في مشاركاتها القارية والدولية وان تحقق من الإنجازات ما يرقى الى طموحات التونسيين اجمعين ويرفع سمعة الوطن الى اعلى الدرجات.. هذه بعض الامنيات البسيطة لمواطن بسيط يتوق الى رؤية رياضيينا ورياضتنا وتونس بصفة عامة في حلة بهية دائمة.. وبالصدق ألاقيكم واشد على أياديكم.. زقزقة: أخلاق قالت احدى الممثلات التونسيات: انا لا أتعامل مع الفن بمنطق أخلاقي.. ** قالت العصفورة: معناها.. هي تتعامل مع الفن بمنطق غير أخلاقي.. يحب يقول يا سيدي يا بن سيدي.. الفن بلا أخلاق أو لا يكون!..