واشنطن (وكالات) بدأ الأمريكيون وداع السناتور الأمريكي جون ماكين الذي توفي السبت الماضي عن 81 عاماً، خلال أسبوع ينتهي بجنازة وطنية تنظم السبت في العاصمة الفيدرالية واشنطن قبل أن يوارى الأحد في مقبرة الأكاديمية البحرية في أنابوليس. وتوفي السناتور عن ولاية أريزونا قبل أيام من بلوغه الثانية والثمانين من العمر في مزرعته بالقرب من سيدونا، بعد سبعة أشهر من الصراع مع سرطان في الدماغ. وكانت زوجته الثانية سيندي وأبناؤه السبعة - ثلاثة منهم من زواج سابق - إلى جانبه عند وفاته. وبحسب المنظمين، ستنظم الجنازة الوطنية لماكين في الكاتدرائية الوطنية في العاصمة الفيدرالية، وستشارك فيها عائلة ماكين وأصدقاؤه وزملاؤه في الكونغرس وكبار الشخصيات الامريكية والأجنبية، . وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن كلا من الرئيسين السابقين الديموقراطي باراك أوباما والجمهوري جورج بوش الابن سيلقي كلمة، بناء على طلبه. وستختتم مراسم الوداع الطويلة لماكين الأحد في مقبرة الأكاديمية البحرية في أنابوليس بولاية ميريلاند حيث سيوارى بحضور عائلته فقط، في قبر مجاور لقبر صديقه الأميرال تشاك لارسون الذي تعود صداقته والطيار السابق الى أيام دراستهما سويا في الكلية الحربية. وكان السيناتور جون ماكين، بطل الحرب السابق، يعد أحد أعمدة السياسة الأمريكية حيث عمل في مجال السياسة لمدة 35 عاما عرف خلالها باستقلاليته في الرأي. وقد توفي السبت الماضي غداة إعلان عائلته أنه قرر التوقف عن تلقي العلاج ضد السرطان في الدماغ الذي بدأه منذ جويلية 2017. وقد توالت ردود فعل السياسيين الأمريكيين، تكريما لذكرى ماكين. وقال الرئيس السابق باراك أوباما، الذي هزم ماكين في انتخابات 2008، "جون وأنا تَشاركنا، على الرغم من اختلافاتنا، ولاء لما هو أسمى، للمثل التي ناضلت وضحت من أجلها أجيال كاملة من الأمريكيين والمهاجرين". لكن الرئيس دونالد ترامب الذي كان على خصام علني مع ماكين، اكتفى بتقديم تعازيه في تغريدة مقتضبة. وكتب ترامب "أقدم تعازي وأصدق احترامي لعائلة السناتور جون ماكين. قلوبنا وصلواتنا معكم!". وكانت إحدى رغبات ماكين الأخيرة واضحة بجلاء تام، إذ أبلغ أنه يرفض أن يحضر ترامب جنازته. وكانت بين ماكين والرئيس الأمريكي الحالي خلافات جوهرية حول القيم التي يؤمن بها كل منهما، وقد تبادلا الانتقادات علنا. وحين ترشح ترامب للانتخابات التمهيدية الجمهورية في جوان 2015 معلنا أن المهاجرين المكسيكيين بمعظمهم مجرمون و"مغتصبون"، ندد ماكين بخطابه معتبرا أنه "يؤجج المجانين"، فجاء رد ترامب بأن ماكين "أحمق" بالكاد تمكّن من التخرج من مدرسة البحرية الأمريكية. ولم يتوقف المرشح عند هذا الحد، بل هاجم طيار الحرب السابق في الشق الأبرز من حياته والذي يعتبر منزها عن الانتقاد وهو مساره العسكري. وقال ترامب الذي استفاد أيام حرب فيتنام من تأجيلات متتالية أعفته من الخدمة في الجيش إن ماكين "ليس بطل حرب، إنه بطل حرب لمجرد أنه وقع في الأسر". وأكثر ما أثار استنكار السيناتور الراحل كان إصرار الرئيس على رفض الإقرار بالتدخل الروسي في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية. وفتح تحقيقه البرلماني الخاص حول الملف الروسي. وفي الأشهر الأخيرة من حياته، بدا كل ملف من الملفات المطروحة مناسبة لمجابهة الرئيس وتحديه. فكان ماكين واحدا من ثلاثة أعضاء من الغالبية الجمهورية في مجلس الشيوخ الذين أفشلوا في جويلية 2017 مشروع إلغاء الضمان الصحي المعروف باسم "أوباما كير"، ما أثار غضب ترامب.