علمت «الصباح» أن قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالقيروان المتعهّد بقضية اغتصاب العجوز سالمة حتى الموت ختم الأبحاث في ملف القضية وأحاله على دائرة الاتهام والتي أحالت بدورها الملف على أنظار الدائرة الجنائية. وكانت جريمة اغتصاب حتى الموت شهدها أحد أحياء مدينة القيروان خلال شهر نوفمبر 2017 حيث تعرضت العجوز سالمة البالغة من العمر 86 سنة الى اغتصاب من طرف مجموعة من الشبان حتى فارقت الحياة، وكانت القضية هزت الرأي العام نظرا لبشاعتها. وقد شملت القضية خمسة متهمين وجهت لهم تهمة القتل العمد المسبوق بجريمة اخرى وهي الاغتصاب والذي ينص عليه الفصل 204 من المجلة الجزائية والمنقح بالقانون عدد 23 لسنة 1989 المؤرخ في27 فيفري 1989. وينص هذا الفصل على أنه «يعاقب بالإعدام قاتل النفس عمدا إذا كان وقوع قتل النفس إثر ارتكابه جريمة أخرى أو كان مصاحبا لها أو كانت إثره وكانت تلك الجريمة موجبة للعقاب بالسجن أو كان القصد من قتل النفس الاستعداد لارتكاب تلك الجريمة أو تسهيل ارتكابها أو مساعدة فاعليها أو مشاركيهم على الفرار أو ضمان عدم عقابهم». اعتراف.. وفق أوراق القضية فقد اعترف المتهم الرئيسي وقال إنه وشركاؤه الثلاثة عقدوا جلسة مساء الواقعة استهلكوا خلالها أقراص مخدرة نوع ‹›اكستازي›› وفي الأثناء راودتهم فكرة السطو على منزل الهالكة لأنهم كانوا يعلمون أنها تقيم بمفردها. وفي الأثناء تسلق أحدهم جدار منزلها ونجح في فتح الباب حيث تمكنوا من الدخول وقاموا مباشرة بتفتيش المنزل بحثا عن المال فلم يجدوا شيئا وعلى إثر ذلك عمد احدهم إلى تمزيق ملابس الضحية ظنا منه أنها كانت تخفي المال بداخله وبالفعل وجدوا ما قيمته 30 دينارا وفي الأثناء صرخت العجوز فقام أحدهم بخنقها لكفها عن الصراخ. وبسبب الحالة غير الطبيعية التي كانوا عليها فقد عمدوا في مرحلة أولى إلى تقييدها ثم تداولوا على اغتصابها بوحشية ما ادى الى وفاتها على عين المكان فتركوها ولاذوا بالفرار. وكانت الوحدات الأمنية ألقت القبض على المشتبه به الرئيسي ثم أطلقت سراحه وجاء في اعترافاته أنه بعد الجريمة عاد الى مقر سكناه وأخلد الى النوم ثم استفاق وحدث والدته عن تفاصيل الجريمة ثم غادر المنزل وتوجه نحو مدينة سوسة على متن سيارة أجرة «لواج» وبقي بعض الوقت هناك ثم تحول الى العاصمة وتوجه نحو ميناء حلق الوادي في محاولة منه لمغادرة البلاد التونسية. وعند وصوله الى العاصمة حلق شعره في محاولة منه للتنكر واقتنى علبتي سجائر ثم تحول الى محيط ميناء حلق الوادي ومكث أياما هناك يترصد الفرصة المناسبة للتسلل الى الميناء الى ان القي عليه القبض. وقد أنكر بقية المتهمين ما نسب اليهم من تهم.