(وكالات). جلسة استثنائية امس للبرلمان العراقي في اعقاب الاشتباكات والفوضى الحاصلة في البصرة وفي عدد من مدن العراق وقد أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي أوامر ب"تخويل القوات الأمنية بالتعامل بحزم مع أعمال الشغب التي رافقت التظاهرات" في البصرة بعد أن شهدت الاحتجاجات تصعيدا جديدا الجمعة، حيث قام المتظاهرون باقتحام مقر القنصلية الإيرانية في البصرة وإحراقه. من جانبها نددت طهران بما اعتبرته "اعتداء وحشيا" وحملت "الحكومة العراقية مسؤولية حماية الأماكن الدبلوماسية". ميدانيا ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في محافظة البصرةبجنوبالعراق إلى 12 شخصا خلال أقل من أسبوع، بعدما أكدت وزارة الصحة العراقية في بيان السبت مقتل ثلاثة أشخاص ليلا. واتخذت الاحتجاجات في العراق الجمعة منعطفا جديدا مع إحراق متظاهرين لمقر القنصلية الإيرانية في محافظة البصرة النفطية بجنوب البلاد، حيث قتل تسعة متظاهرين خلال أسبوع من الاحتجاجات، ما دفع البرلمان للدعوة إلى جلسة استثنانية أمس . ويشكل اقتحام الممثلية الدبلوماسية للدولة الجارة وأحد اللاعبين الأساسيين في الساحة السياسية العراقية، تصعيدا جديدا يشهده التحرك.وأفاد المكتب الإعلامي للقنصلية أنه "تم إجلاء جميع الموظفين والدبلوماسيين من المبنى قبل الاقتحام". وسبق أن أضرم متظاهرون النيران في عدد من المباني الحكومية والمقار الحزبية مساء الخميس.بعيد ذلك، أصدرت الخارجية العراقية بيانا أعربت فيه عن "الأسف الشديد لتعرض القنصلية الإيرانية في البصرة لهجوم من قبل بعض المتظاهرين"، معتبرة هذا العمل "أمرا مرفوضا ويضر بمصالح العراق وعلاقاته مع دول العالم ولا يتصل بشعارات التظاهر ولا المطالب بالخدمات والماء".خلف الاحتجاجات الشعبية يبقى العراق في قبضة صراعات القوى الاقليمية و الدولية بيت واشنطن من ناحية و طهران من ناحية اخرى قبل الوصول الى الانفراج و تشكيل الحكومة المؤجلة . إيران تندد... في طهران، ندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي بما اعتبره "اعتداء وحشيا"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "فارس" الإيرانية.وحمّل قاسمي "الحكومة العراقية مسؤولية حماية الأماكن الدبلوماسية"، محذرا من "محاولات الأيادي المفضوحة والخفية المساس بالعلاقات الودية بين إيرانوالعراق". وطالب الحكومة العراقية بالعمل على تحديد هوية المتورطين على وجه السرعة واعتقالهم ومعاقبة المسؤولين. ومساء الجمعة، اقتحم مئات المتظاهرين حقل غرب القرنة 2 النفطي، رغم التواجد الأمني. وسبق للمتظاهرين أن أحرقوا الخميس مسكن المحافظ ومقار أحزاب سياسية وجماعات مسلحة.وفي هذا الصدد، أصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي أوامر ب"تخويل القوات الأمنية بالتعامل بحزم مع أعمال الشغب التي رافقت التظاهرات وحماية المؤسسات العامة والخاصة واتخاذ الإجراءات القانونية الشديدة"، بحسب بيان صادر عن قيادة العمليات المشتركة. وتتفاقم الأزمة الاجتماعية في البصرة والتي انطلقت على خلفية الاحتجاج ضد الفساد، بسبب أزمة صحية حيث أدى تلوث المياه في هذه المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط، إلى نقل أكثر من 30 ألف شخص أصيبوا بحالات تسمم إلى المستشفيات.في مطلع جويلية ، عندما انطلقت حركة الاحتجاج ضد الفساد في البصرة، هاجم المتظاهرون مقار الأحزاب الشيعية في المحافظة. وتسعى طهران منذ الانتخابات التشريعية في ماي إلى وضع ثقلها في تشكيل الحكومة العراقية المقبلة. لذا، يتزامن التحرك مع شلل سياسي في بغداد، فبعد أشهر عدة شهدت إعادة فرز لأصوات الانتخابات، لم يتمكن البرلمان الذي عقد الاثنين جلسته الافتتاحية من انتخاب رئيسه، وأرجأ الجلسة حتى 15 سبتمبر.وكان الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أمهل مجلس النواب الخميس حتى الأحد المقبل لعقد جلسة استثنائية لحل الأزمة في البصرة.وخلّفت الاحتجاجات تسعة قتلى في صفوف المتظاهرين منذ الثلاثاء، بحسب مدير المفوضية العليا لحقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي. هجوم على المنطقة الخضراء .. وجاءت دعوة البرلمان بعد ساعات فقط من سقوط ثلاث قذائف هاون فجرا داخل المنطقة الخضراء المحصنة، التي تضمّ سفارات غربية عدة أكبرها سفارة الولاياتالمتحدة ومبانيَ حكومية منها البرلمان.وهذا الهجوم الذي أصاب "أرضا متروكة داخل المنطقة الخضراء ببغداد" لم يسفر عن "خسائر بشرية أو مادية"، وفق ما أفادت السلطات. وكان الصدر الفائز في الانتخابات البرلمانية دعا الحكومة إلى تقديم "حلول جذرية وفورية وإلا فعلى جميع من تقدم ذكرهم ترك مناصبهم فورا" معلنا نفاذ صبره . وارتفع عدد قتلى الاحتجاجات في محافظة البصرةبجنوبالعراق إلى 12 شخصا خلال أقل من أسبوع، بعدما أكدت وزارة الصحة العراقية في بيان السبت مقتل ثلاثة أشخاص ليلا.وأعلنت الوزارة في بيان عن سقوط "3 شهداء، و50 جريحا هم 48 مدنيا وشرطيان"، لافتة إلى أن الإصابات تراوحت بين طلق ناري وحالات اختناق، من دون تفاصيل إضافية.وأكدت مصادر طبية فجر السبت، "مقتل إثنين من المتظاهرين".ويستنكر المتظاهرون إهمال الدولة وغياب الخدمات العامة الأساسية في هذه المنطقة الغنية بالنفط لكن بنيتها التحتية عاجزة تماما.وقد فقدت هذه الحركة التي عمّت جميع أنحاء جنوب البلاد وبغداد زخمها حين أعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي إطلاق خطة طوارئ بمليارات الدولارات.