أثارت عودة أحمد العكايشي الى بطولة الرابطة المحترفة الاولى من بوابة النجم الساحلي طرح ملف قديم جديد.. وهو حقيقة فشل لاعبينا في التجارب الاحترافية خلال السنوات الأخيرة. و يمثل هذا الاخفاق خيبة أمل كبيرة تنضاف للشارع الرياضي ولكرتنا.. وعديدة هي الأسماء التي عادت تجرّ أذيال الخيبة ورغم ذلك تتهافت عليهم الاندية وتنتدبهم وتنفخ في صورهم ليؤثثون البطولة مجددا. تراجع القيمة التسويقية والأسباب عديدة لا يختلف اثنان في تراجع القيمة التسويقية للاعب التونسي خلال المواسم الأخيرة حيث لم نسجل تهافت أندية أوروبية على لاعبينا لانتدابهم وذلك في ظل تراجع المستوى الفني للاعب التونسي.. فضلا عن أن أغلب التجارب أكدت أنه غير قادر على التأقلم ومجاراة نسق البطولات الأوروبية.. كما أن اللاعبين الذين احترفوا في أوروبا فقد انضموا لأندية ليس لها صيت عالمي أو في الدرجة الثانية باستثناء البعض وأبرزهم أيمن عبد النور الذي احترف بأولمبيك مرسيليا وتولوز وليستر سيتي والحرباوي في بلجيكا وسبقهم الجعايدي في انقلترا وحاتم الطرابلسي في أياكس امستردام وزبير بية وعادل السليمي في فرايبورغ الألماني.. فضلا ايضا عن لاعبين آخرين مثل عصام جمعة وزياد الجزيري ورياض البوعزيزي وعلي الزيتوني وكريم حقي جوهر المناري. وبان واضحا أن اللاعب التونسي يجد صعوبات كبيرة في التأقلم مع الوضعية الجديدة والالتزام بقواعد الحياة والمواظبة والانضباط والحضور اليومي بما أنه تعود في تونس على الحرية التامة والفوضى في غياب الرقابة والتأطير والاحاطة دون ان ننسى عاملا آخر مهما وهو أن الغاية الاساسية من الاحتراف ليست الشهرة وتحسين المستوى بقدر ما هي سعي لتحسين الوضع الاجتماعي بالأساس. ضياع الحلم الأوروبي بعد ترشح المنتخب الوطني إلى مونديال كرة القدم بروسيا انتظرنا قفزة وانتعاشة كبرى لكرتنا وخلنا أن المونديال سيكون بوابة لاحتراف لاعبينا في أبرز البطولات الأوروبية لكن وللأسف كانت الخيبة كبيرة والصدمة أكبر حيث سجلنا احتراف لاعب دولي وحيد في البطولة الأوروبية وهو ياسين مرياح الذي تحول إلى أولمبياكوس اليوناني وهذه البطولة ليس لها وزن كبير في أوروبا وتعتبر من أضعف الدوريات ما عدا ذلك فقد تلقت عناصرنا الوطنية صفعة كبيرة اذ لم نسجل احتراف أي لاعب في أوروبا وهذا دليل واضح على أن اللاعب التونسي لم يعد له وزن كبير وتضاءلت حظوظه كثيرا في الاحتراف. ..الفشل حتى في البطولات الخليجية الملفت للانتباه وأمام غلق الأسواق الأوروبية أبوابها أمام اللاعبين التونسيين فقد أصبحت الوجهة عربية وخليجية بالأساس ليرتفع العدد إلى أكثر من 30 لاعبا في مختلف البطولات العربية خلال الموسمين الاخيرين، وصحيح أن أغلبهم مسيرتهم الرياضية في الامتار الأخيرة لكن المثير أن القائمة تضم أسماء دولية كانت مرشحة للاحتراف في أوروبا لكنها خيرت الاحتراف سواء في السعودية أو في قطر ورغم ذلك فقد رافقها الفشل وآخر العائدين كان أحمد العكايشي الذي لم يكتب له مواصلة مسيرته مع اتحاد جدة بعد تأزم الوضع بسبب الفشل الذريع في تسجيل الأهداف ليعود إلى تونس معزّزا ومكرّما بما أنه وجد أبواب فريق جوهرة الساحل مفتوحة وهذه ليست المرة الأولى التي يحترف فيها العكايشي ثم يعود الى تونس.. فقد سبق له الفشل في تجربته الاحترافية ثم عاد الى تونس ولعب لفائدة الترجي الرياضي قبل أن يعود مرة أخرى للنجم الساحلي. التجارب الفاشلة عديدة ولا تحصى ولا تعد ولكن سنقتصر على أبرزها فآخر الخيبات رافقت أسامة الدراجي الذي انهى تجربته مع ام صلال القطري وتحول الى الوداد البيضاوي ولكنه لم يعمّر سوى بعض الايام بعد خروج المدرب فوزي البنزرتي ليعود الى البطولة التونسية بعد انتدابه من قبل النادي الافريقي وسبق للدراجي الفشل في تجربته مع سيون السويسري وايضا في السعودية نفس الأمر حدث سابقا مع زهير الذوادي وصابر خليفة.. محمد علي منصر بدوره لم يحالفه الحظ ولم يعمر كثيرا في البطولة المصرية وسرعان ما عاد الى الترجي الرياضي وتواجهه اليوم مشاكل كبيرة بما انه لم يقدر على فرض نفسه.. الحارس أيمن البلبولي بدوره كانت تجربته مع الباطن السعودي فاشلة جدّا حيث قبل عدة اهداف في بعض الجولات ليغادره ويعود الى تونس واختار العودة في فريق المهد النادي الافريقي لكن تجربته قد تنتهي قبل تبدأ بما أن اللاعب لا يتدرب مع زملائه بسبب عدم حصوله على مستحقاته. محمد أمين بن عمر ونقطة الاستفهام؟ يبقى محمد أمين بن عمر نقطة استفهام كبرى فهذا اللاعب تنبأ له أهل الاختصاص بالاحتراف في أبزر البطولات الاوروبية لما له من امكانيات فنية كبيرة بعد تألقه مع النجم الساحلي ومساهمته الفعالة في ترشح المنتخب الوطني إلى المونديال وفي الوقت كثرت الاحاديث والاشاعات عن تلقيه عروضا من أندية أوروبية نصطدم بانتقاله الى أهلي جدة السعودية في شكل اعارة ليعود اثرها للنجم الساحلي وقد زادت الاصابات التي تعرض لها المردود الباهت الذي ظهر به مع المنتخب الوطني في تراجع أسهمه.. فهل ينجح بن عمر في طي صفحة المونديال وتكتب له انطلاقة جديدة مع فريق جوهرة الساحل تفتح له أبواب الاحتراف في أوروبا مجددا؟ الشيخاوي.. سوء الحظ ولعنة الاصابات يعتبر ياسين الشيخاوي من أفضل اللاعبين الذين أنجبتهم كرتنا لما يتمتع به من مؤهلات فنية وبدنية هائلة ومثل رفقة عدد من اللاعبين الجيل الافضل الذي أنجبه النجم الساحلي وكّللت العروض الكروية التي قدمها مع فريق بالاحتراف في سويسرا مع نادي زيوريخ في تجربة كانت بدايتها ناجحة لكن لعنة الاصابات التي لحقته في رحلته الاحترافية أضرت بمسيرته كاملة ومرّ بجانب الحدث كما أنها حرمته من عروض كروية للاعب فنّان بما للكلمة من معنى. وبعد تجربة خليجية قرر الشيخاوي العودة الى فريقه الأم النجم الساحلي لعلّه ينجح في امتاع الجماهير الرياضية بعطائه وفنياته من جديد. الفرجاني.. وبن يوسف «ضياع وسط الزحام» لم تكن بداية احتراف الفرجاني ساسي وفخر الدين بن يوسف مع ماتز ناجحة فقد فشلا في أول تجربة لهما وعادا الى تونس والتحقا بالترجي الرياضي ونجحا كلاهما ليجددا تجربة الاحتراف في البطولة السعودية.. فاختار بن يوسف الاتفاق السعودي فيما خير بن ساسي الانتقال الى نادي النصر السعودي ثم تحول الى الزمالك المصري.. صحيح أنهما لم يعودا كغيرهما إلى البطولة المحلية لكنهما خيّرا الاحتراف في بطولتين لا يختلفان عن بطولتنا ولا يتفوقان عليها في شيء من الناحية الفنية بما أن مستوى مختلف البطولات العربية متقارب. هل يصمد الحدادي والرصايصي وهؤلاء؟ بعيدا عن فشل اللاعبين السابق ذكرهم في مختلف البطولات الأوروبية فان بعض شبابنا الذين ينشطون في فرنسا بصدد مواصلة التجربة في البطولة الفرنسية على غرار الحدادي والصرارفي والمحيرصي.. في انتظار المسيرة الاحترافية لمعتز الزمزمي وسيف تقا وياسين مرياح في اليونان.. لكن هل يصمد هؤلاء ام أن مصيرهم سيكون مثل غيرهم وهو العودة الى البطولة التونسية؟