مقر الاتحاد في حالة مزرية والرئيس لا يستطيع الالتحاق بمكتبه على اثر اللقاء الذي جمع الدكتور محمد زين العابدين وزير الشؤون الثقافية والشاعر صالح الدين الحمادي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين وكاتبه العام الدكتور العادل خضر بسبب ممارسات للحكومة ولوزارة الشؤون الثقافية اعتبرها رئيس الاتحاد في تصريح لوسائل الإعلام التونسية إهانة الكتٌاب التونسيين، التقت «الصباح» بالشاعر صلاح الدين الحمادي وسألته توضيحا لهذه الممارسات التي أشعرت الكتاب بالإهانة وتعليقا عما تم الاتفاق عليه خلال الاجتماع. فوضح لنا الشاعر أن استياء اتحاد الكتاب ومنخرطيه سببه أن رئيس الحكومة يرفض استقبال الهيئة المديرة التي تدافع على مجموعة من الملفات الاجتماعية والصحية منها معاناة عدد من الكتّاب الذين أصيبوا بأمراض مزمنة من اجل توفير مصاريف العلاج وبالنسبة لوزارة الشؤون الثقافية فتتجاهل مطالب دفع مستحقات عدد من الكتّاب الذين شاركوا في تظاهرات ثقافية مثل أيام قرطاج الشعرية ومعرض الكتٌاب الدولي ولجان الدعم. أما ما أفاض الكأس فهو استبعاد اتحاد الكتاب التونسيين من تنظيم المعرض الوطني للكتاب التونسي الذي ستحتضنه مدينة الثقافة خلال شهر أكتوبر وتعيين الدكتور منصور مهني مديرا له دون استشارة الاتحاد ولا إشراكه في الهيئة المشرفة على تنظيمه. نسعى لتوضيح الشروط القانونية لإبرام أي عقد يربط دور النشر بالمؤلفين وأضاف الشاعر صلاح الدين الحمادي: «معرض كتاب بهذا الحجم يتضمن بالضرورة نشاطا ثقافيا فيه ندوات فكرية ومجالس أدبية وأمسيات وحديث عن أدب الطفل وعن الرواية والقصة والديوان الشعري تحتاج كلها لان يكون فيها الطرف المختص والمعني بالأمر والطرف المختص هذا عضو في اتحاد الكتاب التونسيين والتظاهرات الثقافية الخالية من الطرف المختص لا تكون لها قيمة. والمسابقات الأدبية والجوائز لا بد من كتاب في هيئة تنظيمها وفي لجان تحكيمها حتى لا تشوبها الشبهات فقد تعودنا على أن تؤثر البعض من دور النشر على مسار هذه المسابقات وتتفق مع المتسابقين على تقاسم الجائزة حسب عقود تجرى بينها وبين البعض من المؤلفين ونحن نسعى لتوضيح الشروط القانونية لإبرام أي عقد يمكن أن يربط دور النشر بالمؤلفين. وأكد رئيس الاتحاد أيضا على أن: «الناشر هو الرابح الأكبر في عملية نشر أي كتاب حيث أن الوزارة تشتري منه نسبة تصل أحيانا إلى 500 نسخة وهو الذي يتحصل على منحة الدعم على الورق ولا يمكن هنا أن نسمح أيضا بنصف الجائزة.. ونحن نحرص على أن نكون في المعرض الوطني للكتاب التونسي وفي لجان تحكيمه وتنظيمه حتى نضمن له اكبر قدر من الشفافية والموضوعية سواء في إسناد الجوائز أو في اختيار أصحاب المداخلات في الندوات والمجالس والأمسيات فنحن نعرف الكفاءات والمختصين ولن نسمح بالاخوانيات والمحاباة والترضيات على حساب الكتاب والشعراء والنقاد فنحن في عصر غير العصر ولم نعد نسمح بما كان يحدث قبل الثورة. ونصر على رفع المظالم عن الكتّاب وعلى وضع حد للإهانات المتواصلة. وسنواصل النضال دفاعا عن حقوق الكاتب التونسي المادية والمعنوية». ضرورة التعجيل بتوزيع مقتنيات الوزارة على المكتبات العمومية وفي تقييمه لنتائج الاجتماع الذي جمعه بصفته رئيس اتحاد الكتاب ومعه الدكتور العادل خضر كاتبه العام مع الدكتور محمد زين العابدين وزير الثقافة وإجابة عن سؤال «الصباح» عن ان اغلب المطالب لها صبغة مادية قال الشاعر: «حملنا معنا جملة من الملفات الحارقة وطالبنا بالتدخل لمساعدة عدد من الكتاب الذين يمرون بظروف صحية واجتماعية صعبة وبعضهم مصاب بجلطة وقدمنا للوزير قائمة بأسماء وعناوين وأرقام هواتف هؤلاء الكتاب فوعد خيرا وبالعمل على الاتصال بهؤلاء أو بعائلاتهم والبحث عن حلول عاجلة. كما طالبنا وهذا مطلب مهم جدا بالعمل على توزيع الكتب المقتناة من طرف الوزارة على المكتبات العمومية حتى يستفيد منها القراء وخاصة منهم التلاميذ». وبالنسبة لتقديم دعم مالي لفائدة فروع الاتحاد الجهوية ولدفع مكافآت الشعراء الذين شاركوا في الأمسيات الشعرية الجهوية ضمن فعاليات أيام قرطاج الشعرية ودفع مكافآت الكتاب أعضاء لجنة صندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني لسنتي 2017 – 2018 والتسريع في النظر في الملفات المقدمة من طرف الكتّاب لصندوق التشجيع على الإبداع الأدبي والفني ضمن برنامج 2018 والتأكيد على المندوبين الجهويين للثقافة بإشراك فروع الاتحاد في جهاتهم في التظاهرات الثقافية، والتعاون معهم في ما يقترحونه من برامج ثقافية والعمل الجدي على إشراك الاتحاد في مشاركات الوزارة في المعارض الدولية للكتاب والأسابيع الثقافية التونسية بالخارج وفي المعرض الوطني للكتاب التونسي، فقد أكد لنا رئيس اتحاد الكتاب التونسيين انه والكاتب العام كانا راضيين عما تم تداوله خلال الاجتماع عن كل النقاط المطروحة وقال: «لاحظ الدكتور محمد زين العابدين انه لنا الحق في كل ما طالبنا به وفي كل النقاط والإشكاليات التي وضحناها ووعدنا بقرارات ايجابية خلال عشرة أيام من تاريخ انعقاد الاجتماع». ويبقى مقر اتحاد الكتاب التونسيين من الملفات العالقة والحارقة جدا بعد أن تم تسليمه لمقاول لم يقم بالواجب حسب تصريح الشاعر صلاح الدين الحمادي مما استدعى تغييره وتسليم العمل لمقاول ثان يماطل هو أيضا في الأشغال مما جعل الهيئة المديرة للاتحاد تطالب بتعيين مقاول جدي وحريص.. الوضع المزري لمقر الاتحاد وعدم قدرة رئيسه على الالتحاق بمكتبه منذ مدة طويلة بسبب هدم المدارج وعدم التمكن من عقد جلسات وندوات وأمسيات النوادي وقد انطلق الموسم الثقافي الجديد دفع الوزير على ما يبدو للبحث عن حل سريع.