سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نافذة على العالم: مهرجان يحتفي بالمرأة بامتياز ويدافع عن التنوع الثقافي.. فيلم «ولدي» يمثل تونس في مهرجان لندن السينمائي.. ومشاركة عربية موسعة في التظاهرة
انطلق يوم الإربعاء، مهرجان لندن السينمائي في دورته ال62 التي تستمر إلى 21 من أكتوبر الجاري، ويقام في العاصمة البريطانية، ويجمع عددا كبيرا من الأفلام بعضها عرض في أشهر المهرجانات العالمية، والآخر يعرض للمرة للأولى، ويفتتح المهرجان بالفيلم البريطاني- الأمريكي الجديد «الأرامل» Widows للمخرج ستيف ماكوين. ويُعرض في الدورة الجديدة 225 فيلما طويلا منها 21 فيلما في عروض عالمية أولى، و9 أفلام تعرض دوليا للمرة الأولى خارج بلد المنشأ، و29 فيلما تعرض للمرة الأولى على الساحة الأوروبية. ويتضمن البرنامج 46 فيلما تسجيليا، و4 من أفلام التحريك، و18 فيلما من كلاسيكيات السينما البريطانية بعد ترميمها، وإلى جانب الأفلام الطويلة يشمل البرنامج 160 فيلما قصيرا، وتنتمي أفلام المهرجان إلى 77 دولة. ومن الأفلام العربية المشاركة في المهرجان، فيلم «كفر ناحوم» لنادين لبكي الفائز بجائزة خاصة في مهرجان كان، والفيلم المصري «يوم الدين» للمخرج أبوبكر المرشح لتمثيل مصر في مسابقة الأوسكار، ومن مصر أيضا الفيلم التسجيلى الطويل «الحلم البعيد» إخراج رمضان عمارة وجوانا دومكة. ومن تونس يشارك فيلم «ولدي» للمخرج محمد بن عطية، وتشارك المخرجة السورية سؤدد كعدان بفيلمها الأول «يوم أضعت ظلي» بالإضافة إلى فيلم «ملاعب الحرية» أول أفلام المخرجة الليبية نزيهة عريبى، وهو فيلم تسجيلي طويل عن لاعبات كرة القدم في ليبيا وما يتعرضن له من مشاكل في مجتمع ذكوري. ويشارك الفيلم السوداني الروائي الطويل «أكاشا» للمخرج حاجوج كوكا، في مهرجان لندن بعد عرضه في برنامج «أسبوع النقاد» بمهرجان البندقية، ويروي قصة تدور في زمن الحرب الأهلية في السودان في سياق كوميدي. ويضم برنامج المهرجان 3 مسابقات، الأولى مسابقة الأفلام الطويلة وتشمل هذا العام 10 أفلام من بريطانيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا والمجر والصين والنمسا والشيلى وكولومبيا. والمسابقة الثانية هي مسابقة العمل الأول، وتشمل 10 أفلام أيضا من بينها فيلم «يوم أضعت ظلي» للمخرجة السورية سؤدد كعدان . والمسابقة الثالثة هي مسابقة الأفلام الوثائقية، وتشمل 10 أفلام من فرنسا والسويد والأرجنتين وإسبانيا والبرتغال وإيطاليا وبريطانيا واليونان ومصر. ويأتي اختيار فيلم المخرج البريطاني ستيف ماكوين «أرامل» لافتتاح الدورة 62 لمهرجان لندن السينمائي، منسجما مع النهج الذي اختطه المهرجان لنفسه في التأكيد على دور المراة في صناعة السينما ودعم حضورها فيها. إذ حرصت المديرة الفنية للدورة الجديدة، تريشيا توتل، على مواصلة النهج الذي أقرته كلير ستيوارت في التركيز على سينما المرأة، بل وذهبت إلى مدى أبعد، فارتفعت نسبة المخرجات النساء في برنامج الدورة الحالية إلى 38 في المائة بعد أن كانت 24 في المائة العام الماضي. وانعكس ذلك أيضا في نسب مشاركة المخرجات في مسابقات المهرجان الرسمية، إذ وصلت إلى نحو 50 في المائة، بل ووصلت نسبة الأفلام التي أخرجتها أو شاركت في إخراجها نساء في مسابقة أول عمل سينمائي إلى 60 في المائة. وكان للمخرجات العربيات حضورهن المميز في هذا المهرجان وحصتهن في هذه النسبة، مع مشاركة المخرجة السورية سؤدد كعدان بفيلمها «يوم أضعت ظلي» في المسابقة الرسمية، واللبنانية نادين لبكي بفيلمها كفر ناحوم، والمخرجة البريطانية-الليبية نزيهة العريبي بفيلمها «حقول الحرية». وتتزامن دورة المهرجان هذه مع الذكرى السنوية لانطلاق حملة «مي تو» التي كان لها أبلغ الأثر في إثارة الاهتمام بقضية المرأة في صناعة السينما في أعقاب تفجر فضيحة المنتج السينمائي الأمريكي، هارفي واينستين، والإتهامات الموجهة له بالإعتداءات الجنسية على مشتغلات بقطاع السينما. وقد تم اختيار فيلم ماكوين «أرامل» لعرض الافتتاح، على الرغم من أنه ليس العرض الأول له، إذ سبق أن عُرض في مهرجان تورنتو السينمائي الشهر الماضي. فالفيلم يستجيب إلى المواصفات المطلوبة وهو يدافع على الحقوق المدنية للاقليات فهو بامضاء مخرج بريطاني من ذوي البشرة السوداء وهو متوج بجائزة الأوسكار وتقوم ببطولته نسبة جيدة من الممثلين السود إلى جانب البيض، وسمته الأساسية محاولة تقديم صورة مغايرة للصورة الرائجة دائما حول المرأة. وفي ذلك استجابة لأهداف المهرجان الذي ينادي بمعالجة قضايا التعددية الثقافية والتنوع العرقي والجندري وتفاعلا مع الانتقادات التي علت في الأعوام الأخيرة ضد التهميش الذي يعاني منه الفنانون السود والنساء في صناعة السينما ويتهمون الرجال البيض بالهيمنة عليها. تدور احداث الفيلم الذي اشتركت في كتابته مع ماكوين الروائية وكاتبة السيناريو الأمريكية جيليان فلين، حول ثلاث نساء يأخذن أدوار أزواجهن الذين يُقتلون في حادث سرقة، ليسرقن أموال سياسي محلي فاسد.