الرياض (وكالات) خسر مؤشر السوق المالية السعودية «تداول» أكثر من 400 نقطة في أول يوم من الأسبوع، ما يعني أنه فقد كل المكتسبات التي حققها من بداية العام. وذلك مع تتزايد الضغوط الدولية على المملكة الغنية بالنفط إثر اختفاء الصحافي جمال خاشقجي. وجرى التداول بالمؤشر بأقل من 7000 نقطة، في أدنى مستوى له منذ 10 أشهر، فاقداً 18 بالمائة كان قد ربحها منذ بداية 2018. وكانت كل القطاعات ال15 في السوق المالية أمس الأحد في المنطقة الحمراء بينما انخفضت كافة الأسهم تقريباً. وتقدّر خسائر السوق المالية السعودية، وهي الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بنحو 50 مليار دولار خلال جلستي الخميس والأحد. وفي هذا السياق قال محمد زيدان، من شركة «ثينك ماركتس» ومقرها دبي، إن هبوط مؤشر السوق السعودية يأتي بسبب «حالة هلع» في البيع لأسباب سياسية واقتصادية. وأكد لوكالة فرانس برس» هناك حالة من عدم اليقين مما يحدث بسبب اختفاء الكاتب جمال خاشقجي». ويأتي ذلك غداة اعتبار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ الرياض يمكن أن تكون وراء اختفاء الصحافي جمال خاشقجي في إسطنبول، متوعّداً إيّاها ب»عقاب قاس» إذا صحّ ذلك، في حين تنفي السعودية أن تكون أمرت بقتل الصحافي المعارض. وقال ترامب للصحافيين في البيت الأبيض: «كان أملنا الأول ألاّ يكون قد قُتل، لكن ربما الأمور لا تبدو جيدة... بحسب ما نسمعه». وأضاف: «قد لا نتمكّن من رؤيته مجدداً، هذا أمر محزن جداً». لكن الرئيس الأمريكي أكّد أنّه في الوقت الراهن «لا أحد يعلم ماذا حدث»، مجدّداً التأكيد على أنّه حتى وإن قرّر معاقبة السعودية فهو لن يتّخذ أي إجراء ضدها تكون له عواقب سلبية على الاقتصاد الأمريكي مثل إلغاء مبيعات أسلحة أمريكية إلى الرياض. وقال ترامب: «اعتقد أننا إذا فعلنا ذلك إنّما نكون نعاقب أنفسنا. هناك أمور أخرى يمكننا القيام بها وهي قوية جداً جداً وشديدة جداً»، من دون أن يوضح ماهيّة هذه الإجراءات. وكان ترامب قال في مقابلة مع قناة «سي بي أس» سجّلت الخميس وبثّت السبت «حتى الآن هم (السعوديون) ينفون (تورطهم) بشدّة. هل يمكن أن يكونوا هم؟ نعم»، مؤكّداً أنّه إذا تبيّن فعلاً أنّ المملكة مسؤولة عن اختفاء الصحافي المعارض فسيكون هناك «عقاب قاس». من جهته اتّهم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الرياض بعدم التعاون في التحقيق، في حين أنّه من المقرر أن يجتمع وفد سعودي بأنقرة مع مسؤولين أتراك في إطار التحقيق في هذه القضية التي أثارت قلق العديد من الدول الغربية وبينها الولاياتالمتحدة حيث يعيش خاشقجي منذ 2017. ودعا تشاوش أوغلو الرياض إلى إفساح المجال لدخول محقّقين أتراك إلى مبنى قنصليتها في إسطنبول. وكان وزير الداخلية السعودي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف أكّد بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) فجر السبت أنّ «ما تمّ تداوله بوجود أوامر بقتله (خاشقجي) هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحّة تجاه حكومة المملكة المتمسّكة بثوابتها وتقاليدها والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية».