عبر المسرحي والناشط المدني معز مرابط عن رضاه عما حظيت به الدورة الأولى من مهرجان أسبوع الفن المفتوح التي يتولى إدارتها باعتبار أنها تنتظم على مرحلتين بتنظيم مشترك تونسي إيطالي يمثل فيه الجانب الوطني جمعية «الفن الحي» ومن الجانب الإيطالي جمعية «الريا». وبين أن هذا المهرجان الفتي مبني على اسس وأهداف واسعة ورائدة في مختلف القطاعات الفنية وذلك بالمراهنة على الإبداعات والإبتكارات في الفن المعاصر خاصة منها تلك الإعمال والرؤى التي تتوفر على عناصر المغامرة والتجديد والإبتكار. كما أوضح أن هذا المهرجان موجه بالأساس للفضاءات المستقلة وذلك بعد الانطلاق من تشخيص أعد للغرض شمل تونس وبلدان من حوض البحر الأبيض المتوسط بما في ذلك إيطاليا. ليبين هذا التشخيص أن الفضاءات الثقافية الخاصة ما انفكت تتكاثر في هذه المنطقة وتفتك مكانة ومساحة أكبر على مستوى الإمكانيات والإنتاج والعلاقة مع الجمهور من خلال ابتكار طرق وآليات تواصل جديدة مع الجمهور والمبدع في نفس الوقت. وأضاف قائلا : «اخترنا في ظل هذه المعطيات الدقيقة والتغييرات الحاصلة في المشهد الإبداعي والثقافي، تسليط الضوء على هذه الوضعية من خلال مشاركة فضاءات من تونس وأخرى من إيطاليا مع الانفتاح على الخارج». وعلل معز مرابط اختياره للوجهة الإيطالية بمعرفته بواقع المسرح خاصة والثقافة عامة هناك وذلك بناء على ما أتاحته من فرص تعاون وتجارب سابقة مع إيطاليا. خاصة أنه وجد تجاوبا واهتماما مشتركا مع جمعيات وجهات إيطالية سهلت مهمة تحويل مشروع فكرته إلى مهرجان دولي كبير في حجم مهرجان أسبوع الفن المفتوح باعتباره مهرجانا ينبني على الحركة المفتوحة وآخر الابتكارات والانتاجات الفنية الرائدة، حسب تعبيره. وبين محدثنا أن الدورة الأولى للمهرجان تسجل مشاركة 30 فضاء ثقافيا تتوزع بين 15 تونسيا ومثلها إيطالي فيما يشارك فيها خمسون مبدعا من مختلف المجالات الثقافية تتوزع أيضا بين خمسة وعشرين من تونس ومثلهم من البلد الشريك في هذه الدورة. وتجدر الإشارة إلى أن مهرجان أسبوع الفن المفتوح انطلق منذ يوم 29 من سبتمبر الماضي وتواصلت إلى غاية 10 أكتوبر الجاري وخصص هذا الأسبوع المطول للفن التونسي المعاصر ليكون حاضرا على امتداد عشرة أيام بمدينة بيروجيا بإيطاليا، فيما انطلق الشطر الثاني من نفس المهرجان منذ يوم 13 من الشهر الجاري ليتواصل إلى غاية 21 منه ويخصص للفنون الإيطالية لتكون حاضرة بتونس على امتداد هذه الفترة. وتحتضن عدة فضاءات خاصة فعاليات المهرجان بتونس على غرار «الريو» و»لاتيستو» و»بيت الصورة» وغيرها من الفضاءات المستقلة الأخرى بشارع الحرية والشرقية. مشاركة نوعية ومثل تونس في هذه الفترة ثلة من المبدعين في مجالات فنية مختلفة قدموا خلالها آخر الأعمال والإنتاجات باعتباره الشرط المقياس الذي تم اعتماده في اختيار من سيمثل تونس في هذه المحطة الأولى من المهرجان، وفق ما أكد مدير هذه الدورة ومؤسس المهرجان معز مرابط ل»الصباح». وذكر من بين المشاركين كل من صديقة كسكاس وسعاد مامي وزياد بن رمضان في معارض للفنون التشكيلية وأخرى للصور الفوتغرافية إضافة إلى الكوريغرافي رشدي بلقاسمي بعرض للرقص المعاصر فضلا عن المشاركة في ورشة للرقص بإيطاليا بمشاركة راقصين عالميين من إيطاليا. اما في السينما فمثل تونس في هذا المهرجان كل من علاء الدين سليم بفليميه «آخر واحد فينا» و»بابيلون» وحمزة عوني بفيلم «القرط» فيما قدم المسرحي ولي عبدالسلام مسرحية «العجوز الموجهة للأطفال فضلا عن مشاركة مبدعين آخرين في مجالات فنية مختلفة. وأضاف مدير المهرجان قائلا في نفس سياق حديثه عن البرمجة التونسية في إطاليا: «أنا كل والمشاركين في تنظيم هذا المهرجان جد سعداء بما تحقق في المرحلة الأولى من هذه الدورة التي افتتحتها مجموعة «يوما» بعرض موسيقي واختتمها كل من جهاد الخميري ومحمد علي شبيل بعرضين موسيقيين لاقيا استحسان الجماهير الكبيرة التي واكبت العرضين. لأن المهرجان كان أقرب للمغامرة منه لتنظيم تظاهرة فنية كبيرة خاصة في ظل الصورة السلبية السائدة عن تونس في الاوساط الإيطالية بسبب ما يروج حول الهجرة غير الشرعية ومخلفاتها السلبية على هذا البلد فضلا عن انتشار الجريمة والفساد. وقد كانت هذه الأيام مناسبة لتقديم صورة جميلة وأفضل عن تونس لاسيما في ظل ما حظي به المهرجان والأنشطة والعروض والمعارض الخاصة بالإبداعات التونسية من متابعة اعلامية وحضور جماهيري واسع هناك». توجه أكبر ولم يخف معز مرابط ما واجهته جمعية «الفن الحي» من صعوبات في تنظيم الدورة التأسيسية للمهرجان بسبب غياب المستشهرين من ناحية وغياب دعم وزارتي الشؤون الثقافية والسياحة لهذا المشروع الثقافي الذي يعتبره مناسبة هامة لتشجيع أهل الثقافة والفنون على الإبداع بطرق مستقلة من ناحية ويدفع لفتح أسووق وفرص ترويجية جديدة للمنتوج الثقافي والإبداعي المعاصر خارج تونس. وهو يعتبر المجال الإيطالي محطة ترويجية هامة في انتظار توسيع توجه المهرجان. إذ أكد أن المهرجان وانطلاقا من الدورة القادمة سينفتح على بلدان أخرى بقوله: «صحيح أن من أهداف المهرجان أيضا التأسيس لإقامات وانتاجات مشتركة وفتح أفاق التشبيك والترويج بما يخدم الإبداع الوطني ويفتح المجال لتقديم الأعمال التونسية في عروض خارج الوطن، لأن المهرجان سوف لن يكتفي بالتعامل مع إيطاليا بل سيشهد انطلاقا من الدورة القادمة انفتاحا على بلدان أخرى من قارات أخرى ليشمل بلدان أخرى من أوروبا وآسيا وإفريقيا وأمريكا. وأكد معز مرابط أن ما حققه المهرجان إلى حد هذه الفترة من إقبال وردود أفعال وصفها بالإيجابية والمثمرة والتي فاقت كل التوقعات، من العوامل التي تحفز الجهات المشاركة في التنظيم للمساهمة في توسيع أهداف وقاعدة المهرجان في دوراته القادمة نظرا لما يمكن أن يقدمه من حوافز وإضافات للمبدعين في الفنون المعاصرة. ونوه مدير هذا المهرجان بما وجده من دعم كبير من سفارة تونسبإيطاليا فضلا عن دعم وزارة الخارجية الإيطالية للمهرجان بالتكفل بمصاريف تنقل الفنانين المشاركين في المهرجان. ويذكر أن معز مرابط متحصل على الدكتوراه في اختصاص المسرح وهو أكاديمي بالمعهد العالي للفن المسرحي بتونس ويستعد لتقديم مشروع مسرحي ضخم من إخراجه عنوانه «قمر دم» من انتاج مسرح الحمراء ووعد بأنه سيكون مفاجأة فنية في الدورة القادمة لأيام قرطاج المسرحية يشاركه فيه كل من بسمة العشي في كتابة النص ورضا بوقديدة في الدراماتورجيا.