تمثّل غابة الزّيتون بولاية سوسة ما يناهز عن 30% من المساحة الجمليّة للولاية وتساهم الغابة بنسبة 6 % من مساحة ضيعات الزّيتون المنتشرة بمختلف جهات البلاد التّونسيّة حيث تغطّي غابة الزّيتون بالولاية حوالي 78 ألف هكتار وتعدّ قرابة الأربعة ملايين وثلاثمائة ألف أصل زيتون 11% منها فتيّة و80 % في طور الإنتاج في حين تمثّل نسبة الزّياتين الهرمة 9 %، كما ينتشر بالولاية ما يزيد عن 120 معصرة قابلة للإستغلال وبطاقة تحويل يوميّة تقدّر بحوالي 3600 طنّ وهو ما يتيح إمكانية تحويل كميّات إضافيّة من الزّيتون يتمّ جلبها من خارج الولاية. بداية شهر نوفمبر الجاري مثل التّاريخ الرّسمي لانطلاق موسم جني الزّيتون غير أنّ واقع غابات الزّيتون بمختلف جهات الولاية لم يؤشّر على الإنطلاقة الفعليّة لموسم الجني، وقد يكون مردّ ذلك إلى تواضع صابة الموسم الحالي حيث ترجّح التّقديرات أن لا يتجاوز حجم الصّابة حدود 21298 طنّا، وهو ما يعادل 4258 طنّا من الزّيت، نتيجة لضعف التساقطات المطريّة والظّروف المناخيّة الصّعبة التي عرفتها الولاية في الموسم الفلاحي الماضي وهو ما يجعل من الصّابة الحاليّة لا تتجاوز 12 % من صابة الموسم المنقضي 2017/2018 الذي شهد تسجيل صابة قياسيّة بلغت 170 ألف طنّ من الزّيتون وهو ما يعادل 34000 طنّ من الزّيت وبخصوص اليد العاملة المستوجبة لجني الصّابة المتواضعة فإنّه وبالرّجوع إلى معدّل ما يجنيه العامل الواحد في اليوم والمقدّر ب100كغ من الزّيتون فإنّ الحاجيات الجمليّة من اليد العاملة لجني الصّابة تتطلّب حوالي 216500يوم عمل وهو ما يدحض بشكل نهائيّ مسألة نقص اليد العاملة التي من المرجّح أن تقتصر على اليد العاملة الأسريّة حيث من المتوقّع أن يبلغ النّصف الثاني من شهر ديسمبر الذي يتزامن مع عطلة الشّتاء ذروة عمليّة الجمع ومن ناحية ثانية وفي علاقة مباشرة بحجم الصّابة فإنّه من المتأكّد أيضا أن لا تمثّل مسألة تصريف مادّة «المرجين» أيّ مشكل باعتبار أنّ كميّات المرجين المتوقّع إفرازها لن تتعدّى 20ألف متر مكعّب في حين أنّ طاقة الاستيعاب الجمليّة للمصبّات الأربعة الموجودة بالولاية تقدّر ب46 ألف متر مكعّب. هذا وتبقى مسألة تشجيع المستثمرين الخواص وأصحاب المعاصر خاصّة بجهات سيدي الهاني ومساكن والنّفيضة وبوفيشة لبعث مصبّات مرجين وفقا لما تنصّ عليه التّراتيب الجاري بها العمل أمرا مهمّا من أجل تقريب الخدمات من الفلاّحين إلى جانب دعوة الجهات المعنيّة مواصلة التدخّل لتهيئة المسالك الفلاحيّة بعديد المناطق والحرص على تفعيل لجان مراقبة المعاصر ومصبّات المرجين وإحكام مراقبة عمليّات وظروف تخزين الزّيت لضمان جودته وتوفير كلّ عوامل إنجاح الموسم.