«تأبى العصي إذا اجتمعن تكسرا.. وإذا افترقن تكسرت آحادا» هكذا تقول الحكمة ولكن يبدو أن بعض الافارقة لم يقرؤوا لذلك حسابا أمام الأزمة التي تستفحل من يوم إلى آخر وخاصة فيما يتعلق بالمسائل المالية التي ألقت بظلالها على الجمعية وكما ذكرنا لا يكاد يمر يوم دون أن تطفو على السطح الشكاوى التي يطالب أصحابها بمستحقاتهم المالية وآخرها ماليك توري وقبله المدرب رود كرول واللاعبون حسين ناطر والاسعد النويوي وياسين الميكاري وبسام الصرارفي والمعد البدني مهدي مرزوق إلى جانب العلمة الجزائري من صفقة إبراهيم الشنيحي وغيرهم ومن يدري قد يطلع آخرون للمطابة بمستحقاتهم لأي غرض من الأغراض حتى أن النادي الإفريقي أصبح غارقا في الديون وأصبح رئيس الجمعية عبد السلام اليونسي «يهز ساق تغرق الأخرى» كما يقولون لأنه ما كاد يدفع حوالي 5 ملايين دينار حتى وجد نفسه في مأزق جديد في ظل ملفات الديون والخطايا المتواصلة حتى أن الأحباء ضاقوا ذرعا بما يجري ولم يعودوا يتحدثون عن مسيرة النادي الإفريقي بل أصبحوا يسبحون في أمواج الحيرة على مرّ فصول السنة ومما زاد الطين بلة أن المسؤولين الحاليين والسابقين أصبح كل طرف يلقي بالمسؤولية على الطرف الآخر ولكن ما غاب عنهم أن النادي الإفريقي دخل في نفق مظلم ولا أحد يدري كيف سيكون الخروج منه في ظل هذه التجاذبات ولعل آخر ما جد يؤكد المد والجزر بعد أن أعلن الرئيس الأسبق سليم الرياحي أنه سيخرج عن الصمت وسيكشف عدة أسرار لوضع النقاط على الحروف بعد أن وضعته عدة أطراف في قفص الاتهام ولكن هل ينفع هذا بعد أن أصبح النادي الافريقي يدور في فلك المشاكل؟ في المقابل هناك حملة مطالبة بمحاسبة سليم الرياحي بعد ان ترك الافريقي يغرق في ديون قد تعصف بمستقبله وماضيه كما أن هناك اتهامات بمحاولته عرقلة الفريق من أجل العودة... والمطلوب الآن هبّة جماعية لإنقاذ الجمعية لأن نشر الغسيل لن ينفع أحدا بل قد يزيد الوضع تأزما لأن «الشاة لا يهمها سلخها بعد ذبحها» والأولى والأحرى توحيد الصفوف رغم كل الخلافات وما ضر لو يتحرك الأحباء من رجال المال والأعمال للمساهمة في حل الأزمة المالية وليعتبروا أن النادي الإفريقي قلعة جرفها الطوفان بعد «تسونامي» الديون والخطايا ولا طائل من وراء التراشق بالتهم في السر والعلن وعلى كبار الجمعية وضع اليد في اليد بالاستغناء عمّن هو في رئاسة الجمعية فبالأمس حمادي بوصبيع وفريد عباس وحمودة بن عمار وسليم الرياحي وغيرهم واليوم عبد السلام اليونسي وكما يقولون «المرء حديث بعده» وفي كلمة لا تتركوا النادي الإفريقي يهوي وسارعوا بانقاذه حتى يذكركم التاريخ بخير.. والمهم هو انقاذ الإفريقي، والمحاسبة ستأتي في ما بعد، أي أن الأهم قبل المهم...