احيل مؤخرا على مكتب التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس بحالة إيقاف كاتب محام وعامل بالخارج بعد ان وجهت اليهما جرائم تكوين عصابة والمشاركة في تكوين وفاق قصد الاعتداء على الاشخاص والأملاك والتدليس ومسك واستعمال مدلس وتقليد طابع غير تابع للسلطة العمومية والتحيل طبق احكام فصول المجلة الجزائية.. وتتمثل وقائع قضية الحال في ورود ظرف مرسل من روسيا عبر المكتب الحدودي بمحطة البضائع التابعة لمطار تونسقرطاج، وقد كتب على ظاهر الظرف رقم المتهم الاول (كاتب المحامي)، وتمت احالة الظرف على مخزن التصدير المخصص للنقل الجوي السريع والكائن بمقرين وبعد اجراء عملية الفرز من قبل مصالح الديوانة تبين وجود جسم صلب داخل الظرف وبتفتيشه عثر الاعوان على 24 جزءا من اختام وطوابع لسفارات وقنصليات اجنبية (إسبانيا، هولاندا، فرنسا...) وفي الاثناء تقدم المظنون فيه الى عامل بالمخزن المذكور طالبا منه مساعدته في اخراج الظرف موضوع القضية دون عرضه على المصالح الديوانية فتولى العامل اعلام ادارته والتي طلبت منه مسايرة المظنون فيه لمعرفة مصدر الاختام ووجهتها وقد حاول العامل اثر الاتصالات التي جمعته بالمظنون فيه معرفة هويته واسمه إلا انه اكد له ان الطرد تابع لأحد معارفه وهو جزائري الجنسية وقد كلفه بتسلم الطرد مكانه لأنه سافر الى الجزائر، مما اضطره اي (الديواني) الى الاتفاق مع المظنون فيه وبالتنسيق مع ادارة الديوانة للالتقاء بأحد المقاهي بجهة سيدي رزيق اين تم ضبطه وتم فتح تحقيق وقد تعهدت الادارة الفرعية للقضايا الاجرامية بمواصلة البحث في خصوص هذه القضية والذي تبين وجود المتهم الثاني وهو عامل بالخارج. باستنطاق المتهم الاول نفى مجموعة التهم المنسوبة اليه من جرائم تكوين عصابة ومشاركته في وفاق قصد الاعتداء على الاشخاص والأملاك او جرائم تدليس وحمل ومسك مدلس، مؤكدا انه بحكم عمله ككاتب محام وتردده المستمر على المحاكم بسوسة ومعارفه بالجهة فقد تعرف على المتهم الثاني وهو عامل بالخارج والذي طلب منه مساعدته في التوسط لاستخراج طرود من المصالح الديوانية مقابل مبلغ مالي على كل عملية فاستجاب له دون ان يكون على علم بان المتهم ينشط في مجال التدليس وافتعال وثائق السفر والتأشيرات باستعمال اختام مدلسة يقوم بجلبها من روسيا بحكم ان زوجته روسية الجنسية.. وتم حجز ظرف اخر في بيت المظنون فيه يتضمن أوراق سوداء بلاستيكية ونسخ من بطاقات تعريف وطنية واصل لبطاقة تعريف وصور شمسية لعدة اشخاص وعلبة كرتونية اخرى تحتوي على مجموعة من الاوراق البلاستيكية تستخدم لنسخ الصور وآلة ناسخة وآلة تجفيف وأقلام سوداء وعلبة حبر اسود.. وأكد ان هذه المحجوزات تعود الى المتهم الثاني وقد وضعها في منزله بحكم ان هذا الاخير لا يملك منزلا وذلك مقابل مبالغ مالية كان يتسلمها منه.. باستنطاق المظنون فيه الثاني وهو عامل بالخارج نفى معرفته بالمتهم الاول وأكد ان معرفته له لا تتعدى استشارته في بعض المسائل والاستشارات القانونية بحكم تردده على المحاكم بسوسة نافيا معرفته الخاصة به او علمه بالمحجوز الذي وجد لديه داخل منزله، كما نفى اعترافات المتهم في خصوص تسلمه مبالغ مالية مقابل استلامه لطرود من الخارج.. وقد تقرر احالتهما في الايام القليلة القادمة على المجلس الجناحي بتونس لمقاضاتهما من اجل تعمد اعداد آلات ومواد كانت معدة لتغيير الوثائق وتعمد ابقائها بقصد استعمالها لارتكاب التقليد والتغيير وتهم التدليس ومسك واستعمال مدلس ومحاولة استعمال اختام وطوابع بريدية غير تابعة للسلطات العمومية طبق احكام فصول الإحالة...