صدرت مؤخرا للشاعرة نورة حريقة منصر مجموعة شعرية جديدة عنوانها «همزة الفصل» صادرة عن دار المنتدى للنشر. وهي طبعة ذات حجم متوسط يتضمن 110 صفحات. لتثري رصيدها من الإصدارات الأدبية بعد أن سبق لها إصدار مجموعة قصصية أولى عنوانها «مسافر زاده نساء» سنة 2002 ومجموعة من المقالات النقدية ذات المضمون الاجتماعي والسياسي التي كتبتها خلال مسيرتها سنة 2014. واختارت هذه الشاعرة تقسيم المجموعة الشعرية إلى ثلاثة أجزاء حسب المضمون والمحور العام لكتاباتها خاصة أن هذا الكتاب لم يتضمن قصائد طويلة. بل تضمن مختارات من كتاباتها التي ألفتها خلال الثلاثة عقود الأخيرة خاصة أنها اختارت التأريخ فكان عنوان الجزء الأول «وإغراب وغربة» وعنونت الجزء الثاني ب»قيس في زمن الفيس» ليكون عنوان الكتاب هو نفس عنوان الجزء الثالث من هذه المجموعة الشعرية. وما يميز ما كتبت من شعر حر لم تتقيد فيه بموازين البحور الشعرية هو انتقاؤها لمحاور متنوعة كانت أقرب لخواطر «شعرية» تناولت فيها مواضيع متنوعة تتعلق بحياتها الخاصة ومواقفها وقضايا اجتماعية وإنسانية وعربية على غرار «لعنة الفراعنة» و»يا ليل العراق متى غده» و»نيكوتين» و»الأدب النسائي» و»لغة السراب» التي قالت فيها: «شعرت بالرحيل يتسرب إلى أعماقك رائحته المرتعشة تسكنك.. والأحلام تهجرك..» وحاولت في قصائد أخرى أن تبني أفكارا ورؤى شعرية وتقدها وتحاكي فيها بعض الأبيات لأبي الطيب المتنبي على غرار ما كتبت في «طيفك والفاليوم» على شاكلة «الخيل والليل والبيداء تعرفني وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَمُ بقولها : الويل والليل والفاليوم يعرفني واليتم والظلم والأحجار والقلم» لذلك جاءت هذه المجموعة الشعرية أقرب في مضامينها ومحاورها إلى «رصف» وتجميع» لأفكار ومواقف وقراءات تفاعلا مع أحداث ومواقف عاشتها صاحبتها أو واكبتها وعايشتها وأرادت بلورتها «شعريا» مثبتة أن تقلدها مناصب ومهام إدارية في مجالات بعيدة عن «الكتابة» لم يمنعها من ممارسة تعلقها بهاجس الكتابة والتعبير. فالمطلع على هذه المجموعة الشعرية يتبين أن نورة حريقة تنظم الشعر بعقلها في أغلب قصائدها، وتطوع مشاعرها وملكتها اللغوية في محاولة لصناعة تجربة شعرية خاصة بها، رغم ما أثبته في عديد المناسبات من محاكاة لتجارب شعرية أخرى رائدة، على غرار: «ليتني كنت زهرة وأركيدا فأزيح العتمة من طريقك علمني كيف ارسم سماء جديدة لقصيدة جديدة لعينيك المسافرة الحائرة بلا جواز سفر ولا تأشيرة». من الصفحة 15 من جزء إغراب وغربة. لذلك بدت هذه المجموعة الشعرية مجرد تجربة أرادت من خلالها صاحبتها أن تثبت من خلالها وجودها في عالم نظم الشعر والأدب خاصة أنها أصبحت متفرغة للنشاط الثقافي والأدبي والكتابة.