جهويات أذكر بأني كتبت بعد مشاهدتي الحلقة الأولى من برنامج «سبور9» (SPORT9) على قناة التاسعة مقالة عبرت فيها على احترازي عن تركيبة الفريق المرافق لعادل بوهلال مقدم تلك الفاصلة الرياضية.. ويعود احترازي الى ما لاحظته من محاصصة في اختيار الافراد وتوزيع الادوار على عدد من الوجوه المعروفة بانتماءاتها لعدد من الاندية الكبرى مع اقصاء اهل الاختصاص من الصحافيين الرياضيين. وشاءت الايام ان تصدق ما كنت اخشاه من خروج عن روح الفعل التحليلي الموضوعي بحكم الانتماءات التي اشرت اليها.. اذ سرعان ما انقض زياد الجزيري على السانحة ليدخل في تصفية حساباته الشخصية مع افراد داخل ناديه الام وكذلك مع منافسي النجم.. وقد فعل ذلك بأسلوب مرفوض بكل المقاييس الرياضية والاخلاقية. وبعد ان فتح الجزيري باب التكوير الانفعالي دخل الناصر البدوي معمعة التقول والتغول غير عابئ بتدخلاته غيره.. ولئن نتفهم جزئيا دفاعه الشرس عن حقوق ناديه من وجهة نظره طبعا.. فان خروجه عن الموضوع بالزج بالكرة في متاهات النعرة الجهوية من خلال قوله «الولاية كاملة مظلومة» (يقصد ولاية صفاقس) ! قال ذلك واكثر وتخمر ودون ان يجد رادعا وقد خير بوهلال الفرجة على الهرجة.. بل لعله كان يتلذذ ما كان يحدث من استهتار بقيم الحوار البناء والتعبير الحر المسؤول؟ انا لا استغرب من الناصر وامثاله مثل هذا السلوك الشاذ الناتج عن الفهم الخاطئ لدوره في مثل تلك البرامج.. وهذا يجرني للخوض وان بسرعة البرق في المسألة المتعلقة باختيار «الكرونيكور»!.. واستغرب واشجب اللجوء الى خدمات افراد لا علاقة لهم بالصحافة وضوابطها واخلاقياتها وكل اللوم يقع على كاهل صاحب البرنامج. انني اشاطره الرأي عندما يدعو اهل الاختصاص مثلا (مدرب.. مسؤول.) لمناقشة مسألة ما او للتحليل الفني لمباريات الكرة، أما أن يحتل هؤلاء أماكن غيرهم من أهل الاختصاص من الصحافيين.. فان الامر يصبح مدعاة للتأويل وهدرا للوقت في القيل والقال.. واخذا بخاطر سي الناصر فاني اقترح ان تسجل صفاقس ضمن الولايات ذات الاولوية في الحصول على الالقاب الرياضية على غرار ما يقع في المجالات الاجتماعية والاقتصادية وفي انتظار تحقيق ذلك ادعو اهل الذكر الى خصم نقطة من رصيد الترجي الرياضي التونسي عن كل خطإ يرتكبه اي حكم في اي مباراة.. وذلك سعيا لمرضاة «الكرونيكور» المظلوم والمقهور!! فيها واو حرية الأحد «الأحد الرياضي» من اعرق البرامج الرياضية في التلفزة التونسية وقد مر عبر مسيرته الطويلة بالعديد من المراحل التي تراوحت بين الصعود والهبوط وتحملت وزره العديد من الاسماء التي بقيت في ذاكرة العامة كل حسب عمله وما قدم. «الاحد الرياضي» في نسخته الحالية ليس بمنأى عن النقد والملاحظات ولكنه يبقى رغم بعض السلبيات من اكثر البرامج حرفية وانضباطا. ويكفي ان نلقي نظرة على تركيبة الفريق بقيادة رازي القنزوعي لندرك قيمة المحتوى المقترح على المشاهدين.. ولئن يلوم البعض اعضاء الفريق على نبشهم في مواضيع تبدو خارج السياق فاني ارى خلاف ذلك لما تظهر تلك النقاشات من عمق في الرؤية وقدرة على التحليل الموضوعي. حرية التعبير مسؤولية مشتركة بين الباث والمتلقي ولا يمكن تحديدها وفق الاهواء او الانتماء.. فيها ان تحضر وتغيب! فعلا.. الشجاعة تحضر وتغيب.. حسب مواقف المعلق الرياضي للقناة «الوطنية1» الذي تابع مباراة الترجي والنجم في كرة القدم.. فعندما تكون اللقطة لا تمثل خطأ يبادر بالإصداح برأيه «ما ثماش مخالفة» أما عندما يتعلق الامر بمخالفة واضحة لا لبس فيها يقول: «اترك الحكم لأهل الاختصاص»!! فهمناك يا شهير.. ومن غير تنبير!!