أصدرت الجامعة التونسية لكرة القدم بلاغا اكدت فيه على انها تعتزم اقامة او تنظيم كأس الجامعة للأكاديميات بين 14 و29 ديسمبر الحالي، كما ستحدد الادارة الفنية الوطنية بالجامعة طبعا مستوى مختلف الاكاديميات الموزعة على كامل تراب الجمهورية لتنظيم بطولات محلية وجهوية وكذلك وطنية لهذه الاكاديميات بداية من جانفي من السنة المقبلة. والى حدود الفقرة الاولى من البلاغ الصادر منذ ايام تبدو كل الامور جيدة، وتوحي بأن هناك اشرافا من الجامعة وسلطة الاشراف على هذه الاكاديميات، وما أكثرها، ان لم نقل قد انتشرت مثل الفقاقيع، واختلط فيها الحابل بالنابل.. الجامعة نفسها لها اكاديمية.. والحي الوطني الرياضي بعث بدوره أكاديمية.. بالاضافة الى الاف الاكاديميات الاخرى التي يكفي ان يقترن بعضها باسماء لاعبين قدامى معروفين او يكفي ان يكون لاحدهم المال ليبعث اكاديمية تحت اي مسمى بما في ذلك اسماء اندية معروفة، والحال ان ذلك يستوجب شروطا عديدة، ويتطلب من الجامعة ذاتها التدخل لتطبيق القانون، حتى على الاندية الرياضية التي تبعث بدورها اكاديميات، والحال ان هذه الاندية مفتوحة للعموم ولكل الطاقات بينما كان يفترض ان تكون الاكاديميات من نصيب القطاع الخاص، لعدة اسباب لعل ابرزها انه في التنظيم المحكم لها تكون هذه المؤسسات الرياضية مفتوحة في وجه الخريجين وتساهم بشكل او باخر في التقليص من نسب العاطلين خريجي اختصاصات الرياضة.. والمؤكد ان اي اكاديمية يقع بعثها يجب ان تحصل على ترخيص من جامعة كرة القدم، وكذلك من وزارة الاشراف، التي تملك سلطة تنفيذ العقوبات والقدرة على تنظيم هذا القطاع، وان تكون هذه الاكاديميات مستجيبة لكل الشروط، بما في ذلك التأمين على روادها وانتداب الخريجين، وهذه الاكاديميات التي تتوفر فيها كل الشروط المطلوبة، وتستجيب لمقاييس كراس الشروط عددها اقل من عدد اصابع اليد الواحدة وخاصة منها اكاديمية «جوفنتوس» بتونس فقد تبين لنا من خلال التدقيق في ملفاتها، انها لم تترك لا شاردة ولا واردة، حيث وفرت كل الشروط، اذ انها بالاضافة الى احتكامها على ادارة منظمة ومهيكلة فقد تعاقدت مع نادي «جوفنتوس» الايطالي لذلك تحمل اسمه وشعاره، وعادة ما تعزز اطارها الفني بمدربين ومديرين من النادي الايطالي، كما انها مؤمنة على كل روادها ومدربيها والاكثر تنظيما وابوابها مفتوحة امام كل الكفاءات وحاصلة على كل التراخيص من النادي الايطالي، وكذلك من الجامعة والوزارة.. ما عدا ذلك فان الاف الاكاديميات تعيش الفوضى وتحتاج للتنظيم واعادة الهيكلة وكذلك لتطبيق القانون، وهذا دور الجامعة التي اكدت في نفس البيان ان المشاركة في كأس الجامعة والبطولات المحلية والجهوية والوطنية تخضع اولا للانخراط بالجامعة التونسية لكرة القدم.. مع ضرورة التقيد ببعض الشروط التي سوف تحددها الادارة الفنية الوطنية لاحقا اضافة الى ضرورة تأمين كل ناشط بالاكاديمية مع حصوله على اجازة فنية من الجامعة.. فضلا عن ان الجامعة مصرة على نشر قائمات الاكاديميات الموزعة بتراب الجمهورية المعترف بنشاطها، وكم نتمنى ان يكون عددها محترما لان ذلك يوحي بانها تحترم الحد الادنى من الشروط المستوجبة.. ولكن..! ما عدا كل ذلك فان السؤال الذي يطرح نفسه بكل الحاح، فهو ان الجامعات الرياضية مدعوة الى المساهمة في المجهود الوطني لتشغيل الخريجين، وجامعة كرة القدم امام فرصة العمر لتحقيق اكبر جزء من هذا المجهود الوطني، مقارنة ببقية الجامعات باعتبار انه يمكنها ان تجعل من هذه الاكاديميات فضاء لاستقبال الخريجين وتشغيلهم وتكوينهم بهذه المؤسسات، فالنظر الى عدد الاكاديميات الموجودة، هناك مواطن شغل بالآلاف في انتظار الخريجين.. ألم يحن الوقت لتنتبه الوزارة الى هذا المصدر الهام لتكوين الشباب والاحاطة بالناشئة وكذلك تشغيل العاطلين؟ كما ان الجامعة مدعوة لتثمين هذا النشاط وتنظيمه لان مثل هذه الاكاديميات من شأنها ايضا ان تنجب كبار اللاعبين الذين تحتاجهم المنتخبات الوطنية.. ونعتقد انه ببلاغها الاخير قد اخذت التوجه الصحيح، وهو الاخذ بزمام الامور.. قطرة دم.. تنقذ طفلا تنظم أكاديمية «جوفنتوس تونس» ابتداء من الاثنين القادم حتى نهاية الاسبوع تربص مجاني في كرة القدم سيشرف عليها مدربون من فريق جوفنتوس الايطالي من 17 الى 22 ديسمبر بملعب المنزه وتهم الاطفال المتراوحة اعمارهم بين 6 و14 عاما، ورغم الكلفة الباهظة للتربص المذكور فقد ارتأت ادارة أكاديمية «اليوفي تونس» ان تتحمل كل التكاليف والمصاريف مقابل تقدم الاطفال والاولياء والعائلات لمساعدة احد اللاعبين الناشطين في الاكاديمية محمد رضا حندوس المقيم حاليا بمستشفى عزيزة عثمانة، والذي يعاني مرضا يستوجب توفير كميات هامة من الدم لعلاجه وانقاذ حياة طفل، لكن بينما اختارت الاكاديمية المذكورة تحمل تكاليف وظروف اقامة المدربين الايطاليين العاملين بنادي جوفنتوس واقامة تربص فريد من نوعه لاطفالنا، فانها ايضا ربطت مشاركة كل طفل بالتبرع بالدم لدى بنك الدم باسم الطفل محمد رضا حندوس، وعلى كل متبرع التقدم بما يثبت للاكاديمية حتى يقع تسجيله مجانا في التربص طيلة الاسبوع، وهي بادرة تذكر فتشكر، وقد تعهد المشرف على الاكاديمية عزيز التومي لنفسه بان يبحث كل السبل والطرق لمساعدة الطفل محمد رضا حندوس، فشكرا له وعلينا ان لا نخيب ظنه.. طالما الامر يتعلق بفعل انساني وبانقاذ حياة كائن بشري..